قالت صحيفة "هآرتس" العبرية؛ إن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تعرض أسرار الجيش الإسرائيلي بالبث الحي والمباشر، قبيل الهجوم المحتمل ضد
إيران.
وأضافت الصحيفة في مقال نشره رئيس تحريرها ألوف بن،
أن "كل ما يمكن فهمه من وثائق المخابرات الأمريكية التي تم تسريبها الأسبوع
الماضي، والتي جاءت فيها بالتفصيل جهود المراقبة لاستعدادات إسرائيل لمهاجمة
إيران، تقدم كشفا فريدا من نوعه، الأعمق حتى الآن، للنشاطات السرية للجيش
الإسرائيلي".
وتابعت: "تكشف الوثائق أيضا المتابعة الدقيقة
التي تقوم بها الولايات المتحدة لصديقتها وحليفتها. للمرة الأولى تم تسريب معلومات
كهذه في الوقت الحقيقي"، مشيرة إلى أن "الوثائق رصدت مناورة جوية كبيرة
أجريت قبل أيام، قبيل الهجوم على إيران الذي لم يتم تنفيذه بعد".
وذكرت أننا "لم نشاهد في أي يوم شيئا يشبه
ذلك"، مؤكدة أن
التسريبات السابقة كانت تتضمن معلومات من الأرشيف، لكن
التسريبات الأخيرة حية ومباشرة للحدث.
ونوهت إلى أنه "من غير المعروف من الذي سلم
الوثائق، لكن هناك تقارير تتحدث أن المشتبه فيها بالتسريب هي مديرة في
البنتاغون"، لافتة إلى أن جهات أمريكية نفت هذه التقارير، فيما سارع البيت
الأبيض لتأكيد أن الوثائق صحيحة، وأنه سيفتح تحقيقا لمعرفة المصدر.
إظهار أخبار متعلقة
وبيّنت "هآرتس" أنه "حتى لو أن
الإدارة الأمريكية لم تبادر هي نفسها إلى عملية النشر، إلا أنها تحملت المسؤولية
بواسطة الأسلوب المجرب الذي يتمثل بالصدمة والتحقيق، والمعروف أيضا من عمليات
الحرب النفسية لجهاز الأمن في إسرائيل".
وبحسب تقدير الصحيفة الإسرائيلية، فإن "النشر
يعطي الأمريكيين أداة لكبح حماسة إسرائيل للهجوم، ردا على إطلاق
الصواريخ
البالستية الإيرانية، وربما أيضا تعزيز الردع أمام إيران، التي ربما ستخاف من الهجوم
المتوقع، وتعمل من أجل وقف إطلاق النار وتهدئة التوتر في كل الجبهات المشتعلة في
المنطقة".
وشددت الصحيفة على أن الوثائق تعرض بالتفصيل أخبار
حيوية أو تفصيل الأهداف الاستخبارية الأمريكية لمتابعة الأذرع الطويلة لإسرائيل،
مضيفة أن المخابرات الأمريكية تبحث عن أدلة عن العملية التي يمكن أن تشمل إطلاق
صواريخ بعيدة المدى بواسطة طائرات، أو استخدام وحدات خاصة على الأرض، وربما
الاستعداد لهجوم نووي ضد إيران.
ولفتت إلى أنه وفقا للوثائق الأمريكية، فإنه لم يتم
تشخيص أي دلائل تشير إلى أن إسرائيل تنوي استخدام السلاح النووي في هجومها ضد
إيران، منوهة إلى أن الأمريكيين أشركوا جزءا من المعلومات مع شركائهم في الدول
المتحدثة باللغة الإنجليزية، ولكن ليس جميعهم يحصلون على كل شيء.
وتابعت: "صواريخ يريحو والمنظومة النووية
الإسرائيلية، تقتصر على الأمريكيين فقط. البريطانيون يحصلون على شيء معين أكثر،
مثلا التقارير عن المسيرات السرية في قاعدة رامون"، مضيفة أن "مناورات
سلاح الجو ومعالجة الصواريخ الهجومية في حتسريم ورمات دافيد يتم الإبلاغ عنها
لكندا وأستراليا ونيوزيلاندا".
إظهار أخبار متعلقة
وأردفت بقولها: "الوثائق لا تذكر دولا أخرى مثل
أعضاء الناتو، الذين يحصلون على مقاربة للمعلومات عن إسرائيل"، مبينة أن
"الكشف الأساسي في الوثائق، هو أن سلاح الجو الإسرائيلي تم تزويده بنوعين من
صواريخ بالستية بعيدة المدى لإطلاقها بواسطة الطائرات، وهي "روكس" لرفائيل، التي ترتكز إلى صاروخ "أنكور" الذي كشف عنه قبل بضع سنوات، و"أفق
ذهبي" الذي لم يتم الكشف عنه حتى الآن".
ووفقا لـ"هآرتس"، فإن الأمريكيين لاحظوا
وجود عشرات الصواريخ كهذه في قاعدة "حتسريم"، وربما في قاعدتي
"رمات دافيد" و"رامون"، موضحة أن "صواريخ أنكور تم
تطويرها كأهداف تجربة لمنظومات الدفاع الإسرائيلية، وتشبه في طيرانها صواريخ سكاد
وشهاب الإيرانية، وصواريخ حيتس سيتم فحصها من حيث قدرتها على اعتراضها".
وأشارت إلى أن "الصواريخ الأكبر في هذه السلسلة
يمكن أن تصل إلى مسافة 1500 – 2000 كم، وهذا يكفي للطيران من إسرائيل إلى إيران وإصابة
الهدف بشكل دقيق".
ونوهت إلى أنه "في الربيع الماضي من هذه السنة، ادعت منشورات أجنبية بأن إسرائيل أطلقت صاروخا واحدا كهذا نحو إيران، الذي دمر جهاز
رادار بطاريات الدفاع الجوي ردا على هجوم المسيرات والصواريخ الإيرانية في 14
نيسان. ولكن الآن تنشر المخابرات الامريكية بأنه منذ 8 تشرين الأول سلاح الجو أخرج
من المخازن على الأقل 40 صاروخ روكس، و16 صاروخ أفق ذهبي، قبيل مناورة هجومية في إيران".