نشر موقع "
بلومبيرغ" الأمريكي تقريرًا تحدث فيه عن اتفاقية
الشراكة الاستراتيجية بين
روسيا وكوريا الشمالية التي تتيح لأحدهما تقديم "المساعدة العسكرية وغيرها" للآخر إذا تعرض أي منهما لهجوم.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن روسيا وكوريا الشمالية أعادتا هذا الأسبوع إحياء اتفاق أبرِم خلال الحرب الباردة في اجتماع بين زعيمي البلدين في بيونغيانغ. ومن المرجح أن يكون هذا الاتفاق مكافأة لكيم جونغ أون على تزويده فلاديمير بوتين بكميات ضخمة من الذخائر في حربه على أوكرانيا.
وبينما لا تزال كيفية تنفيذ هذا الاتفاق فعليًا موضع تساؤل، فإنها تضع روسيا وكوريا الشمالية على مسار يبقيهما على خط واحد في محاولة لإزعاج الولايات المتحدة وشركائها.
علام اتفق الطرفان؟
أشار الموقع إلى أن الطرفين اتفقا على تقديم "الدعم عسكري ومساعدات أخرى" فورًا إذا تعرض أي منهما لهجوم. وأطلِق على هذا الاتفاق اسم "معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، وهي مشابهة لاتفاق تم توقيعه سنة 1961 خلال الحرب الباردة وأُلغي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
ولم يتضح بعد مستوى الدعم الذي سيوفّره الطرفان لبعضهما البعض. وقد اتفق بوتين وكيم أيضًا على اتخاذ تدابير مشتركة لتعزيز قدراتهما الدفاعية وتوسيع التعاون في التجارة والاستثمار، وستكون المعاهدة سارية إلى أجل غير مسمى حتى يطلب أي منهما إنهاءها.
اظهار أخبار متعلقة
ماذا تستفيد كوريا الشمالية؟
أوضح الموقع أن كيم سيحصل على حليف يمتلك ترسانة نوويّة، ويمكنه متابعة طموحاته النووية الخاصة مع استخدام روسيا لحق النقض في مجلس الأمن الدولي لمنع أي عقوبات جديدة.
وقال بوتين إن المعاهدة تمهّد لتعزيز التعاون في التجارة والاستثمار وكذلك في المسائل الأمنية على المدى الطويل. وهذا بالضبط ما تريده
كوريا الشمالية، فـ كيم يحتاج إلى المال والسلع والتكنولوجيا لمساعدته في خططه لبناء غواصة نووية ونشر مجموعة من الأقمار الصناعية التجسسية.
وتشير تقديرات البنك المركزي لكوريا الجنوبية إلى أن قيمة اقتصاد كوريا الشمالية بلغت 24.5 مليار دولار في سنة 2022. وقال وزير دفاع كوريا الجنوبية شين وون شيك، إن روسيا قدّمت حتى الآن لكوريا الشمالية الغذاء والمواد الخام والأجزاء المستخدمة في صناعة الأسلحة، وإذا زادت عمليات نقل الأسلحة فمن المحتمل أن ترسل روسيا المزيد من التكنولوجيا العسكرية، ما يزيد من تهديد بيونغيانغ للمنطقة.
لماذا أبرم بوتين الصفقة؟
أورد الموقع أن بوتين يضمن مواصلة الاستعانة بكوريا الشمالية للحصول على الأسلحة التي تمكنه من مواصلة حربه على أوكرانيا، وقد تلقّى بالفعل ملايين القذائف المدفعية والعشرات من الصواريخ الباليستية. وبحسب شين، فإن الاتفاقية هي وسيلة لإظهار التحدي للولايات المتحدة وشركائها في مواجهة العقوبات. أما مدى التزام بوتين بالدفاع الفعلي عن كوريا الشمالية فهذه مسألة أخرى، ذلك أن الاتحاد السوفييتي لم يلتزم بالكامل بالقتال نيابةً عن كوريا الشمالية خلال الحرب الكورية بين سنتي 1950 و1953، والأكيد أن الانخراط في نزاع الآن يعني مواجهة تحالف تقوده الولايات المتحدة.
ووفق ستيفن سيستانوفيتش، الزميل الأقدم للدراسات الروسية والأوروبية الآسيوية في مجلس العلاقات الخارجية، فإنه من المرجح أن الدبلوماسيين الروس سيقولون للحكومات الأخرى إن عليها ألا تقلق وأنهم لن يرتكبوا أي شيء غبي، وأن بوتين يقدم رشوة لـ كيم فقط من خلال هذا العرض، لكن ما لا نعرفه هو ما تم تقديمه من وعود في الخفاء أو ما سيتم الوعد به مع مرور الوقت".
اظهار أخبار متعلقة
كيف يؤثر ذلك على الولايات المتحدة؟
على الولايات المتحدة أن تعيد حساباتها بشأن ما قد يحدث إذا ما استخدمت الأسلحة ضد كوريا الشمالية. فمن الخيارات التي نوقشت خلال إدارة ترامب توجيه ضربة "الأنف الدامي" إلى كوريا الشمالية بهدف ضرب منشأة رئيسية أو اثنتين وتذكير كيم بأن جيشه العتيق لا يضاهي القوة الأمريكية. ويعني الاتفاق أنه على الولايات المتحدة أن تخطّط لاحتمال الرد الروسي. كما أن الاتفاق يجعل من السهل على كيم تجاهل دعوة واشنطن للعودة إلى المحادثات النووية. وبحسب سو كيم، المحللة السابقة في الشؤون الكورية في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فإن أكثر ما يقلق هو مشاركة روسيا ونقلها لتكنولوجيا الأسلحة إلى كوريا الشمالية وما يترتب على ذلك من انتشار
الأسلحة النووية.
هل هذا يعني أن كوريا الشمالية سترسل جنودا للقتال في أوكرانيا؟
أشار الموقع إلى أن كوريا الشمالية زوّدت روسيا بالعمال لسنوات مقابل العملة الصعبة، لكن إرسال قوات للقتال ضد أوكرانيا قد يكون خطوة بعيدة جدًا بالنسبة لـ كيم. وبدلاً من ذلك، فإنه يمكنه إرسال العُمّال إلى الأجزاء التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، وبما أن بوتين يطالب بأن يسمى غزوهُ "عمليةً عسكريةً خاصة"، فقد يكون من الصعب عليه تفعيل الاتفاقية إلا إذا كان هناك هجوم كبير على الأراضي الروسية.