قال الخبير
اليمني الاستراتيجي في الشؤون العسكرية والأمنية، علي الذهب؛ إن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على مواقع وأهداف تابعة لجماعة
الحوثي مؤثرة، لكن الجماعة تفرض منطقة ظلام معلوماتية عن نتائجها.
وأكد الذهب في حديث خاص لـ"عربي21"، أن جماعة الحوثيين لا تزال تفرض منطقة ظلام معلوماتية إزاء نتائج الهجمات التي تعرضوا لها منذ 12 كانون الثاني /يناير الحالي.
وقال الخبير اليمني: "ما من شك أن الضربات الأمريكية والبريطانية مؤثرة، لكنها ليست بالقدر الذي تتطلع إليه الولايات المتحدة وخصوم جماعة الحوثي بوجه عام".
وأضاف أن الضربات "عطلت بعض الوصول إلى الهياكل أو البنى أو الإنشاءات الثابتة، التي تساعد على عمليات الإطلاق وخلق تهديد مستمر تجاه الملاحة البحرية أو تجاه مناطق شمال خليج العقبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحديدا ميناء إيلات".
إظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أن الضربات الأمريكية "أفقدت الحوثيين تدفق الهجمات، وأعاقت تحركاتهم بشكل سلس جراء عملية الرصد الجوي المستمر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، أو رصد أرضي عن طريق مجموعة من المصادر".
وقال الخبير الذهب؛ إن الأيام القادمة ربما ستكشف المزيد؛ لأن الحوثيين حتى الآن لم يفصحوا بشكل دقيق وموثق عن نتائج الضربات الأمريكية لاعتبارات كثيرة، (لم يذكرها).
وأوضح الخبير الاستراتيجي اليمني أن الاستراتيجية الأمريكية الحالية تقوم على "تقويض قدرات الحوثيين على خلق تهديد تجاه الشحن البحري"، وليس تقويض قدراتهم العسكرية التي تخدم خصمهم في البر المتمثل بالحكومة اليمنية المعترف بها.
وتابع أن الولايات المتحدة وبريطانيا لازالتا في أمس الحاجة إلى جماعة الحوثي لخلق توازنات داخلية، بما يحقق الأطماع الخارجية لهما.
وقال الخبير اليمني الاستراتيجي في الشؤون العسكرية؛ إن هذه التوازنات وفق الرؤية الأمريكية تكمن في أن "واشنطن لن تجد من هو أوفى وأجدى وأجدر بمواجهة تنظيم القاعدة وداعش، وبأقل كلفة من الحوثيين مقارنة بالحكومة الشرعية".
ومضى بالقول: "لذلك، ستبقي عليها واشنطن، مثلما هي خلقتها أو ساعدت في تمكينها"، حد قوله
كما لفت إلى أن "الإدارة الأمريكية لازالت تؤمل في جماعة الحوثيين شيئا"، وإن كان هناك مساحة بارزة للتهديد ظهرت من خلال نشاطهم البحري، إلا أنها تبدو مؤقتة وقد تزول بتحقيق مطالب؛ سواء في عملية السلام أو ملفات أخرى.
إظهار أخبار متعلقة
والسبت، أعلنت القيادة العسكري الوسطى الأمريكية، أن قواتها دمرت صاروخا باليستيا معدّا للإطلاق في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وشنت الولايات المتحدة العديد من الهجمات ضد مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ الضربة الأولى التي وجهتها واشنطن بالتعاون مع لندن في 12 كانون الثاني/ يناير الجاري، بهدف ردع الجماعة، التي أعلنت المصالح الأمريكية والبريطانية أهدافا مشروعة لها عقب الاستهداف.
وتشهد المنطقة تصاعدا في التوترات على خلفية مواصلة الحوثيين استهداف مصالح الاحتلال في المنطقة، فيما تسعى الولايات المتحدة التي أعلنت الشهر الماضي عن تشكيل تحالف دولي للتعامل مع الهجمات الحوثية، إلى ردع الجماعة عن شن عملياتها في البحر الأحمر.