وصلت
جثامين 45 قتيلا لقوا حتفهم في
حريق شب بمبنى يسكنه عمال أجانب في
الكويت، اليوم الجمعة، إلى
الهند، وسط دعوات من أهالي الضحايا إلى بذل المزيد من الجهود لحماية أرواح العاملين بالخارج، الذين يحولون أموالهم إلى بلدهم.
ويعتقد أن سبب اندلاع الحريق يعود إلى ماس كهربائي،
في مدينة المنقف الساحلية جنوب العاصمة الكويت، وكان العمال الهنود من بين 49 شخصا
لقوا حتفهم، ويتلقى 33 آخرون العلاج في المستشفيات.
وأظهرت لقطات تلفزيونية عائلات مكلومة تنتظر في
المطار لاستلام الجثث، ووضعت النعوش، التي تحمل صور المتوفين، فور وصولها على
طاولات منفصلة في مجمع الشحن بالمطار.
وكان في استقبال الجثث العائلات والأصدقاء ووزراء
ومسؤولون، وأدى أفراد من الشرطة التحية تكريما لهم.
أكبر مأساة
وهناك 23 من أصل 45 قتيلا من ولاية كيرالا في جنوب
الهند، ووصف رئيس وزراء الولاية بيناراي فيجايان الحادث بأنه "مأساة وطنية".
وقال للصحفيين: "هذه أكبر مأساة تتعلق
بالمهاجرين. إننا نعدّ المهاجرين شريان حياتنا. إنها خسارة كبيرة للدولة".
ويشكل ملايين العمال الأجانب معظم القوى العاملة في
الكويت وبعض دول الخليج، ويعيشون غالبا في مساكن مكتظة.
إظهار أخبار متعلقة
وأمرت النيابة العامة الكويتية أمس الخميس بحبس
مواطن وعدد من المقيمين احتياطا؛ لاتهامهم بالقتل الخطأ نتيجة الإهمال في اتخاذ
إجراءات الأمن والسلامة للوقاية من الحريق.
وقالت وزارة الخارجية الهندية؛ إن 176 عاملا يعيشون
هناك.
وذكرت وزارة العمال المهاجرين الفلبينية، أن
القتلى
بينهم ثلاثة عمال فلبينيين، وأن اثنين آخرين يتلقيان العلاج في المستشفى وحالتهما
حرجة.
13 مليون هندي يعملون في الخارج
ولم تكشف السلطات المحلية عن نوع العمل الذي كان
يقوم به العمال، علما بأن الكويت، مثلها مثل دول خليجية أخرى، تعتمد بشكل كبير على
العمالة الأجنبية في قطاعات مثل البناء.
ويعمل حوالي 13 مليون هندي في الخارج، أكثر من 60
بالمئة منهم في دول الخليج، وفقا لمعلومات كشفت وزارة الخارجية الهندية عنها
للبرلمان في عام 2023. وتحتل الكويت المرتبة الثالثة من حيث عددهم إذ يبلغ نحو 850
ألفا.
وتقول وزارة الخارجية الهندية؛ إن لديها "آلية
قوية" لمراقبة ظروف العمل في الخارج، لكن البعض يقولون؛ إن عليها بذل المزيد
من الجهود في هذا الشأن.
وكتبت صحيفة إنديان إكسبريس في افتتاحيتها اليوم
الجمعة، أن حريق الكويت "يذكرنا بظروف العمل المزرية لقطاع كبير من الجالية
الهندية في الشتات، يتم تجاهله في كثير من الأحيان".