تواصلت
مجازر الاحتلال الدموية في قطاع
غزة، اليوم
الأربعاء، وتجددت في محافظات شمال غزة، والتي تشهد إبادة وتطهيرا عرقيا منذ 33
يوما، فيما كشفت سلطة جودة البيئة الفلسطينية عن كمية القنابل التي ألقاها
الاحتلال على القطاع طيلة فترة حرب الإبادة التي بدأت في 7 أكتوبر لعام 2023.
واستشهد ستة فلسطينيين وأصيب آخرون، بقصف إسرائيلي
استهدف منزلا ومدرسة تؤوي نازحين بمحافظة شمال غزة، وتحديدا في بلدة بيت لاهيا.
وطال قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة "حليمة
السعدية" في جباليا النزلة، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني على الأقل، وإصابة خمسة آخرين.
حصار مشدد
وبدأ الجيش الإسرائيلي في 5 أكتوبر/ تشرين الأول
الماضي، قصفا غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاحها بذريعة "منع
حركة حماس من استعادة قوتها"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في
احتلال المنطقة وتهجيرهم.
وفرض الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع هذه العملية
حصارا مشددا على المحافظة مانعا الدخول والخروج منها أو من أي منطقة أخرى لمخيم
جباليا، إلا عبر حواجز نصبها حيث يتم تفتيش المواطنين النازحين لغزة والجنوب.
اظهار أخبار متعلقة
وتسببت هذه الإجراءات الإسرائيلية المشددة في
إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، وتوقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف
التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وفي سياق متصل، أعلنت سلطة جودة البيئة الفلسطينية،
الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي أسقط أكثر من 85 ألف طن من القنابل على قطاع غزة
منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفر عن تدمير واسع وتلوث الأراضي الزراعية، ما
يعيق الزراعة لعقود.
وفي بيان بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة
في الحروب والصراعات العسكرية الذي يصادف 6 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام بقرار
من الأمم المتحدة، ذكرت السلطة أن "ما أسقط على غزة يتجاوز ما تم إسقاطه في الحرب العالمية الثانية".
وأضافت أن "قصف الاحتلال المستمر أدى إلى تدمير
مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وتلوث التربة بمواد كيميائية سامة تعيق الزراعة
لعقود".
الفسفور الأبيض
وأوضحت أن "الاحتلال استخدم بعدوانه جميع أنواع
الأسلحة والقذائف، أبرزها الفوسفور الأبيض، الذي يحظره القانون الدولي، حيث إنه يستهدف
مكونات البيئة مسببا أضرارا بيئية جسيمة تهدد حياة الإنسان والكائنات الحية".
ولفتت إلى أن "الأضرار التي لحقت بالبنية
التحتية لمصادر المياه أدت إلى تسرب المياه الملوثة إلى الأحواض الجوفية، ما ينذر
بكارثة صحية وبيئية تهدد مئات الآلاف من السكان لعقود".
وفي الضفة الغربية، أفاد البيان بأن
"المستوطنات والتدريبات العسكرية لجيش الاحتلال تشكل خطرا كبيرا على البيئة،
إذ تتعرض مساحات شاسعة من الأراضي للاستيلاء والتجريف واقتلاع الأشجار والرعي
الجائر".
وأضاف أن "المخلفات الناتجة عن تدريبات
الاحتلال تلحق الضرر بمصادر المياه وتلوث الهواء، ما يؤدي إلى تفاقم التدهور
البيئي، حيث تقدر المستعمرات بأنها تضخ نحو 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة
غير المعالجة سنويًا في الأرض الفلسطينية".
ودعت سلطة جودة البيئة الأمم المتحدة والمجتمع
الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان المستمر ومنع استغلال البيئة لأغراض
عسكرية، وتطبيق القوانين الدولية.
وخلفت حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة أكثر من
146 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار
هائل ومجاعة قاتلة.