دعا نواب في كوريا الجنوبية، الأربعاء، إلى عزل الرئيس يون سوك يول الذي أقدم على مغامرة غير محسوبة الثلاثاء، بإعلانه الأحكام العرفية في البلاد، وإسناد تطبيقها لقوات الجيش التي نزلت إلى الشارع.
وبعد أن أعلن الأحكام العرفية، تراجع عنها بعد ساعات، ما أثار أكبر أزمة سياسية منذ عقود في رابع أكبر اقتصاد في آسيا.
وهرع النواب إلى البرلمان، لا سيما نواب المعارضة، للتصويت على إلغاء الأحكام العرفية، فيما اقتحمت قوات مسلحة مبنى البرلمان في العاصمة سيئول.
مقترح عزل الرئيس
وقال ائتلاف من المشرعين من أحزاب المعارضة إنه يعتزم تقديم مشروع قانون لعزل يون اليوم والذي يجب التصويت عليه في غضون 72 ساعة.
وقال هوانغ أون ها، أحد النواب في الائتلاف لصحفيين: "يجب على البرلمان أن يركز على تعليق أعمال الرئيس على الفور لإقرار مشروع قانون العزل في أقرب وقت ممكن".
اظهار أخبار متعلقة
وذكر يون في "خطاب الانقلاب" أنه تم تقديم 22 طلب إقالة ضد مسؤولين حكوميين منذ توليه منصبه في أيار/ مايو 2022، وأن المعارضة حاولت عزله عشر مرات في البرلمان منذ حزيران/ يونيو الماضي.
ويمكن للجمعية الوطنية عزل الرئيس إذا صوت أكثر من ثلثي المشرعين لصالح ذلك. ثم تعقد المحكمة الدستورية محاكمة، ويمكن أن تؤكد ذلك بتصويت ستة من القضاة التسعة.
ويسيطر حزب يون على 108 فقط من المقاعد في الهيئة التشريعية المكونة من 300 عضو، والتي تسيطر عليه المعارضة.
وإذا استقال يون أو أقيل، فإن رئيس الوزراء هان داك سو سيتولى منصب الرئيس لحين إجراء انتخابات جديدة.
استقالات جماعية
وقدّم عدد من كبار معاوني الرئيس يون "استقالاتهم بشكل جماعي" الأربعاء، بحسب ما أفادت به وكالة "يونهاب" للأنباء.
وقالت الوكالة إنّ "معاونين مهمّين لـ يون" يتقدّمهم رئيس ديوان الرئاسة جيونغ جين-سيوك "قدّموا استقالتهم بشكل جماعي"، دون مزيد من التفاصيل.
وقدم وزير الدفاع، كيم يونج هيون، الأربعاء، اعتذاره إلى مواطني بلاده، معربا عن نيته الاستقالة.
وبحسب وكالة يونهاب الرسمية الكورية، فقد اعتذر وزير الدفاع كيم للمواطنين في بيان صدر عنه، بسبب إثارة القلق والفوضى جراء إعلان الأحكام العرفية.
وأضاف وزير الدفاع أن "الجنود الذين كانوا يؤدون واجباتهم فيما يتعلق بالأحكام العرفية، تلقوا كافة التعليمات من الوزير"، مبينا أنه يتحمل المسؤولية الكاملة وأنه أبلغ الرئيس بنيته الاستقالة.
تخبط وفوضى
وقال يون للأمة في خطاب تلفزيوني إن الأحكام العرفية ضرورية للدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة كوريا الشمالية.
وتبع ذلك مشاهد فوضوية، إذ تسلق جنود مبنى البرلمان من خلال النوافذ المحطمة وحلقت مروحيات عسكرية في السماء. وحاول معانون في البرلمان إبعاد الجنود باستخدام طفايات الحريق، واشتبك المتظاهرون مع الشرطة في الخارج.
وقال الجيش إن أنشطة الأحزاب السياسية ستحظر، وإن وسائل الإعلام والنشر ستكون تحت سيطرة الأحكام العرفية.
تقلبات في الأسواق
ومن المتوقع حدوث المزيد من الاحتجاجات الأربعاء مع اعتزام أكبر ائتلاف نقابي في كوريا الجنوبية، الاتحاد الكوري للنقابات العمالية، عقد تجمع حاشد في سيئول وتعهده بالإضراب لحين استقالة يون.
وشهدت الأسواق المالية تقلبات، مع هبوط الأسهم الكورية الجنوبية بنحو اثنين بالمئة في وقت مبكر من اليوم الأربعاء، بينما استقر الوون عند حوالي 1418 للدولار، بعد أن هبط إلى أدنى مستوى له في عامين.
اظهار أخبار متعلقة
وعقد وزير المالية تشوي سانغ موك ومحافظ بنك كوريا ري تشانغ يونغ، اجتماعات طارئة خلال الليل ووعدت وزارة المالية بدعم الأسواق إذا لزم الأمر.
وقالت الحكومة في بيان" "سنضخ سيولة غير محدودة في الأسهم والسندات وسوق النقد قصيرة الأجل وكذلك سوق النقد الأجنبي في الوقت الحالي حتى يتم تطبيعها بالكامل".