ملفات وتقارير

كيف شكلت صور المحتجزين الأربعة فجوة أخلاقية بين جيش الاحتلال والقسام؟

قناة عبرية فصلت مذيعة بعد تعليقها على حالة الأسيرة التي أفرج عنها- الإعلام العبري
قناة عبرية فصلت مذيعة بعد تعليقها على حالة الأسيرة التي أفرج عنها- الإعلام العبري
بوجه متفتح وابتسامة عريضة وزي مهندم خرجت الأسيرة الإسرائيلية نوعا أرغماني أمام وسائل الإعلام بعد تحريرها في عملية عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة نفذ خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي مذبحة وحشية في مخيم النصيرات راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد ومئات الجرحى، شملت سكان المنزل الذي كانت موجودة فيه سابقا، مما أدى إلى مقتل أسرى آخرين في المنطقة المستهدفة.

منظر  أرغماني دفع مذيعة "القناة الـ 12" العبرية، لمى طاطور، للتساؤل عن مظهرها خصوصا وأنها مكثت 8 أشهر في الأسر.
ونشرت طاطور صورة للفتاة الإسرائيلية عبر خاصية "قصتي" في حسابها على "إنستغرام" وعلقت عليها: "هاي شكل وحدة مخطوفة صارلها 9 أشهر.. حواجبها أرتب من حواجبي.. بشرتها؟ شعرها أظافرها؟؟؟؟ ايش في؟؟".

ذلك التعليق الذي كلف الطاطور الفصل من القناة.


وبعيدا عن قرار القناة العبرية بفصل المذيعة بعد هذا المنشور، إلا أنها حقيقة شهد بها القاص والدان عن معاملة جنود القسام مع الأسرى وهو ما شهدناه مع من أفرج منهم معاها.

وقالت أرغماني إنها كانت في الأسر مع يوسي شرعابي وإيتاي فيرسكي اللذين قُتلا بقصف لجيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كما تحدثت عن هجوم شنه الجيش الإسرائيلي على منزل كانت محتجزة فيه سابقا قائلة "رأيت الصاروخ يضرب المنزل، وكنت متأكدة من أنني سأموت، لكنني بقيت على قيد الحياة".

وأضاف أرغماني أنها كانت تخرج مرتين في الأسبوع للأسواق في زي امرأة عربية كما أنها كانت تعامل معاملة جيدة من خلال الطعام والشراب والعلاج والحفاظ على حياتها من قبل رجال القسام.



ظهور الأسري الثلاثة بشكل مهندم وملابس نظيفة بصحة جيدة أثار حالة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن كيفية معاملة حماس للأسرى مقارنة بتعامل الاحتلال.



عاملونا بإنسانية

مع أول حالة إفراج عن أسري منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بثت مواقع عبرية تصريحات الأسيرة المحررة السيدة المسنة اليهودية يوخفيد ليفشيتز، (85) التي أطلق سراحها كتائب "القسام"، حيث قالت خلال مؤتمر صحفي، أثناء فترة احتجازها لدى "حماس": "لقد تمت معاملتنا بشكل جيد وبلطف كبير، لقد اعتنوا بكل التفاصيل، وقاموا بتنظيف الحمامات، وتطهيرها بمواد معقمة، وبشكل عام، كانوا خائفين من الوباء".

وتابعت: "لقد كان حراس الأمن برفقة مسعف بجانبنا، وجاء طبيب وتأكد من وصول الأدوية إلينا، استلقينا هناك على أَسِرَة، وكانوا حريصين جدا على الجانب الصحي لدينا" وأن "طبيبا كان يأتي كل يومين للاطمئنان علينا، والمُسعف الذي ظل برفقتنا.


وأكدت ليفشيتز أنه "عندما وصلنا إلى هناك، أخبرونا بأنهم يؤمنون بالقرآن ولن يُضرونا، وأنهم سيعطوننا نفس الظروف التي لهم داخل الأنفاق.

بحسب وسائل إعلام عبرية فإن المؤتمر الصحفي نزل كالصاعقة حيث ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أنه لم تكن إسرائيل تتخيل في مثل هذه الأيام أن تأتيها الضربة الإعلامية الساحقة من الداخل، كما خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته ليفشيتز" وتقضي على جهود الحملة الإعلامية الضخمة حول العالم التي تنفق فيها إسرائيل أموالًا طائلة لوصف حماس والمقاومة الفلسطينية بالإرهاب الوحشي لكي تتمكن من تبرير ما تقوم به من عقاب جماعي وجرائم بشعة ترتقي إلى حد جرائم الحرب والتصفية العرقية.

مواقف تهز العالم
وفى السياق ذاته أثارت عمليات تسليم الأسرى المحتجزين لدى حماس ضمن صفقة التبادل والهدنة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الدهشة لدى المجتمع الغربي، من حسن معاملة جنود حماس مع الأسرى وظهرت ظهروا أمام الجميع بصحة جيدة ويرتدون ملابس مرتبة، فيما تبادل الأسرى التحيات الحارة مع أفراد حماس بشكل تلقائي.

وأعلنت مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، في أكثر من بيان، بعد وصول الأسرى إلى منازلهم، أنهم جميعهم في حالة صحية جيدة، كما ظهر أثناء عمليات التسليم للصليب الأحمر.

وقالت أسيرة أفرجت عنها عن المعاملة الحسنة: "كانوا ودودين معنا وعالجوا رجلا كان مصابا بشكل سيئ في حادث دراجة.. كان هناك ممرض يعتني به وأعطاه الأدوية والمضادات الحيوية".

رسالة دانيال
وفى مفاجئة غير متوقعة تركت إحدى الأسيرات رسالة خطية قبل مغادرتها شكرت فيها رجال القسام على "إنسانيتهم غير الطبيعية" في التعامل معها ومع ابنتها بحسب نص الرسالة التي نشرتها كتائب القسام لاحقا.

وقالت الأسيرة دانيال في الرسالة بخط اليد "للجنرالات الذين رافقوني في الأسابيع الأخيرة، يبدو أننا سنفترق، لكنني أشكركم من أعماق قلبي على إنسانيتكم غير الطبيعية التي أظهرتموها تجاه طفلتي إميليا".

Image1_62024109345403639826.jpg

وأضافت: "كنتم لها مثل الأبوين، ودعوتموها لغرفتكم في كل فرصة أرادتها.. هي تعترف بأنكم كلكم أصدقاؤها، ولستم مجرد أصدقاء، وإنما أحباب جيدون حقيقيون".

وتابعت: "شكرا لكونكم كنتم صبورين تجاهها، وغمرتموها بالحلويات والفواكه، وكل شيء موجود ولو لم يكن متاحا وجعلتموها تعتبر نفسها "ملكة في غزة".

"كلب" ميا ليمبرغ
 خلال عمليات تسلم الأسرى، ظهرت فتاة تدعى "ميا ليمبرغ" (17 ) عاما وهي تحمل كلبها الذي ظهر بصورة نظيفة وسط عناصر المقاومة، مما يدل على التعامل الحسن ليس مع  الأسرى فقط بل مع كل روح تأتى إليهم.

وقالت ميا "لقد أطعموها مما تبقى من طعامهم وتأكدوا أنها تقوم بحاجاتها البيولوجية في جزء معزول من المكان الذي كانوا فيه وقاموا بتنظيفه بعد ذلك، فلم تكن هناك رائحة أو أي بقايا.


وانتشرت صورة الأسيرة رفقة كلبها، على مختلف المنصات، مصحوبة بعدد من التغريدات والتدوينات، بين من قال: "كلب الأسيرة الإسرائيلية بخير، وهذه الصورة تكذب ادعاءات الاحتلال بأن حماس قتلت 40 طفلا إسرائيليا في عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي"، وبين من قال: "هذه الصورة تكشف التعامل الإنساني الصحيح للمسلمين".

باي مايا
أثار مشهد وداع الأسيرة مايا ريجيف جربي لأحد مقاتلي كتائب القسام، جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي ظهرت وهي تستند بعكازين مستعينه أحد مقاتلي حماس متوجهة لسيارة الصليب الأحمر، التي كانت تقلّها خارج حدود قطاع غزة، وقام المقاتل المُلثم بتوديع مايا قائلًا: باي مايا"، لترد له التحية قائلة: "باي.. شكرًا".


تحية عسكرية

أثار وداع إحدى الأسيرات بإعطاء التحية العسكرية لمقاتلي حماس منصات التواصل الاجتماعي، حيث حظي مقطع إطلاق سراح شارون أفيغدوري، 52 عاما، وابنتها، نعوم، 12 عاما تفاعلا واسعا بعد أن ظهرت الأسيرة الإسرائيلية تودع مقاتلي القسام وتؤدي لهم التحية العسكرية من داخل سيارة الصليب الأحمر



الأسرى الفلسطينيين
 على النقيض يظهر وجه الاحتلال الإسرائيلي الحقيقي من خلال تعامله مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حيث مارس جنود الاحتلال عمليات تنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة لمنازل المواطنين، والقتل العمد، والاستيلاء على المركبات وسرقة الأموال.

يعاني الأسرى من ظروف حياتية صعبة، ويواجهون ممارسات قمعية واستفزازية صعبة، والتجويع، فوجبة الطعام المخصصة لأسير واحد على سبيل المثال تُقَدَّم إلى 7 أو 10 أسرى، ناهيك عن أن نوعية الطعام سيئة والوجبات رديئة.

بتر قدمي وفاء جرار
تعد الأسيرة الفلسطينية وفاء زهدي جرار (49 عامًا) من مدينة جنين، نموذجا صارخا على انتهاكات الاحتلال، حتى في حالة الإفراج يكون إفراج عقابي، حيث قرر الاحتلال الافراج عن جرار بعد تدهور حالتها الصحية نتيجة إصابتها خلال اعتقالها، وخضوعها لعملية جراحية لبتر أجزاء كبيرة من رجليها.


ووصف نجل جرار قرار الاحتلال الإفراج عنها وهي بحاجة للعلاج، بأنه محاولة لاغتيال والدته، وأبلغت عائلة جرار الارتباط الفلسطيني رفضها استلام الأسيرة الجريحة، بسبب وضعها الصحي الخطير، إذ لا تزال في العناية المكثفة منذ إصابتها، ولم يمضِ على بتر قدميها الاثنتين سوى 48 ساعة.


وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى في منظمة التحرير الفلسطينية، قدورة فارس، شدد في تصريح سابق على أن دولة الاحتلال تتصرف مثل "عصابة" بسبب ممارساتها "التنكيلية والانتقامية" بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ بدء العدوان على قطاع غزة.



يشار إلى أن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين تصاعدت في ظل تواصل العدوان على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي، وانتهاكات المستوطنين وجيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في مدن الضفة الغربية المحتلة.

Image1_620241093531584378877.jpg
التعليقات (0)

خبر عاجل