نشرت صحيفة
لوموند الفرنسية
تقريرا سلطت فيه الضوء على الاستخدام المتزايد لتقنية التزييف العميق، أو "الديب فيك" في مجال الاحتيال المالي في
الهند، حيث يتم إنشاء مقاطع فيديو مزيفة لشخصيات معروفة، من أجل الاحتيال على الضحايا وسلبهم أموالهم.
وتقول الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن طرق النصب والاحتيال في الهند شهدت طفرة في الكم والكيف بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وكانت بورصة بومباي قد أعلنت في نهاية نيسان/ أبريل، أنها سترفع دعوى قضائية، بعد أن انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مزيف، يظهر فيه مدير هذه البورصة، سوندارارامان رامامورتي، بصدد إعطاء نصائح للمستثمرين.
وذكرت الصحيفة أن هذه الأساليب المضللة كانت مستخدمة منذ سنوات في مجال السياسة، ولكن دخولها إلى قطاع المال والبورصة يعدّ جديدا في هذا البلد، الذي يشهد ارتفاعا في أعداد المستثمرين. وترتبط هذه الظاهرة بسهولة وانتشار تكنولوجيا الديب فيك أو التزييف العميق، حيث إن مقاطع فيديو من هذا النوع يمكن شراؤها في الهند، مقابل 8 روبيات أو ما يعادل عشر اليورو.
ونوهت الصحيفة إلى أن مقاطع
التزوير العميق تؤدي دورا في مغالطة الناس والاستفادة من الثقة التي يشعرون بها تجاه بعض الوجوه المعروفة والمؤثرة، التي تستخدم لتوجيه نصائح لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
وكان وجه راتان تاتا، المدير السابق لمجموعة تاتا، قد ظهر في فيديو مزيف ينصح مستخدمي الإنترنت بمتابعة شخصية اسمها ليلى راو، تقدم نفسها على أنها خبيرة مالية تمتلك ما لا يمتلكه غيرها من نصائح. وفي مقاطع الفيديو تظهر السيدة راو بملابس ومؤثرات بصرية لا تمت بصلة لقطاع ريادة الأعمال، مقدمة ما تسميه نصائح مالية لجني الأرباح.
إظهار أخبار متعلقة
وأكدت الصحيفة أن مثل هذا النوع من المؤثرين في مجال البورصة، الذين لا يتمتع معظمهم بأي مصداقية، يعرضون على منصة يوتيوب ثروات يمتلكونها كدليل على نجاح أساليبهم في الاستثمار، ويستعرضون رسوما بيانية وأرقاما معقدة للتدليل على خبرتهم في هذا المجال. ودائما ما تلاحق السلطات المالية الهندية أصحاب هذه الحسابات، من المتحيلين الذين يكسبون المال من تقديم نصائح خاوية من أية قيمة، ويتمتع بعضهم بمئات الآلاف من المتابعين.
إظهار أخبار متعلقة
تزايد التحيل مرتبط بازدهار الاستثمار
وتشير الصحيفة إلى إن البحث عن نصائح وشروحات حول كيفية الاستثمار في البورصة في الهند، مرتبط بكون هذه الظاهرة تعد جديدة في البلاد، حيث إن الاستثمار في البورصة بدأ يكتسب شعبية في أثناء فترة الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا، مستفيدا أيضا من الأداء الجيد للاقتصاد المحلي، وعمليات الرقمنة التي شهدتها العديد من المجالات، والتي تسهل البيع والشراء.
ففي نهاية العام 2023، كانت بورصة بومباي قد احتلت المركز السابع عالميا، متجاوزة بورصة هونغ كونغ، برأس مال إجمالي ناهز أربعة آلاف مليار دولار. وإلى جانب مشاريع الذكاء الاصطناعي، سجلت شركات هندية أخرى نموا قياسيا خلال العام 2023، على غرار "مانكايند فارما" التي تصنع اختبارات الحمل والواقي الذكري، وشركة "سيلو وورد" التي تنتج أدوات المطبخ.
وتقول الصحيفة في ختام التقرير؛ إن عملية الاحتيال المالي في هذا البلد، انتشرت لدرجة دفعت البنك المركزي الهندي لتقديم إحصاءات دقيقة حول هذه الظاهرة؛ حيث إنه في آخر تقرير له في آذار/ مايو 2023، أكد وجود 13530 مؤسسة مارست الاحتيال المالي، بقيمة جملية قدرها 302.5 مليار روبية. كما أن مجلة فوربس الأمريكية التي تنشر قوائم أثرى أثرياء العالم، أصبحت تنشر في نسختها الهندية ترتيبا لأكبر الشركات التي تمارس النصب والاحتيال.