يستعد
البرلمان البريطاني لعقد
جلسة تصويت للبت
في مطالبة المملكة المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع
غزة باقتراح من الحزب
الوطني الأسكتلندي.
ودعت حملة التضامن مع
فلسطين في لندن عبر
موقعها وحساباتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنصار القضية الفلسطينية إلى الضغط
من أجل دفع البرلمان إلى تبني قرار فوري بوقف إطلاق النار في غزة، عبر مراسلة نواب
البرلمان ومطالبتهم بذلك قبل انعقاد الجلسة، والحضور المكثف إما داخل البرلمان لمن
أمكنه ذلك، أو إلى المظاهرة المرتقبة أمام مبنى البرلمان للمطالبة بإنهاء الحرب
ورفع الحصار عن قطاع غزة.
من جهته دعا المنتدى الفلسطيني في
بريطانيا أنصار القضية الفلسطينية إلى المشاركة بكثافة في المظاهرة التي سينظمها مساء غد الأربعاء، أمام البرلمان البريطاني للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وتأتي جلسة البرلمان، وهي المرة الثانية
التي سيناقش فيها مطلب انضمام المملكة المتحدة إلى المطالبين بالوقف الفوري لإطلاق
النار، بينما تجاوز عدد الشهداء في قطاع غزة حاجز الـ30 ألف شهيد ونحو الـ70 ألف مصاب
وآلاف المفقدين فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.
وكانت العاصمة البريطانية لندن قد شهدت
السبت الماضي مظاهرة مليونية في اليوم العالمي للتضامن مع غزة انطلقت من ماربل آرش
وجابت شوارع العاصمة وصولا إلى السفارة الإسرائيلية في كينسينغتون للمطالبة بوقف
الحرب على غزة.
في هذه الأثناء تصاعد الجدل والخلاف بين
قيادات حزب العمال ونوابه في البرلمان، الذين صوت ثلثهم في جلسة البرلمان السابقة
لصالح المطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبدا واضحا أن كفة المنحازين
للمطالبة بوقف إطلاق النار بدأت تتعزز، وإن كانت القيادة الحالية مازالت مترددة
إزاء هذا الموقف، بالنظر إلى تأثير هذا الموقف على الانتخابات المرتقبة العام
الجاري، والتي تقول استطلاعات الرأي إن حزب العمال يتقدم فيها إلى حد الآن.
وحذر أعضاء البرلمان من أن زعيم حزب العمال
كير ستارمر، يخاطر بإثارة أكبر تمرد لرئاسته إذا حاول منع نوابه من التصويت غدا
الأربعاء على وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" حث نواب حزب
العمال زعيمهم على عدم إجبارهم على التصويت ضد اقتراح الحزب الوطني الأسكتلندي
الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، بعد ثلاثة أشهر من تصويت مماثل شهد تمرد 56
عضوا، من بينهم ثمانية من أعضاء البرلمان.
ولم يقرر رؤساء الحزب بعد كيفية التعامل مع
تصويت يوم غد الأربعاء 21 فبراير/ شباط، لكن العديد من النواب قالوا لصحيفة
الغارديان: "إنهم يخاطرون بخلاف داخلي ضار إذا حاولوا معارضة ذلك".
وصوت حزب العمال الأسكتلندي في نهاية هذا
الأسبوع لصالح وقف فوري لإطلاق النار، لكن ستارمر لم يصل حتى الآن إلى حد دعم مثل
هذا الموقف، قائلا بدلا من ذلك إن إسرائيل وحماس بحاجة إلى "التوصل" إلى
وقف القتال.
وقال أحد أعضاء البرلمان من حزب العمال:
"أظن أن عدد المتمردين هذه المرة سيكون أكثر بكثير من الـ 56 الذين تمردوا في
المرة السابقة، خاصة بالنظر إلى موقف حزب العمال الأسكتلندي وعدد النواب الذين
يتعرضون بالفعل لضغوط بشأن هذا الأمر الآن".
وقال برلماني آخر: "آمل أن ينتهي بنا
الأمر في وضع أفضل من المرة السابقة ـ يجب ألا نصل إلى الموقف ذاته الذي كنا عليه
في المرة السابقة".
وأوقف ستارمر الأسبوع الماضي، اثنين من
مرشحي حزب العمال؛ بسبب إدلائهما بتصريحات قيل "إنها معادية للسامية".
ومنتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي صوّت
البرلمان البريطاني، ضد قرار لوقف إطلاق النار في قطاع.. حيث صوّت 293 عضوا في
البرلمان ضد القرار، بينما أيّده 125 آخرون.
وكان حزب المحافظين الحاكم أبرز المعارضين
للقرار، وكذلك قيادة حزب العمال المعارض.
على صعيد آخر كشفت صحيفة "الغارديان"
النقاب عن أزمة سياسية خانقة تجتاح حزب المحافظين، وتهدد مصير رئاسة ريشي سوناك
للحكومة.
وذكرت الصحيفة أن نواب حزب المحافظين الذين
ينتقدون قيادة ريشي سوناك يأملون في أن يتنحى طواعية، لتجنب مشهد الانقلاب المدمر،
وأنهم يتطلعون إلى الانتخابات المحلية في أيار/ مايو كنقطة حاسمة محتملة.
وقال وزير سابق إن العديد من أعضاء البرلمان
المحافظين اتصلوا بجراهام برادي، الذي يرأس لجنة المحافظين لعام 1922، ليقولوا له
إنهم يريدون استقالة رئيس الوزراء، لكنهم لم يرسلوا رسائل سحب الثقة بعد.
وقال الوزير السابق إنهم يعتقدون أن داونينغ
ستريت بزعامة سوناك لم يبد أي رد فعل إزاء المخاطر التي يواجهها الحزب، بعد
هزيمتين ثقيلتين في الانتخابات الفرعية مني بهما هذا الأسبوع.
وقالوا: "يعتقد أصحاب مكتب رئاسة
الحكومة أنهم لا يواجهون مشكلة كبيرة على الإطلاق في ما يتعلق بتحدي [القيادة]،
وهو ما يبدو متعجرفًا بعض الشيء... يتفق الكثير من النواب المعتدلين على القول إن
أفضل مسار للعمل ليس أن نقوم بإقالته، بل أن يتنحى طواعية، وهم يتحدثون إلى غراهام
برادي حول هذا الموضوع".
ومنذ أن فاز حزب العمال بمقعدي كينجسوود
وويلنجبورو، متغلبًا على أغلبية كبيرة من المحافظين، واجه سوناك دعوات متجددة من
بعض نوابه للتوجه نحو اليمين في مجالات مثل الهجرة وتخفيض الضرائب، خاصة بعد فوز
حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، الذي شكله نايجل فاراج بعشرة في المئة من الأصوات
في كلتا المسابقتين.
وحتى الآن لم ينضم أي من أعضاء البرلمان إلى
سايمون كلارك وأندريا جينكينز في الدعوة العلنية إلى رحيله، لكن مصدرًا من
المحافظين قال إن العديد من المتمردين قرروا الانتظار لمعرفة أداء الحزب في
الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في الثاني من مايو/ أيار.
دوليا حذر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية
السلام بالشرق الأوسط تور وينسلاند، أمس الاثنين، أن أي عملية إسرائيلية واسعة
النطاق في رفح قد تؤدي إلى "وضع أكثر خطورة".
وقال المنسق الأممي لعملية السلام والذي
يجري زيارة حاليا إلى غزة، إن "عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في رفح
قد تؤدي إلى وضع أكثر خطورة".
وأشار المسؤول الأممي في منشور للأمم
المتحدة، على حسابها بمنصة "إكس" إلى أن "المفاوضات مستمرة لإجلاء
المرضى المتبقين، من مستشفى ناصر بمدينة خانيونس جنوب غزة، حيث تجري عملية عسكرية
إسرائيلية".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن
إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال
ونساء" وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى محاكمة إسرائيل أمام العدل
الدولية بتهمة "جرائم إبادة" للمرة الأولى منذ تأسيسها.
اقرأ أيضا: البرلمان البريطاني يرفض وقف إطلاق النار بغزة.. وتمرد واسع بحزب العمال