نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقالا للكاتب الإسرائيلي عكيفا ألدار، شدد فيه على ضرورة طرد دولة
الاحتلال من الألعاب الأولمبية المقررة في العاصمة الفرنسية
باريس صيف هذا العام، مشيرا إلى أهمية القيام بذلك من أجل تسريع نهاية نظام
الفصل العنصري كما حدث مع جنوب أفريقيا سابقا.
وقال الكاتب الإسرائيلي إن "نقطة البداية في هذا المقال هي أن المجتمع الإسرائيلي مريض، مريض جدا. حكومته صعدت مسارا تصادميا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في ذروة حرب متعددة الجبهات. جواز السفر الإسرائيلي أصبح وصمة عار. الكنيست يسرق الأموال العامة. الشرطة تتصرف مثل مليشيا في عالم سفلي".
وأضاف متسائلا: "ما الذي يجب أن يحدث من أجل أن يفهم موشيه من نتانيا أن فيروسا عنيفا دخل إلى جسده وهو يدمر جهازه المناعي؟ ما الذي سيقنعه بتغيير الطاقم الطبي والعلاج؟".
اظهار أخبار متعلقة
ولفت إلى أن "هناك من اعتقدوا أن فشل 7 أكتوبر سيفتح عيونه؛ أو أن خيانة المخطوفين أو عار تقديمنا للمحاكمة بتهمة الإبادة الجماعية سيخرجنا من المقاهي؛ وأن العقوبات على الإسرائيليين وحظر السلاح ستقض مضاجعه. لكن دائما يظهر الطبيب المخادع وينقط في الأذن نقاط النصر المطلق إضافة إلى السم ضد العرب واليساريين والرئيس الديمقراطي، والعودة إلى ’معا سننتصر’ و’السير إلى البؤرة الاستيطانية القادمة’".
وشدد الكاتب على أن "الوقت قد حان لتجربة ترياق لهذا السم القاتل. لقد حقق النجاح في القضاء على مرض تفوق البيض، القصد هو المقاطعة الرياضية على جنوب أفريقيا. طردها في 1962 من الألعاب الأولمبية وفرض عقوبات اقتصادية وثقافية عليها سرعت نهاية نظام الأبرتهايد. بالمناسبة، إسرائيل كانت الدولة الوحيدة التي تجاوزت العقوبات، والدولة الأخيرة التي قطعت علاقاتها مع نظام البيض. للمفارقة، فإنها بعد ثلاثة عقود جنوب أفريقيا هي التي تقدم دعوى ضد إسرائيل بسبب خرق حقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب".
وتابع بالقول: "أنا لا أقترح معاقبة الرياضيين الإسرائيليين الذين يطمحون إلى باريس. يجب التعامل مع البعثة الإسرائيلية مثل التعامل مع بعثة دولة غازية حديثة أخرى. في نقاشات رؤساء اللجنة الأولمبية قبل بضعة أيام في استئناف روسيا حول العقوبات التي فرضت عليها في أعقاب غزو أوكرانيا، طلب الممثلون الروس منع أيضا بعثة إسرائيلية من السير في احتفال الافتتاح وحظر الرياضيين الإسرائيليين من وضع رمز دولتهم".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "أعضاء اللجنة قالوا، ضمن أمور أخرى، إنه خلافا لروسيا التي تحاول إجبار الرياضيين الأوكرانيين في المناطق المحتلة على تمثيلها، فإن إسرائيل لا تطالب الرياضيين الفلسطينيين في المناطق المحتلة بحمل علمها. هذا صحيح وثابت. حكومات إسرائيل لم يخطر ببالها دعوة رياضيين فلسطينيين لتمثيلها. إضافة إلى ذلك فإن الرياضي من المناطق الذي يريد المشاركة في البعثة الفلسطينية للألعاب الأولمبية أو في أي حدث رياضي مطلوب منه المرور في طريق طويلة من أجل الحصول على المصادقة للعبور. بالمناسبة، فإن تحقيقا جديدا لوحدة البحث في الكنيست كشف عن اضطهاد المجتمع العربي في إسرائيل في مجال الاستثمار في الرياضة".
واختتم الكاتب مقاله بالقول، إن "إزالة علم إسرائيل من الألعاب الأولمبية في باريس ستؤلم الكثير من اليهود في إسرائيل، لكن من أجل إنقاذ المريض يجب أحيانا بتر العضو المصاب. استبدال الحكم هو خطوة تنقذ الحياة. نحن نأمل أنه في الألعاب الأولمبية القادمة سيتمكن الرياضيون الإسرائيليون من حمل علم إسرائيل".