هاجم
عمدة مدينة
ديربورن الأمريكية بولاية ميشيغان،
عبد الله حمود، إدارة الرئيس جو
بايدن على خلفية موقفها الداعم للعدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة والرافض لوقفه.
وقال
عبد الله في مقال نشره بصحيفة "
نيويورك تايمز": "مدينتنا بأكملها تطاردها
الصور ومقاطع الفيديو والقصص المتدفقة من غزة، حتى إن الحياة لتبدو ملفوفة بضباب من
الحزن والخوف والعجز وحتى الشعور بالذنب، ونحن الآن نحاول أن نفهم كيف يمكن أن يستخدم
أولئك الذين انتخبناهم أموال الضرائب التي ندفعها لذبح أقاربنا في الخارج".
وأضاف: إن "ما يضاعف من الخوف والحداد المستمر هو الشعور العميق بالخيانة، ففي الانتخابات
الفدرالية الثلاث الماضية، أصبح الناخبون الأمريكيون العرب في ميشيغان كتلة تصويتية
حاسمة، ويمكن الاعتماد عليها بالنسبة للحزب الديمقراطي، وكنا جزءا من الموجة التي سلّمت
للرئيس جو بايدن قبل 4 سنوات".
وتابع:
"لكن يبدو أن مرشحنا قد نسي هذه الحقيقة، وجاء يطلب أصواتنا مرة أخرى في الوقت
الذي يبيع فيه القنابل التي يسقطها جيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على
عائلاتنا وأصدقائنا".
وأضاف:
"يثبت الرئيس بايدن أن العديد من أسوأ مخاوفنا بشأن حكومتنا صحيحة: بغض النظر
عن مدى ارتفاع صوتك، وعدد المكالمات التي قد تجريها للمسؤولين الحكوميين، وعدد الاحتجاجات
السلمية التي تنظمها وتحضرها، فلن يتغير شيء".
وقال
إنّ "خوفي الأكبر هو ألا يُذكر السيد بايدن باعتباره الرئيس الذي أنقذ الديمقراطية
الأمريكية في عام 2020، بل باعتباره الرئيس الذي ضحى بها من أجل بنيامين نتنياهو في
عام 2024".
وأكد
حمود أنّ غالبية الأمريكيين يريدون وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط وأن الرئيس وأعضاء
الكونغرس يتجاهلون استطلاعات الرأي حول ذلك.
وذكر
العمدة بأنهم قبل عامين، عندما احتشد الأمريكيون في جميع أنحاء البلاد لتقديم الدعم
والمساعدة لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، "فعلنا نحن -أيضا- ذلك. لا تزال
هناك أعلام زرقاء وصفراء ترفرف على واجهات المنازل والشركات في جميع أنحاء مدينتي
(في إشارة للعلم الأوكراني). ولكن عندما رفع سكان ديربورن العلم الفلسطيني في الخريف
الماضي، قوبلوا بالتهديدات"، كما لو أن رئيسنا وأعضاء الكونغرس أداروا لنا ظهورهم،
وحتى الحزب الديمقراطي أدار لنا ظهره كذلك.
وقال
حمودة إنه وافق هذا الشهر على الاجتماع بكبار المسؤولين السياسيين في إدارة بايدن؛
بشرط أن يكونوا منفتحين على سحب دعمهم للحكومة الإسرائيلية اليمينية التي تقصف غزة
الآن.
وأضاف:
"إن الطريقة الوحيدة لضمان دخول المساعدات الإنسانية غير المقيدة إلى غزة هي من
خلال وقف فوري لإطلاق النار. إن الطريقة الوحيدة لإقامة دولة فلسطينية عادلة ومشروعة،
هي من خلال وقف فوري لإطلاق النار".
وأوضح
أنه بعد 4 أيام من الاجتماع في ديربورن، "شاهدت حكومة الولايات المتحدة إسرائيل،
التي حاصرت المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في رفح، أحد آخر الملاذات الآمنة في غزة،
وهي تحاصر المدينة بين عشية وضحاها، مما أسفر عن مقتل العشرات، وأنا، مثل العديد من
زملائي الأمريكيين، لا أستطيع بضمير حي أن أؤيد استمرار الإبادة الجماعية".
وأضاف:
"أثقل هذا الأمر قلبي، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التمهيدية الرئاسية في
ميشيغان، ولهذا السبب سأضع علامة في المربع بجوار كلمة "غير ملتزم" في الاقتراع
التمهيدي الرئاسي يوم الثلاثاء المقبل، ومن خلال فعلي هذا، فإنني أختار الأمل".
تأتي
المقالة قبل أسبوع من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية ميشيغان، التي
تشهد حركة متنامية بين المجموعات التقدمية والمنظمات الشعبية العربية الأمريكية تحث
المؤيدين على الإدلاء بأصواتهم لصالح "غير ملتزم" من أجل إرسال رسالة إلى
بايدن.