قال مراسل صحيفة "
ديلي تلغراف" في الولايات المتحدة، توني درايفر، إن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فعل غير ما حثته أمريكا والدول الغربية على تجنبه، فقد ضرب
إيران انتقاما على الضربة الإيرانية للاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي.
وأوضح أن "الهجوم العسكري صباح الجمعة لم يكن مفاجئا للمراقبين الغربيين، ولكنه سيؤدي إلى قلق عظيم في واشنطن والعواصم الغربية، حيث باتت منطقة الشرق الأوسط على حافة حرب واسعة".
وتابع بأنه بعد الهجوم الإيراني في 13 نيسان/ أبريل والذي كان ردا على هجوم إسرائيلي ضد السفارة الإيرانية في
دمشق، فقد كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي واضحة في أنها لن تترك الهجوم الإيراني بدون رد.
وفي ليلة الهجوم الإيراني، أخبر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نتنياهو، بأن الولايات المتحدة لن تدعم أو تتورط في أي رد إسرائيلي على إيران. وقيل إنه أخبر نتنياهو بأن لديك فوزا فخذه، حيث ساعدت الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة دولة الاحتلال الإسرائيلي على رد الهجوم الإيراني وإسقاط معظم الصواريخ والمسيرات الإيرانية قبل أن تخترق المجال الجوي الإسرائيلي.
إلا أن النصيحة لم يتم الاستماع إليها من حكومة نتنياهو المتطرفة، حيث حذّر "الحمائم" في الحكومة من مخاطر حرب واسعة مع إيران، حيث تعهد بالرد على أي هجوم يستهدف أراضيه، مما سيدخل الطرفين في حرب انتقامية يمكن أن تصعد الوضع وتخرجه عن السيطرة. وبالنسبة لـ"الصقور" فإن هجوما بالصواريخ والمسيرات على التراب الإيراني وبعد دعم طهران للجماعات الوكيلة لها هو استفزاز كبير في حد ذاته.
وقد فعل نتنياهو عكس ما طلبه منه الرئيس بايدن، وقادة مجموعة الدول السبع؛ حيث استفز قوة إقليمية لا يمكن التكهّن بتصرفاتها وقدراتها النووية غير معروفة، للرد. وعلى مدى عقود خاضت إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، حربا باردة، حيث لجأت كل منهما لدعم العدو القريب إلى حدودهما.
ولكن أحداث الجمعة، تجعل من الحرب الباردة ساخنة وتحولها إلى حقيقة. وعلى خلاف النزاعات الأخرى في الشرق الأوسط، فالأحداث الأخيرة قد تجر إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي نحو حرب مباشرة. وهناك مخاوف من التوتر الحالي في العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة التي وجهت انتقادات لطريقة شن حكومة نتنياهو الهجوم على غزة واستعدادها لتجاهل نصائح واشنطن وعدم الرد على إيران.
اظهار أخبار متعلقة
وحتى الآن ظلت قيمة العلاقة مع أمريكا، بمثابة قيد على نتنياهو، بعدم القيام بهجوم واسع ضد إيران وجماعاتها الوكيلة، وتبدو المخاطر على السلام في الشرق الأوسط أكبر مما كانت عليه في الماضي، وفي واشنطن وتل أبيب يحبس المسؤولون أنفاسهم بانتظار الرد الإيراني المقبل.
وحتى ينجلي الغبار ويعرف الضرر الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية، تظل المخاطر عالية من حرب واسعة، فبحسب المصادر المحلية الإيرانية فقد سمعت أصوات انفجارات قرب مدينة أصفهان، فيما نظر إليه كتصعيد كبير. وقال الحرس الثوري الإيراني، إنه صدّ مسيرات حول القاعدة الجوية في أصفهان.
وذكرت تقارير، غير مؤكدة، أن مفاعل نطنز كان من بين الأهداف التي ضربتها الهجمة الإسرائيلية، ولكن وكالة أنباء إيرانية أكدت أن التقارير غير صحيحة. وكان الأمريكيون على معرفة بالهجوم حيث يقوم المسؤولون في البيت الأبيض والبنتاغون بمتابعة الأمور، وقيل إن دولة الاحتلال الإسرائيلي أخبرتهم بأن الهجوم سيتم خلال 24 أو 48 ساعة.
ويقال إن استهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي لقاعدة أصفهان الجوية هو رد على استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب الاحتلال الإسرائيلي. وجاء الرد الإسرائيلي رغم وصف المسؤولين الرد الإيراني على تدمير القنصلية بأنه "فشل استراتيجي". وفي الوقت الذي اعتبر فيه الإيرانيون ضرب القنصلية انتهاكا للسيادة الوطنية، ويجب الرد عليه، إلا أن ردهم كان محسوبا وحاولوا تقليل الأضرار، إلا أنهم هدّدوا برد انتقامي أكبر لو ردت دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال جوناثان بانيكوف، وهو مدير مبادرة سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسط، إن "أصفهان هي مركز منشأة نووية ومطار دولي، ويعتمد الرد الإيراني على ما حدث لأي منهما"، مضيفا: "التصعيد المستقبلي يعتمد على الأهداف ومن الباكر معرفة ما حدث، ومهما يكن فالرسالة من إسرائيل هي: "نستطيع ضرب منشأة نووية"".
ولو استمرت الهجمات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران وبكثافة فالمخاطر ستكون كبيرة على الشرق الأوسط، لدى إيران عدد من الجماعات في المنطقة، في لبنان والعراق وإيران وفلسطين. ورغم ما حصلت عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي من دعم أمريكي وغربي وعربي لرد الهجوم الإيراني، إلا أن أطرافا في "التحالف" قد تتردد في التورط بحرب واسعة.
اظهار أخبار متعلقة
ولدى إيران دعم واسع إلى جانب الجماعات الموالية لها في المنطقة، فقد تطورت علاقاتها العسكرية مع روسيا، وبخاصة في مجال الصواريخ والمسيرات. ولدى إيران علاقات وثيقة مع الصين. وفي الوقت الذي يرى فيه المراقبون أن العالم بات غير مستقر أكثر مما كان عليه قبل عشرة أعوام، إلا أنهم يختلفون بشأن اندلاع حرب عالمية ثالثة.
ويرى هيو لوفات، وهو الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن "الأخبار المطمئنة هي أننا لا نتحرك نحو حرب عالمية ثالثة"، ذلك أن النزاعات يمكن احتواؤها ذاتيا وليست مرتبطة معا. ولا يستبعد آخرون اندلاع نزاع واسع وسط التوتر بين الولايات المتحدة والغرب من جهة وروسيا والصين وإيران من جهة أخرى. ومع دخول الحرب الأوكرانية عامها الثالث، فهناك من يعتقد أن النزاعات قد ترتبط معا وتقود توتراتها إلى حرب واسعة.