كشف موقع "
كوين تريبون" الفرنسي
عن تهديد سعودي ببيع
الديون الأوروبية إذا صادرت دول مجموعة السبع الاحتياطيات الروسية،
وقد تتخلى عن الديون الفرنسية بشكل خاص، مشيرًا إلى أن هذا التحرك مرتبط بالدعم الروسي
السابق لمحمد بن سلمان.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إنه بناء على اندماجها الأخير في كتلة "البريكس"، تستعرض
السعودية عضلاتها من خلال التهديد ببيع الديون الأوروبية في حال الاستيلاء على الاحتياطيات
الروسية.
تخلف أوروبا عن سداد ديونها
وأفادت وكالة "بلومبيرغ" بأن السعودية
تهدد بعدم وضع احتياطياتها في الديون الأوروبية إذا قررت مجموعة السبع الاستيلاء على
الاحتياطيات الروسية (حوالي 255 مليار يورو). والسبب هو أن الاحتياطيات الروسية تتكون
أساسًا من اليوروهات المستثمرة في ديون
فرنسا وإيطاليا وغيرها. وعلى العكس من ذلك،
فإن الولايات المتحدة لم تصادر سوى خمسة مليارات دولار، وبالتالي، فهي لا تخاطر بالكثير
في حالة المصادرة.
وأورد الموقع أنه قد تم نقل التهديد السعودي
من قبل وزارة المالية السعودية بعد وقت قصير من قرار مجموعة السبع باستخدام الاحتياطيات
الروسية لصالح أوكرانيا. ووفقا لما ذكرته "بلومبيرغ"، فإن ديون فرنسا هي التي
ستكون مستهدفة بشكل خاص من قِبَل الرياض.
وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ هذه التحذيرات
يعود إلى شهر نيسان/ أبريل وكانت مصحوبة بتحذيرات من الصين وإندونيسيا، وعلى الرغم
من هذه التحذيرات، فقد تجاوزت مجموعة السبع أخيرا الحد الأقصى في الأسابيع الأخيرة؛
ففي اجتماعهم في إيطاليا في الفترة المتراوحة بين 13 و15 حزيران/ يونيو، قرر المجتمعون
منح أوكرانيا قرضًا بقيمة 50 مليار دولار بضمان الفوائد الناتجة عن الأصول الروسية.
ولهذا السبب ارتفعت مؤخرًا أسعار التأمين ضد العجز الفرنسي عن سداد الديون.
وأوضح الموقع أنه بالتالي، لن يكون لتوقيع
فرنسا قيمة كبيرة بعد الآن عندما تقرر أوكرانيا عدم سداد الخمسين مليارًا، وسيكون من
الضروري مصادرة الفوائد الناتجة عن الأصول الروسية إلى الأبد.
من جهتها؛ تتحدث المفوضية الأوروبية عن
فوائد تقدر بنحو 3 مليارات يورو سنويا. وبهذا المعدل فإن الاحتياطيات الروسية سوف تظل
مجمدة لمدة 16 سنة. ويتحدث مجلس العلاقات الخارجية عن 5 مليارات يورو، أو حتى 9 مليارات
دولار، اعتمادًا على تطور الأسعار والطريقة التي سيتم بها إعادة استثمار الاحتياطيات
عند استحقاق السندات.
انتقام محمد بن سلمان
وأشار الموقع إلى أن حجم الديون الأوروبية
التي تحتفظ بها السعودية غير واضح. ولكننا نعلم أن احتياطيات بنكها المركزي تعادل
445 مليار دولار، بما في ذلك 135 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية.
ولن تتردد السعودية في الاستفادة من ثقلها
الاقتصادي لمساعدة
روسيا، ويعود هذا الولاء إلى أن فلاديمير بوتين أنقذ ولي العهد محمد
بن سلمان في سنة 2020، عندما وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن حينها بجعل السعودية
"منبوذة" عقب اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، فاستغل بوتين الفرصة للتودد إلى
السعودية بهدف مصالحتها مع جارتها الإيرانية. ومنذ ذلك الحين؛ تمكنت القوتان الإقليميتان
من تجاوز النزاع وانضمتا معا إلى مجموعة "بريكس"، وهي منظمة تدعو علنا إلى
التخلص من الدولار.
وبين الموقع أنه، مثل دول الخليج الأخرى،
تبيع السعودية نفطها حصريا بالدولار، وهو ما يسمح للولايات المتحدة بالتمتع بدولار
قوي على الرغم من العجز المزمن في الميزان التجاري.
لكن الزمن يتغير؛ ففي كانون الثاني/ يناير
2023، أعلنت السعودية استعدادها لقبول عملات أخرى مثل اليورو واليوان، وكانت الصين
مستعدة، فلقد دعت منذ عدة سنوات دول الخليج إلى بيع جزء من نفطها في أسواق شنغهاي باليوان
(القابل للتحويل إلى ذهب).
في المقابل، تخشى الدول العربية العقوبات
الغربية. ولهذا السبب تقوم السعودية بالتخلص من الديون الأمريكية وتهتم عن كثب بأنظمة
شبكة الدفع الدولية الجديدة التي من شأنها أن توفر بديلا في حالة الانفصال عن شبكة
"سويفت".
سلام أم فوضى؟
ولفت الموقع إلى أن العالم يترقب نتيجة
الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر. مع العلم أن جو بايدن أدلى مرة أخرى
بتصريحات عدوانية خلال قمة الناتو الأخيرة.
ولحسن الحظ، يحتفظ رئيس الوزراء المجري
فيكتور أوربان بالأمل في وقف الأعمال العدائية، فقد زار مؤخرا كييف وبكين وموسكو وواشنطن
ومارا لاغو. وفي ما يأتي مقتطف من تصريحاته خلال مؤتمره الصحفي مع فلاديمير بوتين: "السلام
هو أكثر ما تحتاجه أوروبا. إننا نعتبر النضال من أجل السلام هو المهمة الرئيسية للأشهر
الستة المقبلة من رئاستنا للمجلس الأوروبي. […] نحن الآن نعيش في ظل الحرب منذ سنتين
ونصف. […] تؤثر هذه الحرب بالفعل على نمونا الاقتصادي وقدرتنا التنافسية. بشكل عام،
وكما قلت للسيد الرئيس [بوتين]، فإن أوروبا بحاجة إلى السلام".
ورد عليه الرئيس الروسي: "روسيا تؤيد
إنهاء الصراع تمامًا وبشكل نهائي. وكما قلت سابقا، فإن شروط إنهاء الصراع حددتها في
كلمتي التي ألقيتها في وزارة الخارجية. يتمثل أحد الشروط في الانسحاب الكامل لجميع
القوات الأوكرانية من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومنطقتي زاباروجيا وخيرسون".
وفي مواجهة هذه التعهدات بحسن النية، حتى
لو كانت الظروف قاسية بالنسبة للأوكرانيين، فقد ردت الولايات المتحدة بالتصعيد. وقال وزير
الخارجية أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن مقاتلات من طراز إف-16 كانت في طريقها إلى الجبهة.
من البترودولار إلى البيتكوين
وأكد الموقع على ضرورة فهم أن الحروب في
أوكرانيا وفلسطين ليست مجرد صراعات إقليمية، فهذا ليس سوى الجانب العسكري لصراع أكثر
عالمية؛ حيث استغلت روسيا - التي استفزها انقلاب الميدان والوعد بضم أوكرانيا إلى حلف
شمال الأطلسي - الفرصة لإشعال ثورة "بريكس" ضد الإمبريالية الأمريكية.
وبين الموقع أن الهدف الاستراتيجي في التخلص
من الدولار، ولهذا فإن من الممكن أن تضطر الولايات المتحدة إلى الموافقة على التخلي عن
"امتيازها الباهظ" من أجل عودة السلام الدائم.
وأبرز الموقع أن حقيقة رفض دونالد ترامب
للنظام العالمي الأحادي القطب ومشاريع العولمة تعد سببا للتفاؤل. فالعالم متعدد الأقطاب
هو على وجه التحديد ما تطالب به روسيا والصين.
بالتالي، هنا يأتي دور البيتكوين، فهو يقدم
حلًّا حتى تتمكن جميع الدول من التجارة على قدم المساواة. ويمكن أن تكون عملة البيتكوين
هي العملة المحورية/القياسية التي تسوّي بها جميع الدول تعاملاتها، وسيتم بعد ذلك وضع
الفوائض التجارية في عملة البيتكوين. وفي هذا الصدد، فإن تغير موقف دونالد ترامب يبشر
بالخير.