استشهد الشاب
الفلسطيني المقاوم محمد الزبيدي (21 عاما) رفقة آخرين في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طوباس قبل يومين.
واستدعى استشهاد الزبيدي سيرة عائلته التي قدمت عشرات المقاومين بين شهيد وأسير طيلة السنوات الماضية، أبرزهم والده القائد السابق في كتائب "شهداء الأقصى"
زكريا الزبيدي، والذي يقضي حكما بالسجن المؤبد، وهو أحد المشاركين في عملية "نفق الحرية" حيث هرب رفقة خمسة آخرين من سجن جلبوع صيف العام 2021.
نضال مبكر
أسرة الزبيدي التي لُجِّئت بعد نكبة 1948 من وادي الحوارث في طولكرم إلى مخيم
جنين، شاركت منذ عقود في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت وكالة "وفا" الرسمية عن جمال الزبيدي أحد كبار العائلة، قوله إن اعتقال أفراد الأسرة بدأ منذ منتصف الخمسينيات، حين اعتُقل "محمد جهجاه"، جد زكريا، لما يقارب 4 سنوات، قبل أن يحرر نفسه بالتمرد الذي قام به الأسرى في سجن شطة في 30 تموز/ يوليو 1958، رفقة 68 أسيراً.
وبعد تحرره انتقل في عام 1963 ليقود الكفاح المسلح في مخيم "الحصن" في إربد، قبل أن ينتقل مع الفدائيين بعد أحداث أيلول الأسود إلى سوريا ومنها إلى ألمانيا في بدايات السبعينيات.
وأضاف: اعتُقل محمد الزبيدي والد زكريا، عام 1969 لمدة عام واحد، واعتُقل لاحقا في الانتفاضة الأولى لمدة 8 أشهر إداريا، فيما اعتُقلت أنا وشقيقي "إبراهيم" عام 1979 لمدة عام ونصف العام، وأُفرج عنا في نهايات عام 1980.
تاريخ مع الأسر
لدى أسرة الزبيدي تاريخ طويل مع سجون الاحتلال، حيث لا يزال العديد من أبناء العائلة أسرى، أبرزهم زكريا الذي شق طريق حريته بنفسه رفقة آخرين عبر حفر نفق في سجن جلبوع والهروب منه، قبل أن يعاد اعتقالهم لاحقا.
واعتُقل زكريا مرتين خلال الانتفاضة الأولى، في الأولى حُكم عليه بـ6 أشهر والثانية بـ5 سنوات، قبل أن يفرج عنه بعد توقيع اتفاقية "أوسلو"، قبل أن يتم اعتقاله في شباط/ فبراير 2019، ليبلغ مجمل ما أمضاه في سجون الاحتلال حتى اليوم 8 سنوات. فيما حُكم شقيقه "العبد" في الانتفاضة الأولى لـ6 أشهر، ثم لـ6 سنوات.
ويعد يحيى الزبيدي عميد أسرى العائلة بـ17 عاما، يليه الشهيد داود شقيق زكريا بـ16 عاما، ثم شقيقه الآخر جبريل والذي بلغت سنوات سجنه أكثر من 13 عاما، علما أنه لا يزال أسيرا إلى اليوم.
وكان محمد نجل زكريا الزبيدي الذي استشهد قبل يومين، أسيرا هو الآخر في سجون الاحتلال.
اظهار أخبار متعلقة
شهداء العائلة
استشهد عديد الأفراد من عائلة الزبيدي بمن فيهم والدة زكريا، الشهيدة سميرة الزبيدي التي ارتقت برصاص جيش الاحتلال خلال اجتياح مخيم جنين عام 2002، رفقة المقاوم طه الزبيدي.
ومؤخرا استشهد داود الزبيدي (شقيق زكريا)، ونعيم جمال الزبيدي، وأخيرا محمد زكريا الزبيدي.
ويعد داود الزبيدي الذي استشهد في أيار/ مايو 2022، بعد أسره مصابا إثر اشتباك مع المقاومة في مخيم جنين، بمثابة "الأب الروحي" للنواة التي شكلت "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي.
وعلق جمال الزبيدي على استشهاد أقاربه لا سيما في اجتياح مخيم جنين 2002: "بيدي نقلت معظم جثث شهداء المخيم في نيسان 2002، أكثر مشهد مؤلم، عندما مررت بجثة طه، ولم أعرفه، كانت جثته محروقة بفعل القصف، ولم يتبقَ منه إلا جبينه تعلوه قطعة قماش للمقاومة".
شهداء بلا وداع
علق زكريا الزبيدي من داخل السجن بعد استشهاد شقيقه داود: "كل الذين فقدتهم لم أودعهم ولم أدفنهم، فعندما استُشهد أبي كنت في سجن جنين وسمعت ذلك في سماعة المسجد، وأمي استُشهدت بمعركة المخيم ودفنها الصليب، ومن شدة المعركة لم نستطع الوصول إليها، وهي التي كانت تردد دائماً (الله يجعل يومي قبل يومك)".
وتابع: "وأخي طه دفنوه وأنا تحت حطام المخيم والبيوت المهدومة، واليوم داود، ولم أستطع توديعهم جميعاً، ولم أتمكن من ممارسة طقوس العزاء، لا أعرفه ولم أجربه ولم أمارسه بشكل شخصي".