دعا الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، يوئيل جوزانسكي إلى زيادة النفوذ الإماراتي "أولاً" والسعودي "لاحقاً" في
غزة، ضمن ترتيبات ما بعد الحرب.
وقال الكاتب، إنَّ أبو ظبي تشارك "إسرائيل" المصلحة في إزاحة حماس عن سلطة غزة، وإضعاف أيديولوجيتها وقطع علاقاتها مع المحور الإيراني، لكنَّ جوزانسكي اعتبر أن على إسرائيل بالمقابل أن تدفع ثمناً.
وأشار جوزانسكي في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن "إسرائيل" تتوقع من الدول العربية "المعتدلة" قاصداً الإمارات والسعودية أن تقود تمويل إعادة الإعمار في غزة، مبيناً أن استئناف جهود التطبيع هو مصلحة إسرائيلية واضحة، وأنها ستدفع مقابل تحقيقه مع السعودية ثمناً أكبر مما تمت مناقشته قبل الحرب، خاصة وأن المشاعر المعادية لـ"إسرائيل" تزايدت في المنطقة، وفق وصف الكاتب.
اظهار أخبار متعلقة
ويرى أن للدولة الخليجية مصلحة في ذلك، بسبب الحوافز الأمريكية التي من شأنها تعزيز استقرارها وأمنها، وتحسين صورتها العامة على الساحة الدولية، وتحقيق مكاسب مالية، مشيراً إلى أن الاتفاق السعودي على المضي قدماً في تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" يعتمد على الثمن الذي ستُجبر "إسرائيل" والولايات المتحدة على دفعه.
بالمقابل، يقول الكاتب إن الإمارات تلعب بالفعل دوراً أكثر نشاطاً عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الإنسانية لجنوب ووسط غزة، فقد أنشأت محطات لتحلية المياه، وأرسلت المساعدات عبر مصر، وأسقطت المزيد من الغذاء والدواء جواً، وبنت مستشفى ميدانياً، وهي الآن الممول والمشغل الرئيسي للنقل البحري للمساعدات من قبرص إلى رصيف مؤقت في شمال غزة.
اظهار أخبار متعلقة
وأشار جوزانسكي إلى أن دعم الإماراتيين للمدنيين في غزة يمكن أن يحسن مكانتها في الرأي العام العربي، الذي انتقد علاقاتها الدبلوماسية المستمرة مع "إسرائيل"، ولهذا السبب سيُطلب من "إسرائيل" أن تدفع ثمن الحفاظ على هذه العلاقات أيضاً، من خلال الموافقة على مسار واضح وجدول زمني نحو إنشاء دولة
فلسطينية مستقلة.
ووفق الكاتب، فإنّ "إسرائيل" تودُّ أن ترى الإمارات خليفةً لقطر في نفوذها داخل غزة، داعيا إلى تمكين الإمارات من العمل في غزة الآن، دون انتظار انتهاء الحرب.