سياسة دولية

ما الذي حملته جولة بلينكن هذه المرة؟ زار الاحتلال ومصر وقطر

تركز جولة بلينكن الجديدة في المنطقة على الدفع بمقترح جديد لصفقة التبادل- الأناضول
تركز جولة بلينكن الجديدة في المنطقة على الدفع بمقترح جديد لصفقة التبادل- الأناضول
وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للدوحة، مساء الثلاثاء، في جولة للمنطقة هي التاسعة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وتركز جولة بلينكن الجديدة التي شملت أيضا الاحتلال الإسرائيلي ومصر على الدفع بمقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

وبدأ بلينكن، الاثنين، جولته حيث التقى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ووزير حربه.

وقال بلينكن عقب لقائه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن الأخير "أكّد له أن إسرائيل توافق على خطة التسوية" التي عرضتها واشنطن خلال جولة مفاوضات في الدوحة الأسبوع الماضي، مشدّدا على أن "من واجب" حركة حماس "أن تفعل الشيء نفسه".

إلا أن نتنياهو جدد، الثلاثاء، تمسكه ببقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا وممر نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين، رافضا الانسحاب "تحت أي ظرف"، ما أعطى انطباعا أن بلينكن قد وافق خلال مباحثاته مع نتنياهو على تلك الشروط، ما استدعى مسؤولا أمريكيا كبيرا يرافق بلينكن لنفي صحة تقارير ذكرت أن بلينكن اقتنع -خلال اجتماعه مع نتنياهو في القدس المحتلة بمطلب "إسرائيل" البقاء في محور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة مع مصر.

اظهار أخبار متعلقة


مصر
محطة بلينكن الثانية كانت مصر حيث التقى، الثلاثاء، في العلمين على الساحل الشمالي لمصر الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي دعا إلى "إنهاء الحرب" في غزة.

ووفق بيان الرئاسة، أكد السيسي لضيفه ضرورة وقف الحرب على قطاع غزة، محذرا من "خطورة توسع نطاق الصراع إقليميا على نحو يصعب تصور تبعاته".

وجرى خلال اللقاء "تبادل الآراء بشأن نتائج الاجتماع التفاوضي الأخير الذي عقد الأسبوع الماضي بالدوحة، وسبل تحريك الموقف وإحراز تقدم في المفاوضات الجارية بالقاهرة".

فيما أطلع بلينكن السيسي على "نتائج زيارته لإسرائيل"، مؤكداً "التزام الولايات المتحدة بجهود التهدئة والتوصل لاتفاق"، وفق بيان الرئاسة المصرية.

كما التقى بلينكن بعد ذلك وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي.

وذكر بيان للخارجية المصرية أن اللقاء "تناول بشكل مستفيض تطورات أزمة قطاع غزة، والجهود المصرية القطرية الأمريكية المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ييسر إجراءات تبادل الأسرى والمحتجزين، ويحقن دماء الفلسطينيين في القطاع، ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية بالكم الكافي لاحتواء الكارثة الإنسانية القائمة".

وأضاف أن الوزير المصري "أعرب عن أمله أن تشهد الجولة القادمة من المفاوضات رغبة سياسية إسرائيلية صادقة لوقف الحرب على القطاع"، معتبرا ذلك "السبيل الوحيد" لوضع حد للمعاناة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة والحيلولة دون خروج الوضع الإقليمي عن السيطرة.

وبحسب البيان، أكد عبد العاطي لبلينكن أن "رؤية مصر وجميع دول الإقليم تجاه مستقبل استقرار الشرق الأوسط، تتأسس على إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

من جانبه، أعرب بلينكن عن "اتفاقه مع رؤية مصر الساعية لسرعة التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة، وتقديره لجهود الوساطة والمساعي التي تبذلها مصر في هذا الشأن"، وفق المصدر المصري.

وأشار البيان إلى أن عبد العاطي أحاط بلينكن "بنتائج الاتصالات والزيارات التي قام بها مؤخرا لاحتواء التصعيد الإقليمي والتحذير من مخاطره المحدقة على دول المنطقة وعلى مصالح أطراف دولية عديدة".

واتفق الوزيران على "استمرار التنسيق والتشاور عن قرب خلال الفترة القادمة بشأن دعم جهود الوساطة الخاصة بأزمة قطاع غزة، واحتواء التصعيد الإقليمي".

ادعاءات مضللة
في واشنطن، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، إن حركة حماس "تتراجع" عن خطة الاتفاق المطروحة. وأوضح ردا على أسئلة صحفيين في شيكاغو، أن التسوية "ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهّن بأي شيء"، مضيفا: "إسرائيل تقول إن بإمكانها التوصل إلى نتيجة... حماس تتراجع الآن".

لكن حماس اعتبرت أن تصريحات بايدن "ادعاءات مضلّلة".

وقالت الحركة في بيان: "تابعنا ... باستغرابٍ واستهجان شديدين، التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي ادعى فيها أن الحركة تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من دعوة وزير خارجيته (أنتوني) بلينكن للحركة للقبول بالمقترح الأخير".

وأضافت أن "تصريحات بايدن وبلينكن هي ادعاءات مضلّلة، ولا تعكس حقيقة موقف الحركة الحريص على الوصول إلى وقفٍ للعدوان".

اظهار أخبار متعلقة


وتتمسّك حماس بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية أيار/ مايو، ودعت الوسطاء إلى "إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".

وينصّ مقترح بايدن في مرحلة أولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.

ووعدت "إسرائيل" بإرسال وفد إلى المفاوضات المقبلة، بحسب بلينكن.

ويستأنف الوسطاء مباحثاتهم هذا الأسبوع في مصر.

التعليقات (0)