قدمت تجربة
سريرية حديثة حلا لآلام أسفل الظهر التي يعاني منها أكثر من نصف مليار شخص في جميع
أنحاء العالم.
سار الأشخاص المشاركين
في الدراسة بانتظام، بعد تعرضهم لنوبة واحدة بالحد الأدنى من آلام أسفل الظهر، فتراجع
شعورهم بالألم بمقدار الضعف تقريبًا، مقارنة بمن لم يقدموا على ذلك.
وقال كبير الباحثين
مارك هانكوك، أستاذ العلاج الطبيعي في جامعة ماكواري بسيدني: "كان لدى مجموعة
التدخّل عدد أقل من حالات الألم التي تحد النشاط مقارنة بالمجموعة الضابطة، ومتوسّط
فترة أطول قبل معاودتها تُعادل 208 أيام مقارنة بـ112 يومًا"، بحسب شبكة
"سي أن أن" الأمريكية.
اظهار أخبار متعلقة
وأفاد هانكوك في
بيان: "
المشي تمرين بسيط، ومنخفض التكلفة، ومتاح على نطاق واسع، وأي شخص تقريبًا
بوسعه ممارسته، بغض النظر عن الموقع الجغرافي، أو العمر، أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي".
المشي لمدة 30
دقيقة
وتابعت الدراسة،
التي شملت 701 من البالغين الأستراليين، معظمهم من النساء في الخمسينيات من العمر، تعافوا
في الآونة الأخيرة من نوبة آلام أسفل الظهر أعاقت قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية.
تم تعيين كل مشارك
على نحو عشوائي في مجموعة مراقبة من دون أي تدخل، أو برنامج فردي للمشي والتثقيف.
وطُلب من المشاركين
في مجموعة التدخّل ممارسة نحو 30 دقيقة من المشي خمس مرات أسبوعيًا على مدى ستة أشهر
بسرعات معدّلة بحسب العمر، والقدرة البدنية، والتفضيلات الفردية، كما أنه سُمح لهم بالركض
أيضًا.
وقال هانكوك:
"بعد ثلاثة أشهر، كان معظم الأشخاص المشاركين بالدراسة يسيرون بين ثلاثة وخمسة
أيام في الأسبوع، لمدة 130 دقيقة كمعدل وسطي".
وطُلب من المشاركين
ارتداء أجهزة عدّ الخطى لتتبع خطواتهم اليومية والاحتفاظ بمذكرات المشي. وبعد ثلاثة
أشهر من البرنامج، ارتدوا أيضًا مقياس تسارع يقيس بشكل موضوعي عدد الخطوات اليومية،
ومقدار المشي السريع، أو أي نشاط بدني آخر.
وشرح هانكوك أنّ
البرنامج قدّم أيضًا ست جلسات توعويّة موجهة من قبل اختصاصيي العلاج الفيزيائي على
مدى ستة أشهر، وهو نموذج أكثر فعالية من حيث التكلفة، من العلاج التقليدي.
ولفت أيضًا إلى
أنهم ضمّنوا البرنامج "3 جلسات قياسية
مع اختصاصيي العلاج الطبيعي، و3 جلسات متابعة قصيرة عبر الهاتف". وأشار إلى أنه
"في الدراسات القليلة السابقة من برامج التمارين الوقائية لآلام الظهر، فقد شمل التدخّل
نحو 20 فئة جماعية".
وأوضح أنهم ناقشوا
"أيضًا استراتيجيات بسيطة لتقليل خطر تكرار آلام أسفل الظهر، وتعليمات حول كيفية
الإدارة الذاتية لأي تكرار بسيط".
وقالت ناتاشا بوكوفي،
مؤلفة الدراسة الرئيسية وزميلة ما بعد الدكتوراه في جامعة ماكواري، إنه بالإضافة إلى
توفير فترات أطول من دون ألم للمشاركين، فقد أدى برنامج المشي إلى تقليل فترة التوقف
عن العمل والزيارات الطبية، إلى النصف.
وأفادت بوكوفي
في بيان: "إنّ التدخلات القائمة على التمارين الرياضية للوقاية من آلام الظهر
التي تم استكشافها سابقًا تعتمد عادةً على مجموعة، وتحتاج إلى إشراف سريري وثيق، ومعدات
باهظة الثمن، لذلك لا يمكن لغالبية المرضى الإفادة منها".
وتابعت:
"لقد أظهرت دراستنا أنّ تمرين المشي هذا يعتبر وسيلة فعّالة، ومتاحة للجميع أكثر
من أشكال التمارين الأخرى".
وأوضح هانكوك أنه
نظرا لهيكل الدراسة، لم يكن ممكنًا تحديد مقدار الفائدة الناجمة عن المشي أو البرنامج
التعليمي الذي يقدّمه اختصاصيو العلاج الطبيعي.
كيف يخفف المشي
آلام أسفل الظهر؟
يحسّن الدورة الدموية
العامة، وبالتالي يحسّن الدورة الدموية لعضلات الظهر التي تدعم الفرد بشكل فعال أثناء
الحركة.
وتساعد حركة المفصل
أيضًا على تدوير سوائل المفصل، وبالتالي فقد تستفيد مفاصل العمود الفقري من الحركة.
اظهار أخبار متعلقة
ويحسّن المشي عملية التمثيل
الغذائي وكمية السعرات الحرارية المحروقة، بحسب الخبراء. فيخفف انخفاض الوزن العبء
عن الظهر والساقين، ما يضمن
صحة أفضل للعمود الفقري.
ويحسّن المشي السريع
أيضًا قوة العضلات الأساسية حول العمود الفقري وفي الساقين، وكلها يمكن أن تحسن وضعية
الجسم وتوفر دعمًا أفضل للعمود الفقري.
ويزيد المشي أيضًا
من قدرة العضلات على التحمل، فتصبح أقل عرضة للتعب والإصابات. تمارين تحمّل الوزن مثل
المشي تزيد من كثافة العظام، وتحمي من الإصابة بينما تحفز إطلاق الإندورفين، وهو هرمون
الجسم الطبيعي الذي يساعد على الشعور بالسعادة ويقلل الألم والتوتر.