رغم التقديرات الإسرائيلية التي تتحدث عن إمكانية إنهاء الحرب على
غزة، والتوصل إلى تسوية معقولة في لبنان، واقتراح مسار يؤدي لإقامة دولة
فلسطينية ما، لكن المخاوف لدى قطاعات واسعة بينهم ما زالت قائمة، وتعتمد على أنه طالما أن اليمينيين لديهم في السلطة، فإن الأفق السياسي أمام
الاحتلال سيبقى مسدودا، ووضعه الدولي آخذ في التدهور.
البروفيسور دانييل فريدمان وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق، أكد أن "الاحتلال اعتاد على وضعه المتراجع داخل الأمم المتحدة، ولا يمكن إحصاء عدد الإدانات التي تلقاها، والقرارات المتعددة التي صدرت ضده من المنظمات الدولية والهيئات التابعة لها، لكن وضعه مؤخرًا ساء أكثر عندما وصلت قضيته للمحاكم الدولية".
وتابع: "لا توجد دولة في العالم تعاني من وضع مماثل، ولا توجد دولة في العالم تتلقى مثل هذه المعاملة السلبية، ولعل خلفية ذلك تكمن في أن دولة الاحتلال تقع في قلب العالم العربي".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة
معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "منذ يوم تأسيسها، وجدت الصهيونية نفسها في صراع مع الفلسطينيين والعرب في الداخل والخارج، وكان آباؤها مقتنعين بأنهم يواجهون صراعاً قومياً، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، انهارت الإمبراطورية العثمانية التي حكمت المنطقة، وكان من الطبيعي أن يتطور لدى العرب، كغيرهم من الشعوب، مشاعر قومية، وسعى القادة الصهاينة للتعامل مع هذا التطور، من خلال حديث زئيف جابوتنسكي عن "الجدار الحديدي".
وأشار القاضي موشيه لاندوي، الرئيس السابق للمحكمة العليا، "بأنه من وجهة نظر الإسلام، فإن فلسطين بأكملها أرض وقف، وملكية مخصصة لله، ولا ينبغي إعطاء اليهود موطئ قدم للسيطرة على هذه الأرض، بل يجب طردهم منها."
وأوضح أن "العالم الإسلامي ضخم، وتتزايد قوته، وانتشار الإسلام لم يتحقق بقوة السيف فقط، واختارت العديد من القبائل المنغولية والتترية والتركية اعتناقه، وهذه الدول الإسلامية، والعديد منها قوية، تتعاطف مع العرب والفلسطينيين، وهو واقع يزيد من "دونيّتنا" على المستوى الدولي، والنتيجة أنه عندما يهاجم العرب دولة الاحتلال، فلا توجد قوة دولية لوقفهم".
وحذر مما أسماه "الغفلة الإسرائيلية عن خطر حقيقي له عواقب على الساحة الدولية يتمثل بتعزيز دين الإسلام، فعدد المسلمين في العالم يتزايد، ويقترب الآن من ملياري نسمة، وحصتهم النسبية من مجموع سكان العالم، وعدد الدول الإسلامية اليوم قرابة 50 دولة، وحتى في البلدان غير الإسلامية، بما فيها أمريكا وأوروبا، يتزايد السكان المسلمون، ويتزايد نطاقهم ونفوذهم، حتى إيران، صديقة إسرائيل السابقة، مرت بثورة إسلامية أصبحت عدواً لدوداً لها، وتركيا التي مرت بمرحلة العلمنة بداية القرن العشرين، عادت لأحضان الإسلام".
وأشار أن "الدعوات للجهاد بين المسلمين حول العالم تتردد على أعلى المستويات، وهناك جماهير كبيرة مستعدة للقتال باسم الإسلام، وليس من المستغرب أن يتم ذكر المسجد الأقصى مراراً وتكراراً في دعوات حماس وحزب الله للحرب على إسرائيل".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف التقرير أن "هذه أماكن تم التأكيد عليها في كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد الاحتلال، وفي ظل هذه الظروف، أصبحت تصرفات الوزير إيتمار بن غفير في المسجد الأقصى خطرا حقيقيا على دولة الاحتلال، ويبدو أنها غافلة عن وجود هذا الخطر، كما كانت عمياء عن خطر حماس".