صحافة دولية

مجلة فرنسية: ابنا محمد بن راشد يتنافسان على إخراج دبي من ظل أبوظبي

حاكم دبي يعتمد على نجليه مكتوم وحمدان في خلافته- إكس
حاكم دبي يعتمد على نجليه مكتوم وحمدان في خلافته- إكس
نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن رغبة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في زيادة نفوذه، معولًا على فرض ولديه وصوتهما.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن أمير دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو أيضاً رئيس وزراء دولة الإمارات يقوم بالتحضير لخلافته بمهارة. 

وتضيف المجلة أن محمد بن راشد آل مكتوم - الذي يبلغ من العمر 75 سنة - قد أضرت العديد من الفضائح بسمعته كشيخ تقدمي ونزيه، بما في ذلك المتعلقة بسلوكه تجاه النساء، ولا سيما إحدى زوجاته الست، الأميرة هيا واثنتان من بناته، الأميرتان شمسة ولطيفة، اللواتي اختطفتا بأمر من والدهما. فضلًا عن ورود اسمه في وثائق باندورا، التي كشفت عن حصص يملكها الشيخ في ثلاث شركات خارجية مسجلة في الملاذات الضريبية.

وبحسب صحيفة فايننشال تايمز؛ فعلى الرغم من أن محمد بن راشد آل مكتوم لا يزال في السلطة، إلا أنه "يبتعد تدريجيًّا عن مراكز صنع القرار".

اظهار أخبار متعلقة


ويُعد ولداه؛ حمدان البالغ من العمر 41 سنة ومكتوم البالغ 40 سنة، اللذان تم تعيينهما على التوالي الوريث المفترض ونائب الحاكم منذ حوالي عشرين عامًا، خليفتاه المحتملان على رأس دبي.

وأفادت المجلة أنه منذ تموز/يوليو الماضي؛ تحول التخطيط لخلافة الشيخ إلى أعلى مستوياته مع انضمام حمدان إلى الحكومة كنائب لرئيس الوزراء وتوليه منصب وزير الدفاع الذي كان يشغله والده منذ عام 1971.

في الحقيقة، هذا المنصب شرفي في الأساس، لأن محمد بن زايد رئيس الدولة وحاكم أبو ظبي، يبسط يديه على القوة العسكرية والسياسية والطاقة. كما سبق للأخير الفصل في خلافته بتعيين نجله خالد بن محمد بن زايد وليًّا للعهد.

وذكرت المجلة أن التنافس السري والتاريخي بين العائلتين الحاكمتين في دبي وأبوظبي وراء ظهور جيل جديد من القادة في الإمارات.

بحسب مجلة "تشالنج" الفرنسية تعود الكلمة الأخيرة في كل شيء لأبو ظبي، ويُعد جهاز أبوظبي للاستثمار رابع أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم، حيث تبلغ قيمة الأصول الخاضعة للإدارة أكثر من 850 مليار دولار. وخلال الأزمة المالية عام 2008، أنقذت أبو ظبي دبي من الإفلاس، "مما دفعها لإعادة تسمية برجها الشهير برج دبي إلى برج خليفة، الذي سمي على اسم العائلة الحاكمة في أبو ظبي".

اظهار أخبار متعلقة


الشاعر والمحاسب
وذكرت المجلة أن حمدان ومكتوم، ورثة محمد بن راشد آل مكتوم، أمام مهمة صعبة متمثلة في سداد ديونهم وتعزيز القوة الاقتصادية والمالية لدبي، للتنافس مع أبو ظبي.

لتنفيذ هذه المهمة؛ يتولى الأخوان أدوارا متكاملة. فحمدان؛ الرياضي والشعبي والمثقف يدير "العلامة التجارية" للإمارة. وفي عام 2020؛ قاد الوفد الذي حصل على حق إقامة معرض إكسبو العالمي في دبي. وعلى مدى عقود؛ حوّل والده دبي من ميناء مستودع بسيط إلى مركز عالمي للتجارة والتمويل والسياحة. ومنذ انتشار فيروس كورونا وتحت تأثير حمدان، "أصبحت المدينة نقطة جذب للمستثمرين الأثرياء في مجال التكنولوجيا والعملات المشفرة والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والعاملين عن بعد".

وبحسب تقديرات حكومية؛ نما إجمالي عدد سكان دبي بنسبة 9 بالمئة بين عامي 2019 و2023، ليصل إلى 3.7 مليون نسمة.

من جانبه؛ يعد مكتوم هو ممول الإمارة، ويعتبر أكثر جدية وانغماسًا في المجال التكنولوجي مقارنة بأخيه الأكبر. ويستخدم مكتوم عائدات الخصخصة وزيادة عائدات الضرائب لسداد سندات وقروض دبي، التي تقدر بأكثر من 100 مليار دولار، والتي تراكمت خلال الطفرة المثقلة بالديون في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ويأتي جزء من هذه العائدات من إستراتيجية أسواق رأس المال في دبي، والتي تتضمن إدراج الكيانات المرتبطة بالدولة في أسواق الأوراق المالية لزيادة السيولة والتنافس بشكل أكثر فعالية مع البورصات الرئيسية في المملكة العربية السعودية وأبو ظبي.

وأوردت المجلة أن الشقيقين يتفوقان تدريجيًّا على مستشاري والدهما من خلال تعيين مساعدين لهما، أبرزهما محمد بن هادي الحسيني، وزير الدولة للشؤون المالية، وهلال سعيد المري، الذي يرأس دائرتي الاقتصاد والسياحة في دبي. في وزارة المالية؛ يشرف الحسيني على تطبيق دولة الإمارات العربية المتحدة لضريبة الشركات بنسبة 9 بالمئة إلى جانب ضريبة المبيعات بنسبة 5 بالمئة. أما المري، فهو يدير سوق الأوراق المالية الوطنية وينسق جهود دبي "لتصبح مركزًا للعملات المشفرة ومضاعفة حجم الاقتصاد بحلول عام 2033". 

وفي ختام التقرير نوهت المجلة إلى أن السداد المبكر لديون دبي لأبوظبي يسمح لها باستعادة قدر معين من حرية التعبير، خاصة على المستوى الدبلوماسي؛ حيث لم تتمكن الإمارة في السنوات الأخيرة من إبداء تحفظاتها على الحرب في اليمن أو على الحصار على قطر.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
التعليقات (0)