فتحت حادثة تصادم قطاري ركاب في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية شمالي القاهرة٬ والتي أودت بحياة ثلاثة أشخاص وإصابة 60 آخرين مساء أمس السبت؛ الباب للحديث مجددا عن أزمة
حوادث القطارات التي لم تتوقف منذ عقود مخلفة آلاف القتلى والمصابين.
ويعاني قطاع السكك الحديدية في مصر من تدهور وإهمال وتهالك منذ عقود٬ ما يؤدى إلى تزايد الحوادث التي تحصد أرواح المصريين.
فوفقاً للإحصاءات الرسمية الصادرة عام 2017، سجلت مصر 12236 حادث قطار خلال الفترة من 2006 إلى 2016. وأظهرت الإحصاءات التي أعدتها هيئة السكك الحديد بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن عام 2009 شهد العدد الأكبر من الحوادث بـ 1,577 حادثاً، في حين كان عام 2012 الأقل بتسجيل 447 حادثاً فقط، نتيجة لتوقف حركة القطارات إثر أحداث الثورة.
"أرقام مفزعة" خلال آخر عشر سنوات
بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حول عدد حوادث القطارات في مصر رصدنا لك الآتي:
2013
وقع 781 حادثاً٬ أبرزها حادثتان في مدينة البدرشين بمحافظة الجيزة. ففي كانون الثاني/ يناير، انحرفت العربة الأخيرة من قطار كان يقل مجندين من قوات الأمن المركزي عن مسارها، وأسفر ذلك عن وفاة 17 مجندًا وإصابة أكثر من 100 آخرين. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، اصطدم قطار بحافلة وسيارة، ما أدى إلى مقتل 27 شخصًا وإصابة 34 آخرين.
2014
وقع 1044 حادثاً٬ أبرزها كان في تشرين الأول/ أكتوبر حيث تعرضت طالبتان بمحافظة الدقهلية إلى حادث مؤلم بعد انتهاء اليوم الدراسي، حيث تعرضتا أثناء مرورهما على خط السكة الحديد إلى سقوطهما عليه، وتصادف ذلك مع مرور قطار آخر ما أدى إلى بتر ساقي إحداهما وذراعي الثانية.
2015
وقع 1235 حادثاً٬ كان أبرزها في آذار/ مارس. واصطدمت حافلة مدرسية بقطار بضائع في محافظة الغربية، بعد عبور سائق الحافلة من معبر غير قانوني أقامه صاحب مزرعة مجاورة، ما تسبب في وفاة 7 أطفال وإصابة 25 آخرين.
2016
وقع 1249 حادثاً٬ كان أبرزها في شياط/ فبراير خرجت عربتان من قطار ركاب عن القضبان، كان متجهًا من أسوان إلى القاهرة، ما أدى إلى إصابة 72 شخصًا.
2017
وقع 1793 حادثاً٬ كان أبرزها في آب/ أغسطس.. اصطدم قطاران للركاب في الإسكندرية، حيث اصطدم قطار قادم من القاهرة بعربة قطار متجه من الإسكندرية إلى بورسعيد، ما أسفر عن وفاة 41 راكبًا وإصابة أكثر من 120 شخصًا.
2018
وقع 2044 حادثاً٬ كان أبرزها في شباط/ فبراير.. اصطدم قطاران في محافظة البحيرة، إذ خرجت عربتان من قطار ركاب عن القضبان واصطدمتا بقطار بضائع، ما أدى إلى وفاة 12 راكبًا.
2019
وقع 1442 حادثاً٬ كان أبرزها حادثين، الأول في شباط/ فبراير، إذ اصطدام قطار بالحاجز الأسمنتي في محطة رمسيس بالقاهرة، ما أسفر عن وفاة 28 شخصًا وإصابة 52 آخرين. أما الحادث الثاني فكان بتصادم قطار بسيارة نقل على خط سكة حديد (مطروح – الإسكندرية)، ما أدى إلى وفاة شخص وإصابة ستة آخرين.
2020
وقع 898 حادثاً٬ ويعود الانخفاض الملحوظ في عدد حوادث القطارات خلال هذا العام إلى الإغلاق العام الذي فرضه وباء فيروس كورونا، والذي أثر بشكل كبير على حركة السفر بالقطارات، بالإضافة إلى فرض فترات حظر للحد من انتشار الفيروس بين الركاب.
2021
وقع 978 حادثاً٬ كان أبرزها في آذار/ مارس.. اصطدم قطار ركاب بآخر من الخلف في مركز طهطا بمحافظة سوهاج، ما أدى إلى خروج ثلاث عربات عن القضبان، وأسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة العشرات.
وفي نيسان/ أبريل أعلنت وزارة الصحة وفاة 11 شخصًا وإصابة 98 آخرين بعد خروج قطار عن القضبان قرب مدينة طوخ بمحافظة القليوبية. وخرج القطار رقم 949 المميز، المتجه من القاهرة إلى المنصورة، عن القضبان. وأفاد شهود عيان بوفاة نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، الذي كان على متن إحدى عربات القطار المنقلبة، في مستشفى قريب من موقع الحادث.
2022
وقع 1046 حادثاً٬ كان أبرزها في أيلول/ سبتمبر.. شهدت مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية حادثًا مأساويًا، حيث اصطدم قطار بحافلة ركاب صغيرة (ميكروباص) في قرية "أكياد"، ما أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 11 آخرين.
2023
وقع 181 حادثاً٬ كان أبرزها في آذار/ مارس.. أعلنت وزارة الصحة المصرية عن سقوط قتيلين وقرابة الـ20 مصابًا، بعد خروج قطار ركاب عن مساره في مدينة قليوب شمالي القاهرة. وقع الحادث بعد مغادرة القطار محطة قليوب، التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن القاهرة، متجهًا إلى مدينة منوف. وأظهرت مقاطع فيديو اصطدام القطار بآخر متوقف، ما أدى لخروجه عن القضبان.
ووقع الحادث الأكثر فتكًا في تاريخ مصر الحديث في عام 2002، عندما اشتعلت النيران في قطار ركاب متجه من القاهرة إلى الأقصر، ما أدى إلى وفاة أكثر من 360 شخصًا. الحادث، المعروف إعلاميًا بـ"قطار الصعيد"، لا يزال محفورًا في الذاكرة الجماعية كأحد أكبر الكوارث في تاريخ السكك الحديدية المصرية.
الحكومة تتنصل من المسؤولية
بحسب تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن معدل حوادث القطارات في مصر يصل إلى 0.1 حادث لكل 1000 نسمة، وهو معدل يعكس التحديات المستمرة في تحسين مستوى الأمان في وسائل النقل.
تتذرع الحكومة المصرية بنقص الموارد لتبرير حوادث القطارات المتكررة، وهي سياسة متبعة منذ سنوات طويلة. وفقاً لتقرير صادر عن المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بعد أحد الحوادث، أظهر التقرير أن الحكومة تلقي باللوم على نقص التمويل، إلا أن الأرقام توضح العكس.
حيث أشار التقرير إلى انخفاض حاد في نسبة الإنفاق على السكك الحديدية من 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي في 1990/1991 إلى 0.31% فقط في 2015/2016.
يؤكد التقرير أن هذا الانخفاض يعكس مشكلة في إدارة الموارد وترتيب الأولويات بدلاً من نقصها الفعلي. كما أنه يشير إلى أن تراجع الإنفاق على السكك الحديدية هو جزء من سياسات التقشف الأوسع، والتي تؤثر بشكل مباشر على حياة عشرات الملايين، حتى وإن كانت آثارها أبطأ من الحوادث الفورية.
الأقدم في العالم
في عام 1854 انطلق العمل على أول خط سكة حديد في مصر، والذي ربط بين القاهرة والإسكندرية، ليكون بذلك النواة الأولى لشبكة سكك حديد مصر. أما اليوم فتمتد هذه الشبكة لأكثر من تسعة آلاف كيلومتر، ما يجعلها أول شبكة سكة حديد في الشرق الأوسط والثانية عالميًا بعد إنجلترا.
تعتبر سكك حديد مصر من أهم عناصر البنية التحتية في البلاد، حيث إنها تلعب دوراً رئيسياً في نقل الركاب والبضائع، وتعزيز الحركة الاقتصادية والتنمية بين مختلف المحافظات.