نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية، تقريرا، تحدثت فيه عن احتمال إطلاق
البيت الأبيض عملية عسكرية سرية ضد
إيران.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "التصعيد في المنطقة سيكون في شكل رد فعل
واشنطن على ضربة استهدفت قاعدة عسكرية أمريكية في الأردن. وتدرس الولايات المتحدة حاليا خيارات مختلفة للرد على الهجوم الذي استهدف قاعدتها في الشرق الأوسط".
وحسب مصدر في بلومبرغ، فإن "أحد هذه الخيارات هو تنفيذ عملية سريّة تضرب خلالها واشنطن إيران. لكن لن تعلن الولايات المتحدة مشاركتها في هذه الحملة، غير أنها سترسل إشارة واضحة إلى طهران. أما الخيار الثاني فيتمثّل في استهداف المسؤولين الإيرانيين على غرار أمر الرئيس السابق، دونالد ترامب، بتنفيذ عملية اغتيال الجنرال في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في كانون الثاني/ يناير 2020".
حسب الوكالة، فإنه "بغض النظر عما تختاره الولايات المتحدة، سيكون قرار جو بايدن، من أهم القرارات خلال فترة رئاسته"؛ وكما تشير بلومبرغ، فإن "الرئيس الأمريكي سوف يسعى إلى معاقبة المسؤولين عن الهجوم على القاعدة الأمريكية، الخطوة التي قد تمهد إلى مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران".
وهذا التصعيد، على وجه الخصوص، يمكن أن يُعيق الجهود الأمريكية للعب دور الوسيط بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية. وسوف يحتاج بايدن إلى النظر في العواقب الاقتصادية المحتملة، التي تحتاجها خطواته التالية على خلفية الصراع الأمريكي المستمر مع الحوثيين اليمنيين في البحر الأحمر.
من جانبه، دعا السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية، ليندسي غراهام، الإدارة الرئاسية الأمريكية إلى ضرب إيران ليس فقط انتقاما لمقتل جنود أمريكيين، وإنما أيضا من أجل ردع أي عدوان في المستقبل.
اظهار أخبار متعلقة
إلى ذلك، أشارت الصحيفة، إلى أن "بايدن وجّه أصابع الاتهام في الهجوم إلى الجماعات المدعومة من إيران في سوريا والعراق. لكن طهران نفت تورّطها في الحادث".
وحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن "الهجوم على القاعدة الأمريكية كان رد فعل من منظمة المقاومة الإسلامية شبه العسكرية الموالية لإيران في العراق على تصرفات تل أبيب في قطاع غزة. وخلال الأشهر القليلة الماضية، أصبحت الهجمات على الأهداف الأمريكية في الشرق الأوسط أكثر تواترا، مما أثار استياء متزايدا بين دول المنطقة من وجود القوات الغربية على أراضي الدول الإسلامية ذات السيادة".
وتتباين آراء مجتمع الخبراء حول عواقب الضربة على القاعدة العسكرية الأمريكية في الأردن. فيما يعتقد بعض الخبراء أن "إطلاق العنان لصراع كامل مع إيران لا يخدم مصالح الولايات المتحدة". ويعزو آخرون عدم الاستقرار العام في الشرق الأوسط إلى "السياسة المتعمدة التي تنتهجها الولايات المتحدة للضغط على طهران".
وتنقل الصحيفة عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، سيميون باغداساروف أنه "يجب الأخذ في الاعتبار أن الضربة الأولية لم تُنفذ على أهداف أمريكية في سوريا والعراق، بل على قاعدة على الأراضي الأردنية، وهي أعمق قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط. وبما أن الهجوم أدى إلى مقتل جنود أمريكيين، فسوف تضطر واشنطن إلى الرد".
وأضاف باغداساروف أنه "يمكن للأمريكيين استهداف قواعد الحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق ولبنان. وفي هذه الحالة، ينبغي توقّع هجمات انتقامية من قبل وكلاء إيران على أهداف أمريكية في كردستان".
وتابعت: "بالتالي، هناك احتمال لمزيد من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط. سيزداد التوتر أكثر في حال قررت الولايات المتحدة ضرب الأراضي الإيرانية، وهذا الإجراء يمكن أن يدفع طهران إلى مهاجمة القواعد الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، الأمر الذي سيؤدي إلى حرب مفتوحة بين الدول".
وذكر باغداساروف: "يواجه بايدن خيارًا صعبًا في ظل انتقاده من طرف ترامب وأنصاره واتهامه بالفشل في الرد على الهجمات على أهداف أمريكية في الشرق الأوسط. وعلى العكس من ذلك، تعارض القوى السياسية الأخرى التصعيد في المنطقة. لذلك، في حال تبيّن تنفيذ الإيرانيين الضربة، سوف يتعين على البيت الأبيض أن يفكر مليًا في خيارات الرد".
وحسب الخبير السياسي، بوريس ميزويف، فإن "الوضع الراهن لا يخدم مصالح بايدن، فمن ناحية، توجيه ضربة إلى إيران، حتى ولو في هيئة عملية سرية، قد يجلب له أصواتاً من أنصار جورج دبليو بوش، الذين يتبعون سياسة صارمة تجاه دول الشرق الأوسط. مع ذلك، هناك العديد من المتعاطفين مع الفلسطينيين داخل الحزب الديمقراطي الذين لن يوافقوا على تصعيد واسع النطاق".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع ميزويف أن "الإدارة الحالية لن تجرؤ على الأرجح على الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران لأن الصراع مع طهران سيخلق مشاكل للولايات المتحدة في كل من السياسة الخارجية والمجالات الاقتصادية. وبناء على ذلك، فإن التوترات في المنطقة ستؤثر على رفاهية النظام المالي العالمي".
واسترسل: "لكن بايدن لا يستطيع تجاهل الهجوم على القاعدة الأمريكية في الأردن. ومن المرجح أن تضرب واشنطن عدداً من أهداف 'المقاومة الإسلامية في العراق' المنظمة التي تولت مسؤولية قصف البنية التحتية العسكرية الأمريكية".
ونقلت الصحيفة عن الخبير الإسرائيلي في العلاقات الدولية والأمن القومي، سيمون تسيبيس، أن "الأحداث التي عرفها الشرق الأوسط منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بما في ذلك الهجوم على القاعدة الأمريكية في اليوم السابق تزداد تواترا".
وأردف: "وفقا له، تسعى الولايات المتحدة إلى الإطاحة بالنظام الإيراني، ما يفسر قيام أجهزة المخابرات الغربية باستفزازات مختلفة في المنطقة". وأشار تسيبيس إلى أن "العديد من التشكيلات العراقية تخضع لرعاية الولايات المتحدة. تحتاج واشنطن إلى خلق ظروف مسبقة مرئية للمجتمع الدولي والحصول على مبرر عسكري سياسي للهجوم على طهران".
وأوضح تسيبيس أن "هذه هي الطريقة التي ستستفيد بها الولايات المتحدة من وفاة أفراد عسكريين أمريكيين، ذلك أن هناك دعوات في واشنطن لاتخاذ إجراء حاسم، بما في ذلك إنزال قوات عسكرية في الشرق الأوسط ما يصب في مصلحة المسؤولين الأمريكيين الذين دخلوا السباق الانتخابي علناً أو سراً".
وأضاف تسيبيس: "لا أعتقد أن واشنطن ستقرّر التدخل المفتوح والواسع النطاق. ففي نهاية المطاف، تمتلك إيران جيشًا كبيرًا ومسلحًا بشكل كامل. علاوة على ذلك، لدى طهران حلفاء مميزون، الصين وروسيا. لذلك، سيقتصر الأمريكان على القيام بعمليات سرية صغيرة".
وأردف تسيبيس: "قد يتعلق الأمر باعتقال وتصفية الجيش الأمريكي لجنرالات الحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا، وكذلك تنفيذ هجمات صاروخية على البنية التحتية لبرنامج طهران النووي، لكن الولايات المتحدة ربما لن تتحمل المسؤولية عن هذه العمليات".
اظهار أخبار متعلقة
ويرى تسيبيس، أن "إيران قد تتخذ أيضًا إجراءات انتقامية"، مشيرًا إلى هجمات طهران الأخيرة على الجماعات الباكستانية الخاضعة لسيطرة أجهزة المخابرات البريطانية والأمريكية. وتابع: "أعتقد أن الحرس الثوري الإيراني يمكن أن يزيد من وتيرة وشدة ضرباته ضد الجماعات التي تعتبر وكلاء للغرب".
وفي الوقت الذي يتوقّع فيه تسيبيس تصعيد الوضع أكثر في الشرق الأوسط، بالقول "يمكن وصف الوضع بأنه حرب وكلاء أمريكا ضد وكلاء طهران" يرى أن "الإجراءات الأمريكية لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على خطط انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق. وإن الولايات المتحدة تسحب قواتها النظامية، وتدخل بدلاً عنها إلى العراق مرتزقة من الشركات العسكرية الأمريكية الخاصة".