نشرت صحيفة "
فاينانشال تايمز" تقريرًا تناولت فيه دعوة الرئيس الأمريكي السابق، ومرشح الحزب الجمهوري٬ دونالد
ترامب، في نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي، إلى أن تصبح
الولايات المتحدة عاصمة
العملات المشفرة في العالم والقوة العظمى في هذا المجال، معتبرة أن هذه الدعوة تهدف إلى كسب تأييد محبي العملات الرقمية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وشددت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، على المخاطر المرتبطة بتنفيذ هذا الوعد الانتخابي على الولايات المتحدة في حال عودة ترامب للبيت الأبيض.
وأشارت إلى أن الترويج للبيتكوين من الرئيس المحتمل قد يؤدي إلى زعزعة مكانة
الدولار، وهو ما يشكل تهديدا للاقتصاد الأمريكي، لا سيما أن العملات التقليدية هي التي تعكس القيمة الحقيقية للناتج الاقتصادي لأي الدولة.
وتضيف الصحيفة أن وضع الدولار ليس جيدا بالأساس، حيث ارتفعت ديون الاقتصاد الأمريكي من 27 تريليون دولار إلى 35 تريليون دولار.
وتجمع الحكومة الأمريكية 4.4 تريليون دولار من الضرائب، بينما تنفق 6.3 تريليون دولار، مما يعني أنها تعاني من عجز في الميزانية بنسبة 5.6 بالمئة، ويؤدي ذلك إلى فقدان الدولار بريقه كعملة أولى عالميا.
اظهار أخبار متعلقة
بين الدولار والبيتكوين
وترى الصحيفة أنه في ظل هذه الشكوك حول مستقبل الدولار، يبدو أن رغبة ترامب في بناء احتياطي استراتيجي للولايات المتحدة من
البيتكوين ونيته اتخاذ خطوات عملية بهذا الاتجاه حال توليه الرئاسة، ستضفي مزيدا من الشرعية على العملات الرقمية وتعزز مكانتها كبديل للدولار.
وبينت الصحيفة أن البيتكوين يختلف تماما عن الدولار، حيث لا يسيطر عليه أي طرف بما في ذلك الحكومة الأمريكية، ولا يمكن طباعة المزيد منه لتمويل خطط الإنعاش الاقتصادي، لكن رغم البريق الذي يمثله البيتكوين، فمن غير المحتمل في المدى القريب أن يصبح بديلا للدولار كعملة مهيمنة ومحورية في التجارة والنظام المالي العالمي.
اظهار أخبار متعلقة
وتختم الصحيفة بأنه مع تزايد التحديات التي يعيشها الدولار من العملات الورقية والرقمية على حد سواء، في ظل رغبة دول عديدة في تنويع عملاتها الاحتياطية، من الضروري أن يكون المرشحون الرئاسيون أكبر داعمين للدولار، وليس العكس، "فالبيتكوين لن يجعل أمريكا عظيمة، وما سيساعد هذا البلد على الاستمرار في التميز هو السيطرة على الديون والعجز المالي".