نشر موقع "
أويل برايس" الأمريكي تقريرًا سلط فيه الضوء على توقعات أسعار
النفط في سنة 2024 وفقًا للعديد من العوامل بما في ذلك العرض والطلب العالمي على النفط والتحديات المحتملة في الإمدادات.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الهجمات التي شنها الحوثيون المدعومون من إيران على السفن التجاريّة في البحر الأحمر والضربات الأمريكية البريطانية على أهداف عسكرية في اليمن ردًا على ذلك أدت إلى ارتفاع أسعار خام برنت لفترة وجيزة فوق عتبة 80 دولارًا للبرميل في نهاية الأسبوع الماضي، لكن سرعان ما تراجعت الأسعار إلى نحو 78 دولارًا للبرميل في التعاملات الآسيوية في وقت مبكر من يوم الإثنين. ويواصل السوق ترقّب التطورات في الشرق الأوسط مع احتمال حدوث انقطاع كبير في إمدادات النفط من أهم منطقة منتجة ومصدّرة للنفط.
اظهار أخبار متعلقة
وذكر الموقع أن العرض والطلب على النفط يبدو متوازنا إلى حد ما أو يشهد فائضًا طفيفًا هذا الربع، ويعتقد المحللون أن ارتفاع الطلب في الربعين الثاني والثالث من شأنه أن يوتر السوق وربما يدفع الأسعار إلى الارتفاع.
وأشار الموقع إلى أن الكثير سيعتمد على سياسات العرض الخاصة بأوبك+. وقد أعلن التحالف عن تخفيضات إضافية في الإنتاج للربع الأول من سنة 2024. وإذا قررت المجموعة إلغاء تلك التخفيضات، أو جزء منها، بعد آذار/ مارس فإن العرض سيكون أكثر من كاف لتلبية نمو الطلب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن إمدادات النفط من خارج منتجي
أوبك + بقيادة الولايات المتحدة والبرازيل وكندا ستستمر في الارتفاع.
وأورد الموقع أن منتجي
أوبك+ يمتلكون الآن طاقة احتياطية كافية لمواجهة التوتر الشديد في السوق وبعض الاضطرابات في تدفقات النفط التي قد تنجم عن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط. ويقول محللون من بينهم غولدمان ساكس إنه من غير المرجح أن يحدث انقطاع كبير في تدفقات النفط في مضيق هرمز، حيث تمر 20 بالمائة من إمدادات النفط العالمية اليومية، في الوقت الحالي.
وحسب ما كتبه آي إن جي استراتيجيز وارن باترسون وإيوا مانثي في مذكرة يوم الجمعة، فإنه "في الوقت الحالي، نعتقد أن خطر حدوث انقطاع كبير في تدفقات النفط من الخليج العربي منخفض، لكن الأمر يستحق بالتأكيد مراقبته، نظرًا للتأثير المحتمل الذي يمكن أن يحدثه على إمدادات النفط وأسعاره".
اعتبارًا من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، امتلك تحالف أوبك+ 5.1 ملايين برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية الفائضة للنفط - أو حوالي 5 بالمائة من الطلب العالمي - وذلك وفقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية والبنك الدولي. وهذه الطاقة الفائضة أعلى بكثير مما كانت عليه في نهاية سنة 2022، وتمنح السوق بعض الراحة لأنه إذا لزم الأمر يمكن لأوبك + زيادة العرض.
في السنة الماضية، بلغ متوسط أسعار خام برنت 83 دولارًا للبرميل، مقارنة بمتوسط سعر 101 دولار للبرميل في سنة 2022 - بفارق 19 دولارًا للبرميل بعد التقريب، وذلك وفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
اظهار أخبار متعلقة
وذكر الموقع أنه في أحدث توقعاتها الشهرية للطاقة على المدى القصير من الأسبوع الماضي، تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 82 دولارًا للبرميل في سنة 2024، وهو نفس السعر تقريبًا في سنة 2023، ثم ينخفض إلى 79 دولارًا للبرميل بحلول سنة 2025، "عندما نتوقع أن يفوق نمو الإنتاج نمو الطلب قليلًا، مما يسمح للمخزونات بالتراكم بشكل متواضع ويضع بعض الضغوط الهبوطية على أسعار النفط الخام".
وأشارت الإدارة إلى أن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط تزيد بالطبع من مخاطر انقطاع الإمدادات عما هو متوقع، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتكون أكثر تقلبًا.
ونقل الموقع عن إدارة معلومات الطاقة أن الطلب على النفط سيستمر في النمو ما بين 2024 و2025، لكن النمو سيكون أبطأ مما كان عليه في سنة 2023. ومن المتوقع أيضًا أن يتباطأ نمو العرض مقارنة بالسنة الماضية، لكن السوق ستظل متوازنة إلى حد ما على المدى القصير إلى المتوسط، حسب ما تشير إليه التوقعات الحالية.
وبين الموقع أن النمو
الاقتصادي والطلب سيؤثر على النفط في الاقتصادات الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، وأيضًا على اتجاه أسعار النفط، حيث أن تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية أكثر أو أقل في سنة 2024 عما هو متوقع حاليًا يمكن أن تؤدي إلى ميل الاستهلاك ومعنويات السوق صعودًا وهبوطًا، على التوالي.
وما لم يحدث تصعيد جيوسياسي كبير يؤدي إلى انقطاع كبير في الإمدادات - وهو أمر لا يمكن استبعاده - فمن غير المرجح أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل في سنة 2024 كما يقول المحللون حيث يرتفع إنتاج وصادرات النفط الأمريكية بشكل أسرع وأعلى من المتوقع، وتظل معنويات السوق بشأن الطلب متشائمة، خاصة في النصف الأول من سنة 2024.