يتوجه الموريتانيون إلى صناديق الاقتراع السبت، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية تشهد تنافس الرئيس الحالي محمد ولد
الغزواني أمام ستة مرشحين في الدولة الصحراوية الواقعة في غرب أفريقيا.
ويحق لنحو 1.9 مليون مواطن موريتاني التصويت في هذه
الانتخابات، يتوزعون على 5403 مكاتب تصويت، 52 منها خارج البلاد، والبقية موزعة على ولايات البلاد الداخلية.
ووعد الغزواني (67 عاما) بتسريع الاستثمارات لتحقيق طفرة في السلع الأولية في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة يعيش الكثير منهم في فقر على الرغم من ثروتها من الوقود الأحفوري والمعادن.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز الغزواني في انتخابات اليوم بسبب هيمنة الحزب الحاكم. وكان قد انتخب لولاية أولى في عام 2019.
ومن بين منافسيه الستة الناشط المناهض للعبودية بيرام إلداه اعبيد، الذي جاء في المركز الثاني في عام 2019 بأكثر من 18 بالمئة من الأصوات، والمحامي العيد محمدن امبارك، والخبير الاقتصادي محمد الأمين المرتجي الوافي، وحمادي سيدي المختار من حزب "تواصل" الإسلامي.
اظهار أخبار متعلقة
وتعهد الغزواني في حال فوزه بولاية جديدة بإنشاء محطة للطاقة تعمل بالغاز من مشروع "تورتو أحميم" الكبير للغاز الطبيعي الذي من المقرر أن يبدأ الإنتاج بحلول نهاية العام. كما أنه تعهد بالاستثمار في الطاقة المتجددة وتوسيع تعدين الذهب واليورانيوم وخام الحديد.
وشهدت
موريتانيا حالة من الاستقرار النسبي منذ انتخاب الغزواني في عام 2019 وذلك في الوقت الذي تكافح فيه دول الساحل المجاورة لموريتانيا ومنها مالي، حالات تمرد، وهو ما أدى إلى حدوث انقلابات عسكرية.
ولم تسجل موريتانيا أي هجوم مسلح على أراضيها في السنوات القليلة الماضية، ووعد الغزواني الذي يرأس الاتحاد الأفريقي حاليا، بالتعامل مع التهديدات الإسلامية.
ويواجه الرئيس انتقادات من الناشط البارز بيرام إلداه اعبيد بشأن سجله في مجال حقوق الإنسان وتهميش السكان السود الأفارقة في موريتانيا في حين يحظى حمادي سيدي المختار بمتابعة بين الناخبين المحافظين والدينيين.
وقالت كارين جازييه المتخصصة في شؤون أفريقيا جنوب الصحراء في مؤسسة كونسيرتو الاستشارية، إن الغزواني "من المرجح أن يفوز بولاية ثانية، ربما في الجولة الأولى"، وفقا لوكالة رويترز.
وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، فسوف تجرى جولة ثانية.
وتعدُّ هذه الانتخابات، هي ثامن انتخابات رئاسية تنظّم في البلاد منذ انطلاق ما وصف بمسلسل التعددية عبر إقرار دستور في البلاد عام 1991.
اظهار أخبار متعلقة
تحذير من التزوير
واختتمت الحملة الدعائية الجمعة، على وقع سجال سياسي حاد، حيث حذر مرشحو المعارضة من محاولات لتزوير الانتخابات لصالح مرشح السلطة محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأثار منع السلطات الموريتانية للمرشح أتوما سوماري من تنظيم مهرجان في ساحة وسط العاصمة، بحجة قربها من مكان مهرجان مشابه لمرشح السلطة الغزواني، جدلا واسعا، واعتبرته حملة المرشح سوماري تضييقا واضحا وانحيازا لصالح طرف انتخابي.
وحسب مراسل "عربي21"، فقد حاصرت الشرطة مقرا كان المرشح أتوما سوماري يعتزم اختتام حملته الدعائية منه.
وقال سوماري للصحفيين: "هذا تضييق واضح وانحياز غير مقبول، لكن لن يثني الناخبين ولن يغير قناعاتهم".
أحداث شغب وتأهب أمني
وقبيل اختتام الحملة الدعائية، شهدت مدينة نواذيبو شمال موريتانيا أحداث شغب واعتداء في أثناء نشاط لحملة المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني، إذ اقتحم عدد من الجمهور المنصة الرسمية وهتفوا باسم المرشح بيرام إلداه اعبيد.
وأظهرت مقاطع فيديو شبانا يرمون الحجارة على المشاركين في الحفل، ويخربون بعض المقاعد والأثاث، وهم يهتفون باسم المترشح للانتخابات الرئاسية المعارض بيرام إلداه اعبيد.
اظهار أخبار متعلقة
وتعليقا على أعمال الشغب هذه، قالت وزارة الداخلية؛ إنه "لا مساومة ولا تساهل ولا تهاون مع من تسول له نفسه المس في أمن وسكينة الموريتانيين".
وأضافت أن الأجهزة الأمنية أصدرت إليها التعليمات المطلقة، للوقوف "بحزم في وجه أي إخلال بالأمن والسكينة، مهما كانت طبيعته ومصدره".
وأشارت إلى أن السلطات الإدارية والأمنية "ستكون بالمرصاد لمرتكبي أعمال الشغب المجرَّمة قانونا، معتبرة أنها تتنافى كليا مع التقاليد والأعراف الديمقراطية المتعارف عليها في الحملات الانتخابية".
ونفت حملة المترشح للانتخابات الرئاسية الموريتانية، بيرام إلداه عبيد، أي صلة لها بأحداث الشغب هذه.
واعتبرت حملة المرشح بيرام إلداه اعبيد، أن "أعمال الشغب هذه مجرد مسرحية، هدفها تشويه صورة مرشح المعارضة الجادة".
وفي ظل حالة الاحتقان هذه، أعلنت السلطات الأمنية اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها حظر بيع البنزين في الحاويات، ومنع عرض إطارات السيارات المستعملة في الأماكن العمومية.