اعتبر مسؤول عسكري
إسرائيلي أن دخول
لبنان في "اتفاقيات أبراهام"، وليس مجرد "منع إعادة بناء
حزب الله"، هو أمر واقعي للغاية يستلزم سرعة تغيير توجيه الجهد الدبلوماسي، وذلك على خلفية استمرار "المناورات البرية" في لبنان والفرصة الناتجة عن ذلك.
وقال النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في شعبة التخطيط في جيش الاحتلال وعقيد الاحتياط في جيش الاحتلال عميت ياغور، إن "دخول لبنان في اتفاقيات أبراهام، هو أمر واقعي للغاية، ويجب بسرعة تغيير توجه الجهد الدبلوماسي في لبنان الذي هو بمثابة الورقة الحاسمة في هذه الحرب وساحة اللعب الصغيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والواقع الإقليمي الجديد من جهة وإيران ومحور المقاومة والنظام القديم من جهة أخرى".
وفي مقال نشرته صحيفة "
معاريف" أضاف ياغور: "سأقول هذا بحذر - لا أعتقد أن صانعي القرار، خاصة في الولايات المتحدة، يدركون مدى أهمية ذلك للواقع الإقليمي الجديد بعد الحرب وإمكانية خلق شيء مختلف تماما في لبنان.. جديد تمامًا وليس مجرد تحسين للوضع الحالي".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أنه "في هذه الأيام، يتشكل الجهد الدبلوماسي في الشمال، وهو في مراحل متقدمة، بينما يستمر الجهد العسكري، وهو على وشك الانتهاء بشكله الحالي".
ونقل عن صحيفة "الأخبار" اللبنانية كشفها "بعض التفاصيل خلف الكواليس عن الجهود الأمريكية في لبنان، وتبين أن سفيرة الولايات المتحدة في لبنان، ليزا جونسون، بدأت عقد لقاءات مع السياسيين والقادة الطائفيين اللبنانيين، وقالت لهم: إسرائيل لا يمكنها الحصول على كل شيء في الحرب... حان الوقت لكي تقوموا بدوركم وتطلقوا انتفاضة داخلية، على الشعب اللبناني إظهار رغبته في التخلص من حزب الله".
وتساءلت السفيرة بحسب ما نقل المقال: "لماذا تبدون خائفين؟ حزب الله مهزوم، قيادته مشلولة، نحن معكم والعالم الحر بأسره يقف إلى جانبكم.. نحن لا نريد فقط الحد من تأثير حزب الله، بل سنهاجم خطوط دعمه وسنعمل بلا توقف لإسقاط النظام في إيران".
وذكرت أن الولايات المتحدة تعمل على ترشيح قائد الجيش، الجنرال جوزيف عون، ليكون رئيسًا للبنان، وقالت مضيفة: "سيعين قائدًا قويًا للجيش اللبناني، وسنساعده، الجيش سيكبح جماح كل مناصري حزب الله، وستحصلون على الدعم الكامل من الدول العربية والغرب، لكن حان الوقت للتحرك الآن".
ووفقًا للتقارير، فقد قدمت "إسرائيل" الشروط الآتية: "يجب أن يعمل الجيش اللبناني على تفكيك البنى التحتية المتبقية لحزب الله في المنطقة الممتدة حتى نهر الليطاني، وستبقى قوات الجيش الإسرائيلي في لبنان حتى يتم الانتهاء من هذه الخطوة".
واعتبر ياجور أنه "لهذا السبب، من الخطأ الاكتفاء بهدف منع إعادة بناء حزب الله كغاية للجهود الدبلوماسية في لبنان، فهذا هدف صغير ومؤقت، وقد تم الوصول إليه سابقا بعد حرب لبنان الثانية، ولكنه تآكل بمرور الزمن".
وأضاف أن "الهدف يجب أن يكون تأسيس واقع جديد للبنان ضمن إطار إقليمي جديد ومستقر، وليس فقط إبقاء حزب الله تحت السيطرة، ولا يمكن اعتبار لبنان وسوريا دولتين منفصلتين بشكل مطلق، نظرا للروابط العميقة بينهما والتي تسهّل النفوذ الإيراني في كليهما، لذا، فتحقيق استقرار في لبنان يستلزم أيضا تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا".
وأشار إلى أن "قوات اليونيفيل أثبتت مع الوقت عدم فعاليتها في منع إعادة تسليح حزب الله، بل إن وجوده قد يمثل نوعا من الغطاء الذي يتيح للأمور أن تبقى على ما هي عليه.. والقوات الأممية تتألف من جنسيات مختلفة لا تتحدث العربية ولا تملك فهما عميقا للوضع المحلي، ما يجعلها أقل فعالية في تنفيذ مهمتها".
وبين أنه "إذا كان الهدف هو إنقاذ لبنان من قبضة إيران بشكل دائم، فإنه يجب التفكير في دمجه ضمن اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل.. وهذا سيوفر للبنان دعما اقتصاديا وسياسيا من دول المنطقة، ويعزله عن محور المقاومة ويفتح أمامه فرصا اقتصادية واستثمارية يحتاجها بشدة".
وقال: "يتوجب على إسرائيل أن تعلن نيتها في إقامة علاقة طبيعية مع لبنان، وتؤكد أنها لن تقبل بأي اتفاق أقل من ذلك، وعلى لبنان من جهته، أن يسعى لدمج جيشه ضمن إطار عسكري يساهم في حفظ استقراره وبدعم من دول اتفاقيات أبراهام".
وطالب ياغور بأن "تشترط إسرائيل أن تكون لها القدرة على فرض منع إعادة تسليح حزب الله بنفسها، وأن يُفرض حظر فعال على الأسلحة في لبنان برا وجوا وبحرا، على أن تتضمن المبادئ الأساسية: قيام إسرائيل بتنفيذ فرض الإجراءات بنفسها باستخدام القوة النارية، إلى جانب العمل على الحدود السورية اللبنانية لوقف تهريب الأسلحة من إيران، ودفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وتعزيز دور قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل بدور فاعل أكثر، بمشاركة أمريكية كبيرة في آلية تنفيذ الاتفاق".
وأضاف أنه من جانب حزب الله، يحاول الحزب "بث رسالة استمراره وقدرته العالية على العمل، مع تعيين نائب الأمين العام نعيم قاسم، الذي لم يشارك سابقا في الجانب العسكري، ليحل محل الأمين العام حسن نصر الله، واستمرار تعيين ضباط من الحرس الثوري الإيراني في صفوفه، إلى جانب استمرار عمليات إطلاق النار باتجاه إسرائيل وإعلانه أنه لن يقبل الدخول في مفاوضات تحت ضغط النيران".
ورغم ذلك، فقد اعتبر ياغور أن الأمور بدأت تتحرك، وربما يصل قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) إلى إسرائيل لبحث ليس فقط موضوع إيران، بل أيضًا آلية فرض الإجراءات العسكرية في لبنان، مع ذلك، فإن هناك مخاوف من أن الفرصة الإستراتيجية الكبيرة التي تتيحها الأوضاع الحالية، والتي تمثل إمكانية لتغيير النظام الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط ما بعد الحرب، قد لا يتم استغلالها بالشكل الأمثل".
اظهار أخبار متعلقة
وزعم أن "لبنان يمثل حاليا معركة دبلوماسية شرسة بين الولايات المتحدة وإيران، وبين المحور المعتدل ومحور المقاومة، وهو مرآة مصغرة للحرب بأكملها، ومن المتوقع أن المنتصر في هذه المعركة في لبنان سيحقق النصر أيضا في المعركة الإقليمية، ما سيشكل واقعا جديدا ومختلفا في الشرق الأوسط بعد الحرب".
وذكر أنه "يجب على الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة توجيه تمويل لإعادة بناء لبنان، مع وجود مراقبة فعالة من دول اتفاقيات أبراهام لضمان عدم استغلال هذه الموارد في تقوية حزب الله، بل لإعادة بناء المؤسسات المدنية والاقتصادية للبنان".
وزعم أنه "في هذه الظروف، قد يكون للبنان دور جديد كدولة محورية في النظام الإقليمي الجديد الذي يمكن أن يغير وجه الشرق الأوسط، مستفيداً من دعم الغرب ودول المنطقة المعتدلة في مواجهة النفوذ الإيراني".
وقال إن "هذا التوجه الجديد يتيح للبنان الانضمام إلى إطار سلام إقليمي يعمل على تحقيق استقرار حقيقي وشامل، ويمنح الشعب اللبناني بديلا عن الوضع القائم الذي يتسم بالضغوط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الناتجة عن سيطرة حزب الله والنفوذ الإيراني، وذلك من خلال انضمام لبنان إلى الاتفاقيات، سيتمكن من تجاوز الأزمات المتتالية التي تعصف به، والحصول على دعم من الدول العربية والإقليمية التي تطمح لرؤية شرق أوسط خالٍ من التوترات التي تثيرها سياسات إيران التوسعية".