كتاب عربي 21

خيارات إسرائيل محدودة بخوض حرب شاملة مع حزب الله اللبناني

حسن أبو هنية
"التنبؤات بخصوص حزب الله والجبهة الشمالية هي مجرد تخرصات وهرطقات"- جيتي
"التنبؤات بخصوص حزب الله والجبهة الشمالية هي مجرد تخرصات وهرطقات"- جيتي
إذا كان هجوم حماس بعملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر يشبه الطوفان الذي يوشك أن يُغرق سفينة المشروع الصهيوني في فلسطين، فإن الدخول في حرب شاملة مع حزب الله بمثابة زلزال سيعصف بركائز البنية التحتية للدولة اليهودية، إذ يكشف تهديد المستعمرة الصهيونية بشن حرب شاملة على الجبهة الجنوبية عقب أكثر من ثمانية شهور من الفشل في الجبهة الجنوبية، والاعتراف باستحالة تحقيق نصر استراتيجي على المقاومة الفلسطينية في غزة، عن عمق أزمة المشروع الاستعماري الصهيوني الذي دخل في حالة شك وجودي واستنزاف حقيقي، وهو ما يجعل الكيان أكثر شراسة وضراوة وأشد عنفا في محاولة لاحتواء مسارات تفكك مشروع استعماري استيطاني يسير بثبات على طريق الانهيار.

في اليوم التالي لعملية "طوفان الأقصى" التي أطاحت بركائز الأمن القومي الإسرائيلي، دخل حزب الله على خط مواجهة محسوبة بهجمات عير صواريخ ومسيّرات منسقة ومتدرجة. وقد شنت المستعمرة الصهيونية حرب إبادة على غزة وصعدت من الهجمات على جنوب لبنان في محاولة يائسة لاستعادة المكانة وقوة الردع، وخاضت إسرائيل الحرب على جبهتين دون وجود خطة استراتيجية بأهداف محددة واضحة، ولم تتمكن من تحقيق الأهداف المعلنة للحرب باستعادة الرهائن والقضاء على حركة حماس وردع حزب الله.

كلما تعمّق فشل القيادة الإسرائيلية اخترعت مبررات وأسبابا واهية للعجز عن إنهاء الحرب، وبعد أن استنفدت حكومة نتنياهو الفاشية المتطرفة ترسانة الكذب والتضليل بالحديث عن قرب نجاح عملية اجتياح مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث تصاعد الحديث عن حرب شاملة مع حزب الله
وبعد دخول الحرب شهرها التاسع لا تزال إسرائيل تتخبط في حرب الإبادة وعمليات القتل المستهدف دون تحقيق أي إنجاز عسكري استراتيجي يذكر، وكلما تعمّق فشل القيادة الإسرائيلية اخترعت مبررات وأسبابا واهية للعجز عن إنهاء الحرب، وبعد أن استنفدت حكومة نتنياهو الفاشية المتطرفة ترسانة الكذب والتضليل بالحديث عن قرب نجاح عملية اجتياح مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث تصاعد الحديث عن حرب شاملة مع حزب الله.

لم تتوقف تهديدات إسرائيل لحزب الله منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث تكررت تصريحات المستوى السياسي والعسكري بشن حرب شاملة نحو 200 مرة، وأجرى الجيش الإسرائيلي عدة مناورات عسكرية في شمال فلسطين، وتكاثرت التهديدات على لسان رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الحرب غالانت، ورئيس هيئة الأركان هاليفي، وعلى ألسنة وزراء آخرين كوزير الأمن القومي بن غفير، ووزير المالية سموتريتش، ووزير الخارجية يسرائيل كاتس. وفي نهاية المطاف أعلن الجيش الإسرائيلي، في 18 حزيران/ يونيو 2024، أنه "تمت المصادقة على الخطط العملياتية لشن هجوم في لبنان، وإقرارها"، وتوعد كاتس حزبَ الله اللبناني بالقضاء عليه، في حال اندلاع "حرب شاملة"، وقال كاتس: "نحن قريبون جدا من اللحظة التي سنقرر فيها تغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان". وأكد هاليفي أن إسرائيل تمتلك "قدرات قوية لا يعرف العدو إلا القليل منها".

وتنامت الصريحات الإسرائيلية مع تصاعد توتر الأوضاع بشكل متزايد بين "حزب الله" وإسرائيل، والتصعيد العسكري بينهما، حيث أن الحزب كان قد نشر مقطع فيديو مدته تسع دقائق و31 ثانية يظهر لقطات تم جمعها من طائرات مراقبة تابعة له لمواقع في حيفا عادت بها طائرات القوة الجوية التابعة له. وظهرت في الفيديو مشاهد جوية لمدينة حيفا تُظهر مجمع الصناعات العسكرية- شركة "رافائيل"، ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا العسكرية، وهي القاعدة البحرية الأساسية في الجيش الإسرائيلي، وميناء حيفا المدني، ومحطة كهرباء حيفا، ومطار حيفا، وخزانات نفط، ومنشآت بتروكيميائية. كما وثّقت "الهدهد" مبنى قيادة وحدة الغواصات، وسفينة ساعر 4.5 وهي مخصصة للدعم اللوجستي، وسفينة ساعر 5.

في اليوم التالي لإعلان الجيش عن إقرار خطط الهجوم على لبنان، في 19 حزيران/ يونيو 2024، وجه أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله في كلمة له، تحذيرا للحكومة القبرصية من فتح مرافقها للحرب على لبنان، كما حذر نصر الله قائلا: "التهديد بالحرب على مدى 8 أشهر لم يكن ليخيفنا، مع أن هناك أناسا يقيّمون هذا الاحتمال على أنه جدي. نحن كمقاومة حضرنا أنفسنا لأسوأ الأيام والعدو يعلم ما ينتظره، ولذلك بقي مرتدعا"، واستطرد: "العدوّ يعلم أنه لن يبقى مكان في الكيان سالما من صواريخنا ومسيراتنا وليس عشوائيا، فلدينا بنك أهداف حقيقي وكبير، ولدينا القدرة على الوصول لهذه الأهداف بما يزعزع أُسس الكيان"، لافتا إلى أن "العدو يعرف أيضا أن ما ينتظره في البحر المتوسط كبير جدا، وكل سواحله وبواخره وسفنه ستستهدف".
الدخول في حرب شاملة مع حزب الله سوف يقوض ما تبقى من قوة الردع الإسرائيلي، فإذا كانت حركة حماس قد كشفت في السابع من أكتوبر عن خلل وفشل إسرائيلي ذريع استخباري وعملياتي، وقوضت كافة التقييمات والتوقعات بكونها مردوعة، فإن التنبؤات بخصوص حزب الله والجبهة الشمالية هي مجرد تخرصات وهرطقات

وكان نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله قد صرح عبر قناة الجزيرة في 4 حزيران/ يونيو، ردا على تهديدات إسرائيل بعملية واسعة في لبنان، بالقول: "إذا أرادت إسرائيل خوض حرب شاملة فنحن جاهزون لها، وأي توسيع إسرائيلي للحرب على لبنان سيقابله خراب ودمار وتهجير في إسرائيل، فالمقاومة جاهزة للمعركة ولن تسمح لإسرائيل بتحقيق أي انتصار، قرارنا ألا نوسّع الحرب، لكننا سنخوضها إذا فرضت علينا".

إن الدخول في حرب شاملة مع حزب الله سوف يقوض ما تبقى من قوة الردع الإسرائيلي، فإذا كانت حركة حماس قد كشفت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عن خلل وفشل إسرائيلي ذريع استخباري وعملياتي، وقوضت كافة التقييمات والتوقعات بكونها مردوعة، فإن التنبؤات بخصوص حزب الله والجبهة الشمالية هي مجرد تخرصات وهرطقات. فقد خلص رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، في مقالة في 8 تموز/ يوليو 2019، إلى تقييم خاطئ أكثر من خطأ التقييمات بشأن حماس، حيث زعم أن حرب 2006 أسفرت عن تحقيق إنجازات استراتيجية مهمة بالنسبة لإسرائيل، وقال: "وطالما يتمّ الحفاظ على هذه الإنجازات، فمن المرجح أن يبقى الاستقرار سائدا على الحدود الشمالية لإسرائيل. علاوة على ذلك، قد يوفّر الوضع الراهن الذي يواجهه "حزب الله" وإيران و"فيلق القدس" فرصة استراتيجية لإضعاف نفوذهم بشكل أكبر في لبنان. ومهما كان الأمر، على إسرائيل أن تحافظ على استعدادها وتفوقها العسكري، باعتبارهما رادعيْن لتأخير اندلاع الصراع التالي وكأداتيْن لتحقيق نصر ساحق في حال اندلاع مثل هذا الصراع".

إن محاولة تسويق صورة للنصر في غزة أو لبنان يتناقض مع مقومات مفهوم النصر الإسرائيلي، بينما يتطابق مع مفهوم النصر عند المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، وحزب الله. فمفهوم النصر يشكل أحد الأسس الأربعة التي تقوم عليها عقيدة الأمن القومي الإسرائيلي، إلى جانب الردع، والإنذار المبكر، والدفاع، حيث تميز العقيدة الإسرائيلية بين أربعة أنواع من النصر وهي: النصر التكتيكي بإبطال قدرات العدو القتالية، والنصر العملياتي بتفكيك نظام القتال للعدو من خلال سلسلة من الاشتباكات أو المعارك، والنصر العسكري الاستراتيجي بإزالة التهديد العسكري لسنوات قادمة، والنصر النظامي بتغيير الوضع الاستراتيجي بشكل أساسي سياسيا وعسكريا واقتصاديا.

وثمة إجماع على أن إسرائيل عاجزة عن تحقيق نصر نظامي، بإحداث تغيير جوهري في وضعها الاستراتيجي، من خلال إزالة التهديد الذي تفرضه المقاومة في غزة ولبنان. فالنصر النظامي لا يتحقق من خلال الوسائل العسكرية فحسب؛ بل يتطلب إجراءات سياسية ومدنية واقتصادية تؤدي تدريجيا إلى تغيير في المنطق الكامن خلف سلوك حماس وحزب الله، والذي يتطلب إضعاف الحاضنة الشعبية الداعمة للمقاومة، وهو ما فشلت فيه الآلة العسكرية والمؤسسة السياسية الإسرائيلية. أما مفهوم النصر لحركة المقاومة والتحرير فيقوم على أسس مختلفة، تستند إلى الصمود ودعم الحاضنة الشعبية، فحركة حماس، باعتبارها حركة مقاومة، تركز على عنصر بسيط وهو الصمود والبقاء، وقدرة الحركة على إعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية والمدنية، وإدارة المقاومة والرأي العام، وممارسة النفوذ على الحكم ما بعد الحرب.

لا جدال في أن حزب الله قوة لا يستهان بها، فقد طور الحزب من قدراته القتالية واكتسب خبرة ميدانية طويلة، ولم تعد إسرائيل قادرة على اجتياح لبنان كما حدث عام 1982، الذي شهد ولادة حزب الله، فقد تحول الحزب على مدى عقود إلى قوة إقليمية وتهديد استراتيجي للجبهة الداخلية الإسرائيلية، حسب دراسات عدة صادرة عن مراكز الفكر الاستراتيجي ومعاهد دراسات الكيان الإسرائيلي. فقد استند الحزب وفق منطق الحروب اللا متكافئة في مرحلة سابقة إلى مفاهيم "الصمود" و"الانتصار من خلال عدم الهزيمة"، مع إخفاء قوته الدفاعية، والانصهار في المجتمع، وتفعيل مكثّف للنيران ضد القوات البرية والجبهة الداخلية، والامتناع عن المواجهة الجبهوية مع الجيش الإسرائيلي. وهي الاستراتيجية التي تنطبق على مرحلة 1985-2000.

نجح الحزب في تطوير توازن ردع فعّال عبر تعزيز منظومة النار، والانصهار في المجتمع وتوضيح الثمن الذي ستتلقاه الجبهة الداخلية لإسرائيل في الحرب المقبلة، وهي مرحلة نجح فيها حزب الله في حماية لبنان استراتيجيا ووفّر مظلة ردع نجح في ظلها بامتلاك قدرات كانت سابقا حكرا على الدول العظمى، على مستوى دقة الصواريخ والمسيّرات المتطورة
شكّلت حرب 2006 محطة فاصلة، مهدت لمرحلة الاستنزاف الاستراتيجي التي تقوم على "إنتاج توازن استراتيجي يرتكز على توازن ردع متبادل"، حيث بلور حزب الله مفهوما عملياتيا يستند إلى قدرات نارية متطورة ودقيقة، إلى جانب تطوير منظومات القيادة والسيطرة، وتعزيز الكفاءة العملياتية لوحداته القتالية، وبشكل خاص قواته الخاصة المسماة وحدة "الرضوان". ونجح الحزب في تطوير توازن ردع فعّال عبر تعزيز منظومة النار، والانصهار في المجتمع وتوضيح الثمن الذي ستتلقاه الجبهة الداخلية لإسرائيل في الحرب المقبلة، وهي مرحلة نجح فيها حزب الله في حماية لبنان استراتيجيا ووفّر مظلة ردع نجح في ظلها بامتلاك قدرات كانت سابقا حكرا على الدول العظمى، على مستوى دقة الصواريخ والمسيّرات المتطورة.

ومنذ عام 2011 انتقل حزب الله إلى مرحلة "الهجوم الاستراتيجي"، بامتلاك قدرات هجومية عزَّزت قدراته الردعية والدفاعية، ووفّرت له خيارات عملياتية لم تكن موجودة لديه سابقا. فـتحول إلى إطار شبه جيش نظامي يسعى إلى إخضاع العدو، مع تطوير فكرة السيطرة على الجليل، فمن أبرز التحولات في دور المقاومة أنها كانت في السابق تقوم على محاولة جعل الاحتلال مكلفا بالاستنزاف التراكمي لدفعه إلى الانسحاب، ومن ثم "الاستنزاف الاستراتيجي"، إلى القدرة على منع الاحتلال ومنع الاعتداءات العسكرية المباشرة، وامتلاك قدرات هجومية جوية وبرية وبحرية، حيث نجح حزب الله في تحويل العمق الاستراتيجي للكيان الإسرائيلي إلى ساحة قتال حقيقية.

يصف مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن حزبَ الله بأنه "أكبر جماعة عسكرية غير حكومية تسليحا في العالم"، في حين أغلب التقديرات تقول إن حزب الله يملك ما بين 45 و100 ألف مقاتل، وتشير التقديرات إلى أن الحزب يملك نحو 150 ألفا من الصواريخ القصيرة والمتوسطة وبعيدة المدى، وثمة شكوك قي قدرة نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" في التصدي لترسانة حزب الله الضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار.

وحسب تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فثمة اعتقاد راسخ بأن حزب الله بنى شبكة أنفاق تحت لبنان؛ يقول محللون إسرائيليون إنها أكثر اتساعا من تلك التي تستخدمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وعلى عكس غزة المعزولة جغرافيا عن داعميها في طهران، شيّدت إيران طرق إمداد برية وجوية تؤدي إلى لبنان عبر العراق وسوريا، يمكن استخدامها لدعم قوات حزب الله في حال اندلاع حرب شاملة ضد إسرائيل.

ومنذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر أطلق حزب الله آلاف الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات المسيرة على إسرائيل، بينما رد سلاح الجو الإسرائيلي بآلاف الغارات الجوية، مما دفع 140 ألف شخص للنزوح من ديارهم على جانبي الحدود. وفي تصريح للدبلوماسي مايكل أورين، الذي عمل سفيرا لإسرائيل لدى الولايات المتحدة في إدارة الرئيس باراك أوباما، قال إن "حماس تشكل تهديدا تكتيكيا لدولة إسرائيل، بينما حزب الله يمثل تهديدا استراتيجيا لها"، ووصف أورين قوة حزب الله بأنها "مرعبة" وتوحي بما يمكن أن "يفعله حزب الله بنا في ثلاثة أيام". وأضاف: "أنت تتحدث عن ضرب كل بنيتنا التحتية الأساسية، مصافي النفط، القواعد الجوية، ديمونة".

حسابات الكلفة/ المنفعة في منطق الحروب لا تشير إلى وقوع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، لكن حالة ووضعية المستعمرة الاستيطانية الصهيونية، قد تدفعها إلى خوض هذه الحرب وجر الولايات المتحدة إليها، فقد كشفت عملية "طوفان الأقصى" عن هشاشة المستعمرة وضعفها البنيوي. فالمشروع الصهيوني دخل في سياق عملية تاريخية تفضي إلى تفككه، وثمة مؤشرات عدة تشير لبدء العد العكسي
خلاصة القول أن حسابات الكلفة/ المنفعة في منطق الحروب لا تشير إلى وقوع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، لكن حالة ووضعية المستعمرة الاستيطانية الصهيونية، قد تدفعها إلى خوض هذه الحرب وجر الولايات المتحدة إليها، فقد كشفت عملية "طوفان الأقصى" عن هشاشة المستعمرة وضعفها البنيوي. فالمشروع الصهيوني دخل في سياق عملية تاريخية تفضي إلى تفككه، وثمة مؤشرات عدة تشير لبدء العد العكسي للمستعمرة، وهو ما يعكس حالة القلق والخوف التي تؤدي بالكيان إلى الإفراط باستخدام القوة لاستعادة الثقة وقوة الردع.

فمؤشرات نهاية "إسرائيل" ظهرت بوضوح من خلال انقسام المجتمع اليهودي الإسرائيلي بين التوجهات الدينية والعلمانية، حيث تنامى الخلاف حد الاشتباك العنيف والقتال في الشوارع، ويتنامى باطراد التوجه اليميني الديني، وهو ما دفع أكثر من نصف مليون إسرائيلي لمغادرة إسرائيل منذ تشرين الأول/ أكتوبر.

وعلى الصعيد الاقتصادي تنامت الأزمة الاقتصادية رغم المساعدات المالية الأمريكية، ففي الربع الأخير من العام الماضي، تراجع الاقتصاد بنحو 20 في المئة، وهو ما سيتضاعف إذا أصرت إسرائيل على خوض الحرب مع حزب الله.

وعلى الصعيد الدولي فقدت إسرائيل مكانتها الدولية وباتت في عزلة، وهي تتحول تدريجيا إلى دولة منبوذ، وخسرت معركة سردية المظلومية، حيث تنامت بين الشباب اليهود حول العالم العداء للصهيونية الاستعمارية، وبين الأجيال الغربية الشابة من طلاب الجامعات الذين انخرطوا بنشاط في حركة التضامن الفلسطينية.

والمؤشر الأهم هو ضعف الجيش الإسرائيلي والمنظومة الأمنية، فقد ساد تصور واسع بعدم جاهزية إسرائيل وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها بين السكان اليهود في البلاد، وهو ما أدى إلى ضغوط كبيرة لإزالة الإعفاء العسكري لليهود الأرثوذكس المتطرفين -المعمول به منذ عام 1948-- والبدء بتجنيدهم بالآلاف.

x.com/hasanabuhanya
التعليقات (0)