أكدت صحيفة "
وول ستريت جورنال" الأمريكية،
اليوم الأحد، في تقرير لها، أن الطريقة التي "مات بها" رئيس المكتب
السياسي لحركة حماس يحيى
السنوار، دفعت العديد من الفلسطينيين والعرب إلى إعادة
تقييم رضاهم عن شخصيته.
وأضافت الصحيفة أن "هذا يضع بعض الحكومات في
مأزق بسبب ردود الفعل"، موضحة أن "السنوار حظي في موته بدعم أوسع من ما
كان عليه عندما كان على قيد الحياة"، على حد قولها.
ونقلت الصحيفة عن محللين، أن السعودية والأردن ومصر، حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين، في وضع حساس بشكل خاص، بسبب تعاطف قطاعات كبيرة
من السكان مع القضية الفلسطينية.
استمرار التحدي
وذكر وزير الخارجية الفلسطيني السابق، ناصر القدوة،
أن "وجود السنوار فوق الأرض كمقاتل يشكل فرقا بالنسبة للناس في العالم
العربي"، مبينا أن "الطريقة التي مات بها تدحض الرواية الإسرائيلية بشأن
تخلي السنوار عن شعب
غزة".
وقال مسؤول عربي كبير مشارك في مفاوضات وقف إطلاق
النار للصحيفة: "فوجئنا بنشر إسرائيل لقطات مقتل السنوار؛ لأنها تساهم في
استمرار التحدي لدى الفلسطينيين والمسلحين في غزة".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن "إسرائيل لم تأخذ في الاعتبار كيف
يمكن لنشر تلك اللقطات أن تنشط الجمهور الفلسطيني وجزءا كبيرا من المنطقة".
قلق إسرائيلي
من جهته، لفت مسؤولون سعوديون إلى أن المملكة اعتقلت
بشكل متقطع أشخاصا، لتظاهرهم من أجل القضية الفلسطينية على مدار العام الماضي،
فيما تسعى "إسرائيل" إلى تطبيع العلاقات مع الرياض، وتشعر بالقلق من أن
الدعم للفلسطينيين قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية.
وفي مصر، أشارت الصحيفة نقلا عن مسؤولين مصريين، أن
القاهرة اعتقلت ما لا يقل عن 120 شخصا في الأشهر الأخيرة، بسبب احتجاجهم دعما
للفلسطينيين، وخوفا من تحول الاحتجاجات الصغيرة إلى حركة تدعو إلى تغييرات حكومية
في مصر.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الجمعة، بشكل
رسمي استشهاد رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، بعد اشتباك خاضه مع قوات
الاحتلال
في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وذكرت حركة حماس في بيان نعي للسنوار: "بكل
معاني الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة، تنعى الحركة إلى شعبنا الفلسطيني وإلى
أمتنا جميعا وأحرار العالم، رجلا من أنبل الرجال وأشجع الرجال، رجلا كرس حياته من
أجل فلسطين، وقدم روحه في سبيل الله على طريق تحريرها، صدق الله فصدقه الله،
واصطفاه شهيدا مع من سبقه من إخوانه الشهداء".
ووصفت حماس السنوار بأنه "قائد وطني كبير ورئيس
مكتبها السياسي وقائد معركة طوفان الأقصى"، مشيرة إلى أنه "ارتقى بطلا
شهيدا، مقبلا غير مُدبر، مُمْتَشقا سلاحه، مشتبكا ومواجها لجيش الاحتلال في مقدّمة
الصفوف، يتنقل بين كل المواقع القتالية، صامدا مرابطا ثابتا على أرض غزَّة
العزَّة، مدافعا عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهما في إذكاء روح الصُّمود والصَّبر
والرّباط والمقاومة".