وعد رئيس الوزراء البريطاني كير
ستارمر، بإصلاح جذري لنظام الصحة العامة (أن أتش أس) بعد صدور تقرير شدد على "الوضع الحرج" لهذه المؤسسة.
وقال إنه يريد المباشرة بـ"أكبر إعادة تنظيم" لهذا القطاع منذ إنشائه بعد نشر تقرير طلبته الحكومة مطلع الصيف.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن "هذا النظام محطم لكنه ليس منهارا تماما. وهذه الحكومة العمالية تعمل على وضع خطة على عشر سنوات (...) ستكون مختلفة عن ما وضع حتى الآن".
وقال ستارمر: "نحتاج إلى التحلي بالشجاعة لبدء إصلاح طويل الأمد، هو عملية جراحية ضخمة وليس حلولا بدائية"، مبينا أن
النظام الصحي "عند مفترق" مجددا حملته على المحافظين الذين سبق أن انتقدهم بهذا الشأن.
ورأى أن المحافظين "فرضوا على نظام الرعاية الطبية ما وصفه التقرير بأنه أكثر العقود تقشفا منذ إنشائه".
وعرض "ثلاثة تغييرات كبيرة" بهدف "إنعاش نظام أن أتش أس، هي الرقمنة لتحسين الإنتاجية وتطوير الرعاية الخارجية من أجل خفض الاكتظاظ في المستشفيات، والوقاية".
وأضاف: "هذا يعني مزيدا من الفحوصات والصور والرعاية المتوافرة" خارج المستشفى أو "استثمارات على المدى الطويل في تكنولوجيات جديدة ستساعدنا على رصد المشاكل وتجنبها في وقت أبكر".
وأكد أن "المهمة التي أمامنا هي مهمة جيل كامل"، واعدا بالعمل مع الأطباء ومقدمي الرعاية الذين نفذوا إضرابات عدة في السنتين الأخيرتين للمطالبة برفع الأجور وبمزيد من الوسائل ولا سيما زيادة عدد العاملين.
ورأى رئيس الوزراء "هذا التغيير قد يكون الأكبر الذي يطال نظام الصحة منذ ولادته"، مؤكدا أنه لا يريد "زيادة الضرائب على العمال".
وخلص التقرير الذي صدر الخميس إلى أن عمل نظام الرعاية الصحية تدهور في السنوات الخمس عشرة الأخيرة وبات في "وضع حرج".
وقال معد التقرير الجراح آرا دارزي العضو المستقل في مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني إن أسباب ذلك كثيرة، منها النقص في الاستثمارات ومحاولة إعادة تنظيم غير ناجعة وجائحة كوفيد-19.
وشدد التقرير على الارتفاع في عدد المرضى الذين يعانون مرضا مزمنا مثل السكري وضغط الشرايين.
وأشار إلى أن لدى المملكة المتحدة معدل إصابة بالسرطان أعلى من دول أوروبية أخرى مع قوائم انتظار طويلة جدا لمرضى يسعون للحصول على علاج.
ولاحظ أن 10بالمئة من الأِشخاص الذين يأتون إلى أقسام الطوارئ ينتظرون أكثر من 12 ساعة قبل أن يتم فحصهم.
وقال دارزي في بيان: "مع أني لا أعمل ضمن النظام الصحي العام منذ أكثر من 30 عاما، إلا أنني صدمت بما اكتشفت".
اظهار أخبار متعلقة
ويعاني نظام الصحة العام الصحة العام "أن أتش أس" الذي أنشئ بعيد الحرب العالمية الثانية لتوفير رعاية طبية مجانية للجميع، مشاكل جمة، من صعوبة الحصول على موعد لدى الطبيب إلى قوائم الانتظار الطويلة لتلقي علاج في المستشفى وتجاوز القدرة الاستيعابية لأقسام الطوارئ، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان إنعاش هذا النظام من بين القضايا البارزة في الحملة الانتخابية التي حملت ستارمر إلى السلطة في تموز/ يوليو الماضي. وقد جعل رئيس الوزراء العمالي منها إحدى أولوياته.