شكلت محاكمة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، والحوار بين الحكومة والأحزاب السياسية أبرز الأحداث في
موريتانيا خلال العام
2023، فيما يترقب الموريتانيون
انتخابات رئاسية وبدء تصدير الغاز العام القادم.
وانشغل الموريتانيون خلال العام 2023 بأحداث أخرى بينها فرار سجناء متهمين بالإرهاب من سجن نواكشوط ومقتل ناشط حقوقي في مركز للشرطة وتنظيم انتخابات نيابية ومحلية.
محاكمة العشرية
وتعتبر محاكمة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز وعدد من أركان حكمه أبرز حدث شغل الرأي العام الموريتاني طيلة العام 2023.
اظهار أخبار متعلقة
فقد استمرت جلسات محاكمة الرئيس السابق سنة كاملة قبل أن تنطق المحكمة المختصة في جرائم الفساد بحكمه مطلع ديسمبر الجاري، في الملف الذي عرف بملف "فساد العشرية" أي العشر سنوات التي أمضاها الرئيس السابق في السلطة.
فقد قضت المحكمة بسجن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز 5 سنوات نافذة وحرمانه من حقوقه المدنية.
بينما برأت المحكمة رئيسي الحكومة السابقين يحيى ولد حدمين ومحمد سالم البشير ووزير البترول والطاقة والمعادن السابق الطالب عبدي فال ومدير الشركة الموريتانية للصناعة والمناجم (حكومية) محمد عبد الله ولد لوداعة.
واستمرت محاكمة ولد عبد العزيز وعدد من أركان حكمه سنة كاملة وذلك بتهم "الفساد والإثراء غير المشروع وغسل الأموال، ومنح امتيازات غير مبررة في صفقات حكومية، والإضرار بمصالح الدولة".
وحكم ولد عبد العزيز موريتانيا لولايتين رئاسيتين (من 2009 إلى 2019) لكنه لم يترشح للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 22 يونيو 2019، بل إنه مهد الطريق أمام الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني الذي انتخب في 22 يونيو 2019 رئيسا للبلاد.
تهدئة سياسية
ونظمت الحكومة خلال العام 2023 حوارا سياسيا مع عدد من الأحزاب بينها أحزاب معارضة بهدف تهدئة سياسية يريد لها الرئيس الحالي أن تستمر حتى الانتخابات الرئاسية القادمة.
ووقعت الحكومة في هذا الإطار اتفاقا سياسيا مع ثلاثة أحزاب سياسية هي "الإنصاف" الحاكم، و"تكتل القوى الديمقراطية" و"اتحاد قوى التقدم" المعارضان يهدف إلى تجاوز الخلاف السياسي حول نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة التي نظمت في مايو الماضي، وشككت المعارضة في نتائجها، وتهدئة الأوضاع قبل الانتخابات الرئاسية القادمة.
لكن بقية أحزاب المعارضة رفضت توقيع هذا الاتفاق رغم أنه ينص في مادته السادسة على أنه "مفتوح أمام جميع الأحزاب السياسية الراغبة في الانضمام إليه".
اظهار أخبار متعلقة
وقدم الاتفاق المذكور "خارطة طريق" تتكون من ثماني نقاط، قالت فيها الأطراف الموقعة إنها تمكنت من "التغلب في هذا الظرف الدقيق على خلافاتها، خدمة للمصالح العليا للبلد، وتجنبا للمخاطر التي قد يتعرض لها جراء الانقسامات العقيمة والهدامة بين مكونات الطبقة السياسية".
أحداث أخرى شغلت الرأي العام
ومن بين الأحداث الأخرى التي شغلت الرأي العام الموريتاني خلال العام 2023، فرار سجناء مدانين في قضايا إرهاب من أحد السجون في العاصمة نواكشوط في مارس الماضي، وذلك بعد اشتباك مع حراس السجن أسفر عن مقتل حارسين.
وبعد أسبوع من فرار السجناء الأربعة تمكنت قوة أمنية موريتانية من قتل ثلاثة منهم واعتقال الرابع في منطقة جبلية شمال البلاد.
وانشغل الموريتانيون أيضا بحادثة مقتل ناشط حقوقي بأحد مراكز الشرطة في نواكشوط وهو ما أثار موجة احتجاجات وغضبا واسعا في الشارع الموريتاني.
وعرفت موريتانيا أيضا في 2023 انتخابات نيابية ومحلية أثارت جدلا واسعا إثر حديث أحزاب سياسية من المعارضة والموالاة عن "تزوير" واسع، ومطالبتها بإلغاء نتائجها وإعادتها.
وقد تمكن حزب "الإنصاف" الحاكم من الفوز في هذه الانتخابات وحصد أغلبية برلمانية.
عين على الغاز والرئاسيات
ويتطلع الموريتانيون خلال العام القادم إلى دخول بلادهم نادي الدول المصدرة للغاز، حيث ستصدر البلد أول شحنة من غازها المكتشف منتصف العام القادم.
وتستعد موريتانيا لإنتاج الغاز من "حقل السلحفاة آحميم الكبير" المشترك مع السنغال، منتصف 2024.
وتقدّر احتياطيات حقل "السلحفاة" من الغاز الطبيعي بـ 25 تريليون قدم مكعب، فيما تقول
الحكومة الموريتانية، إن احتياطيات الغاز المكتشف في البلاد تقدّر بأكثر من 100 تريليون متر مكعب، من ضمنها احتياطيات حقل "السلحفاة" الذي تتقاسمه مع جارتها السنغال.
ويترقب الموريتانيون أيضا انتخابات رئاسية مقررة صيف العام القادم.
اظهار أخبار متعلقة
وحتى الآن لم تعلن الأحزاب السياسية مرشحيها لهذه الانتخابات ولا تحالفاتها بهذا الخصوص، لكن الترجيحات تشير إلى أن حزب "الإنصاف" الحاكم وباقي أحزاب الموالاة وبعض أحزاب المعارضة ستدعم ترشح الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية رئاسية ثانية.