حول العالم

عرافة "تتحدث مع الموتى" تورط عمدة مدينة فرنسية باتهامات فساد.. ما القصة؟

تلقى العمدة آلاف الاتصالات من العرافة وتكلم مع "أصوات" أشخاص متوفين- الأناضول
تلقى العمدة آلاف الاتصالات من العرافة وتكلم مع "أصوات" أشخاص متوفين- الأناضول
تصدرت مدينة آغدي الفرنسية أجندة وسائل الإعلام المحلية بعد الكشف عن عملية احتيال غير مسبوقة دارت أحداثها بين عمدة المدينة غيليس ديتور وعرافة تشتهر بقدرتها على محادثة الموتى، ما تسبب في احتجاز الجانبين ريثما تنتهي التحقيقات.

وتواجه العرّافة التي تدعى صوفيا مارتينيز تهما بابتزاز عمدة المدينة المطلة على البحر الأبيض، والذي يواجه بدوره تهما بالفساد وبإهدار أموال دافعي الضرائب من أجل تحقيق متطلبات عديدة للعرافة وتقديم امتيازات وخدمات خاصة إلى عائلتها.

وكانت القصة بدأت عندما طلب ديتور من مارتينيز تمكينه من التواصل والحديث مع أبيه المتوفى، لتنجح العرافة في استحضار روح والد العمدة في حين تغير صوتها فجأة واتخذ نبرة الشخص الراحل، بحسب محامي ديتور.

اظهار أخبار متعلقة


وهناك مزاعم بأن العرافة استمرت بعد هذه الحادثة باستغلال العمدة على مدى السنوات الأربع الماضية عبر قدرتها على تغيير نبرة صوتها خلال آلاف الاتصالات التي أجرتها مع ديتور الذي كان يسمع خلال الحديث معها "أصوات" أشخاص متوفين، بحسب "بي بي سي".

وكانت هذه الأصوات التي سمعها العمدة عبر العرافة تطالب منه بصفته مسؤولا حكوميا تقديم مساعدات لمارتينيز، الأمر الذي شكل بداية لتورط ديتور بالتعرض للمال العام ليدفع بسخاء تكاليف عطلات باذخة للعرافة من بينها عطلات في جزيرة بولنيزيا بالمحيط الهادئ وجزيرة تايلاند، فضلا عن توظيف العديد من أفراد عائلتها في مجلس مدينة آغدي.

وخوفا من ضياع صفقات في المستقبل مع العمدة، كانت شركات أعمال محلية تلبّي ما يُطلب منها بلا مقابل، وفقا لشبكة "بي بي سي" التي تحدث إليها  محامي العمدة جين مارك داريغاد الذي غدا مشهورا بين يوم وليلة مع اجتذاب القصة الاهتمام.

ووصف داريغاد القصة بأنها "مجنونة"، وقال إنه "شيء لا يصدق أن تتلاعب امرأة برجل سياسي شديد الذكاء يشغل الآن منصب العمدة وكان في السابق نائبا في البرلمان"، مضيفا لـ"بي بي سي" أن "هذه امرأة دخلت حياة العمدة وقالت له إن بإمكانها التحدث إلى أبيه المتوفى. وقد وجدت سبيلا إلى ذلك من الضعف النفسي وقامت باستغلاله لتحقيق مصلحة شخصية. لقد تم خداع العمدة، وقد استغرق ذلك وقتا طويلا".

اظهار أخبار متعلقة


في المقابل، يقول محامي العرافة صوفيا، وهو لوك أبراتكيفيتش، إن موكلته "اعترفت بخيانة ثقة العمدة، لكننا لسنا بصدد حالة تلاعب؛ لأنها تقرّ بمسؤوليتها عن أفعالها، وهناك عملاء آخرون بينهم أطباء ومهندسون يقرون لها بالقدرة على الإتيان بأفعال غريبة".

وأضاف المحامي لوك: "لقد كشفت النقاب عن تفاصيل تتعلق بحياتهم الشخصية لا أحد غيرهم يعرفها".

وكانت السلطات قضت بوضع كل من العمدة والعرّافة قيد الاحتجاز ريثما تنتهي التحقيقات وذلك من أجل الحيلولة دون التأثير على الشهود، إلا أن صوفيا جرى وضعها في سجن انفرادي بسبب اتهامها من قبل نزيلات السجن بممارسة السحر.

التعليقات (0)