كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن مقتل عمال الإغاثة السبعة العاملين في
المطبخ العالمي، ناجم عن ضعف
الانضباط بين القادة الميدانيين، واتخاذ قرارات فردية دون الرجوع إلى قيادة العمليات.
ونقلت صحيفة "
هآرتس" عن المصادر قولها، إن الضباط والجنود المتورطين انتهكوا لوائح وأوامر الجيش الإسرائيلي، متهمة القيادة الجنوبية بمحاولة إبعاد اللوم عنها في الحادث.
ووقع الحادث الدموي في مدينة دير البلح وسط قطاع
غزة فجر الثلاثاء، وقُتل فيه سبعة موظفين في المطبخ المركزي العالمي.
واتهمت المصادر العسكرية قادة الجيش الميدانيين بالتفرد في اتخاذ القرارات الميدانية، وعدم الرجوع لمن هم أكبر منهم من قادة الجيش، مشيرة إلى أن "الجميع يفعل ما يحلو له"وأن "كل قائد يضع القواعد لنفسه".
وتنص لوائح الجيش على أن الموافقة النهائية على أي إجراء ضد أهداف حساسة مثل منظمات الإغاثة يجب أن تمنح من قبل كبار الضباط مثل قائد الفرقة أو رئيس القيادة أو حتى رئيس الأركان، ولكن بحسب المصدر، فإن كل قائد في غزة، "يضع القواعد لنفسه" ويعطي تفسيره الخاص لقواعد الاشتباك.
اظهار أخبار متعلقة
وفي هذه الحالة؛ لم يتضح بعد ما إذا كان قرار إطلاق النار على قافلة المساعدات قد تم إرساله إلى كبار القادة للموافقة عليه.
وفي ردهما الرسمي، زعم الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع أن وفاة عمال الإغاثة ترجع إلى ضعف التنسيق بين القوات في الميدان والمسؤولين من منظمات الإغاثة.
ووعد كل من وزير الحرب، يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي علنًا بإجراء تحقيق شامل في الحادث، كما قرروا فتح غرفة حرب يديرها بشكل مشترك أفراد من القيادة الجنوبية ومنظمات الإغاثة الدولية التي ستكون مسؤولة عن الاتصال بالقوات في الميدان.
لكن التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والمنظمات موجود بالفعل، ويقوم ضباط الارتباط بإبلاغ القوات بالمناطق التي لا يمكنهم مهاجمتها بسبب وجود عمال الإغاثة أو وجود تجمعات كبيرة من المدنيين، ولذلك انتقدت المصادر غالانت وهاليفي لتصويرهما الحادث على أنه ناجم عن سوء التنسيق.
وقال مصدر في المخابرات الإسرائيلية للصحيفة: "لا علاقة للأمر بالتنسيق، يمكنك إنشاء 20 إدارة أو غرفة حرب أخرى، لكن إذا لم يقرر أحد وضع حد لسلوك بعض القوات داخل غزة، فسنرى المزيد من الحوادث مثل هذه”.