قالت صحيفة
الغارديان؛ إن قرار الرئيس جو بايدن، تعليق شحنة أسلحة
للاحتلال، أشبه برسالة إلى نتنياهو، إن "الكلب الأمريكي بدأ باستعادة
السيطرة على ذنبه"، وإشارة كذلك إلى أن الولايات المتحدة، "ليست مستعدة
لأن تبقى الكلب الذي يهز ذيله"، لكن ذلك ربما لم ينجح.
وأشارت في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن نتنياهو قام بتحد للتحذيرات
الأمريكية بعدم اجتياح
رفح، على فرضية أن الحد من إمدادات السلاح الأمريكي سيضر
سياسيا ببايدن أكثر من نتنياهو، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيحدث الفوضى في
المعسكر الديمقراطي وفي عام انتخابي حساس.
ويحاول بيت بايدن الأبيض قلب هذه الفرضية رأسا على عقب. ويحظر على
مسؤولي الإدارة استخدام كلمة "أحمر" و "خط" في الجملة نفسها؛ نظرا لعدم وفاء الرئيس باراك أوباما بتهديده النظام السوري، عدم استخدام سلاحها
الكيماوي، وأنه "خط أحمر" يعني تدخلا أمريكيا. وبالنسبة لبايدن، فهو
يواجه مسارا حرجا، خطا أحمر في كل شيء.
ولم يخف قادة الإدارة من أن تعليق شحنة
القنابل
بزنة 2,000- 5,000 رطل ناجم عن مشكلة لوجيستية، بل وأخبر المسؤولون الأمريكيون
الصحفيين عنه، وقام وزير الدفاع لويد أوستن بالتأكيد ذلك في مجلس الشيوخ، موضحا
أن هناك إمكانية لمواجهة شحنات أسلحة التأخير.
وتحدث
المسؤولون الأمريكيون عن نقطة ارتكاز في العلاقات التي ستكون الشحنات التي تم
تأخيرها هي أول مظهر لها، وبناء على تصرفات إسرائيل في رفح. ولا يحتاج الجيش لهذه
القنابل لغزو رفح، فلديه ما يكفي من الذخيرة لتحويلها إلى أنقاض. وعليه، فتحرك
بايدن هو رمزي، ولكنه مهم؛ لأن تحركات كهذه موجهة ضد إسرائيل، تظل نادرة. وكان آخر
رئيس أمريكي يمنع شحنات أسلحة هو رونالد ريغان.
إظهار أخبار متعلقة
وصبّ المسؤولون الإسرائيليون جام غضبهم على الإدارة، من خلال المكالمات
الهاتفية خلال الأيام الماضية، وسيحاول حلفاء إسرائيل الجمهوريين تصوير إدارة
بايدن بأنها تركت إسرائيل "أعزل" من السلاح. وكان السناتور الجمهوري،
ليندزي غراهام، أول من رمى الاتهامات حيث قال: "هذا فحش، هذا غريب"، وقال
في بيان: "أعطوا إسرائيل ما تريد للقتال في الحرب التي لا تستطيع تحمل خسارتها".
وأخبر المسؤولون الإسرائيليون موقع
"إكسيوس" الذي نشر الأخبار عن تعليق الشحنة العسكرية أولا، قائلين؛ إن قرار الرئيس قد يخرب مفاوضات وقف
إطلاق النار مقابل الأسرى الجارية في القاهرة، ورد المسؤولون الأمريكيون على
الاتهامات، حيث ركزوا ضغطهم على إسرائيل، منذ قبول حركة حماس شروط الهدنة يوم
الاثنين.
فتعليق السلاح والتهديد بتحركات جديدة، قد يدفع
الإسرائيليين للتنازل، ويعطي حماس الثقة بتحول وقف إطلاق النار إلى خطة سلام، وهو
أمر لم يكن واضحا طوال الأسابيع من المفاوضات حول الاتفاق.
ومع أن مقامرة بايدن قد تطيل المفاوضات، إلا أن
مسؤولي الإدارة يرون أن هذا ثمن يجب دفعه؛ لأن التداعيات الإنسانية لغزو رفح، ستكون
كارثية لأكثر من مليون نسمة لجؤوا إلى المدينة. وأكدت الإدارة أن قرار تأخير شحنة
الأسلحة متعلق بالسياسة وليس قرارا قانونيا، مع أن إسقاط قنبلة زنتها 2,000 رطل من النوع في الشحنة المؤجلة، يعد بالنسبة لمنظمات حقوق الإنسان دليلا ظاهرا على
جرائم الحرب.