سياسة عربية

بعد هروب بشار.. كيف تفاعل الغرب مع سقوط نظام البعث السوري؟

توالت وتباينت ردود الأفعال الدولية بعد سقوط نظام بشار الأسد- جيتي
توالت وتباينت ردود الأفعال الدولية بعد سقوط نظام بشار الأسد- جيتي
توالت وتباينت ردود الأفعال الدولية بعد سقوط نظام بشار الأسد ونظام البعث في سوريا الأحد.

وأعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريقه يتابعون التطورات في سوريا "عن كثب".

وجاء ذلك في منشور للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، شون سافيت، على منصة "إكس". وأشار سافيت إلى أن بايدن وفريقه يتابعون "التطورات الاستثنائية" في سوريا بشكل دقيق، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي يواصل اتصالاته الوثيقة مع الشركاء الإقليميين.

ترامب: الأسد فقد الدعم الروسي
أما الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب،قال ، إن رئيس النظام السوري "فرّ من بلاده" بعدما فقد دعم حليفته روسيا.

وكتب ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أن "الأسد رحل"، مضيفاً أن "حاميته، روسيا، روسيا، روسيا التي يرأسها فلاديمير بوتين، لم تعد تكترث لحمايته بعد الآن".
هل هناك شيء آخر يمكنني مساعدتك به؟

تباين ردود الفعل الإسرائيلية
كما تباينت ردود الفعل في دولة الاحتلال الإسرائيلي، على سقوط النظام في سوريا. تضمنت هذه الردود دعوات لإعادة احتلال مناطق سورية بذريعة تأمين الجولان المحتل.

طالب وزير الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، بإعادة احتلال قمة منطقة جبل الشيخ السورية، بينما دعا وزير التعليم، يوآف كيش، إلى تأجيل شهادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محاكمته بقضايا فساد المقررة بعد غد الثلاثاء.

وقال شيكلي على منصة "إكس": "الأحداث في سوريا بعيدة كل البعد عن أن تكون سبباً للاحتفال. وعلى الرغم من تغيير اسم هيئة تحرير الشام وزعيمها أحمد الشرع، فإن خلاصة القول هي أن معظم سوريا أصبحت الآن تحت سيطرة الجماعات التابعة لتنظيمي القاعدة وداعش"، على حد زعمه.

وأضاف أن "البشرى الجيدة هي تعزيز قوة الأكراد وتوسيع سيطرتهم في شمال شرق البلاد منطقة دير الزور".

وتابع قائلاً: "من الناحية العملية، يجب على إسرائيل تجديد سيطرتها على قمة جبل الشيخ وإنشاء خط دفاع جديد على أساس خط وقف إطلاق النار لعام 1974، ويجب ألا نسمح للجهاديين بالتموضع بالقرب من مستوطناتنا".

قال وزير التعليم الإسرائيلي على منصة "إكس": "في ضوء التغيير الاستراتيجي الذي شهدته منطقتنا بعد سقوط نظام الأسد، وحالة عدم اليقين والتحديات العديدة التي تواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإسرائيل، أدعو القضاة ومكتب النائب العام إلى إعادة النظر في تأجيل مثول رئيس الوزراء أمام المحكمة لمدة 3 أشهر".

واعتبر كيش أن "الإصرار على إجراء المحاكمة خلال هذه الفترة سيكون خطأ".

من جانبه، قال عضو الكنيست إسحاق كرويزر من حزب "عوتسما يهوديت (قوة يهودية)" على "إكس": "تشرق الشمس على كرمتي المحاذية للحدود السورية، وتسلط الضوء على قوة ارتباطنا بأرض إسرائيل".

اظهار أخبار متعلقة


واعتبر أن سقوط نظام الأسد في سوريا "يبشر بعهد جديد في المنطقة". وأضاف: "نحن هنا لنبقى، نبني، نزرع، ونزدهر. الجولان لنا إلى الأبد"، وفق زعمه.

دعوة لإنشاء تحالف إقليمي
وقد دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إلى إنشاء تحالف إقليمي لمواجهة التحديات التي قد تنشأ جراء سقوط نظام الأسد. وقال لابيد على منصة "إكس": "في مواجهة الأحداث في سوريا، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى إنشاء تحالف إقليمي قوي، مع السعودية ودول اتفاقات أبراهام، للتعامل مع عدم الاستقرار الإقليمي".

وأضاف: "لقد ضعف المحور الإيراني بشكل كبير، وتحتاج إسرائيل إلى السعي لتحقيق إنجاز سياسي شامل يساعدها أيضًا في غزة والضفة الغربية".

اظهار أخبار متعلقة


القواعد العسكرية الروسية بحالة تأهب
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان الأحد، أن رئيس النظام السوري قد ترك منصبه وغادر البلاد، بعد أن أصدر أوامره بتسليم السلطة سلمياً. ولم تحدد الوزارة مكان وجود الأسد حالياً.

وأضافت الوزارة أن روسيا لم تشارك في المحادثات بشأن رحيله. وأوضحت أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا قد وُضعت في حالة تأهب قصوى، لكنها أكدت عدم وجود تهديد خطير في الوقت الحالي. كما أشارت إلى أن موسكو على اتصال بجميع جماعات المعارضة السورية، وحثت جميع الأطراف على الامتناع عن العنف.

تركيا: لا مستقبل لداعش وحزب العمال
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده لم تتواصل مع النظام السوري قبل سقوطه، مشيرًا إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان حاول مد يده للنظام بقيادة بشار الأسد، لكن هذه الجهود باءت بالفشل. 

وفي مؤتمر صحفي عقده على هامش منتدى الدوحة، قال فيدان: "استيقظنا على مشهد جديد مع انهيار النظام السوري. كان على الحكومة السورية السابقة استغلال فترة الهدوء لتمهيد الطريق أمام عملية سياسية، لكنها لم تفعل". وأوضح أن سورية الآن في مرحلة جديدة، مع وجود أمل في إدارة شاملة يقودها الشعب السوري لتشكيل مستقبل بلاده، داعيًا الأطراف السورية إلى التصرف بحكمة بعيدًا عن الانتقام.

اظهار أخبار متعلقة


وحذر فيدان من أن تنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني لن يكونا جزءًا من المرحلة المقبلة في سورية، مشددًا على أهمية ضمان أن لا تشكل سورية الجديدة تهديدًا لجيرانها. كما أشار إلى استمرار المناقشات مع الولايات المتحدة والتعاون مع مختلف الأطراف لتحقيق انتقال سياسي سلمي.

ورفض فيدان التعليق على مكان تواجد الرئيس المخلوع بشار الأسد، قائلاً: "ربما يكون خارج سورية، لكنني لست متأكدًا من مكانه".

بيدرسون: سيطرة المعارضة على دمشق لحظة فاصلة
وصف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، الأحد، سيطرة الفصائل المعارضة على دمشق بأنها "لحظة فاصلة" في تاريخ البلاد، منهيةً أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد. وأعرب بيدرسون، في بيان، عن "أمل حذر" إزاء مستقبل سوريا، مشيرًا إلى أن البلاد عانت لما يقرب من 14 عامًا من الموت والدمار والانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان.

وقال بيدرسون: "اليوم يفتح فصل جديد من السلام والمصالحة والكرامة والإدماج لجميع السوريين، رغم التحديات الهائلة التي تنتظرنا". ودعا الشعب السوري إلى الوحدة وإعطاء الأولوية للحوار واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان.

كما أكد بيدرسون أن تحقيق الانتقال السلمي يتطلب ترتيبات انتقالية مستقرة وشاملة، تضمن استمرار عمل المؤسسات السورية، استجابةً لرغبة ملايين السوريين في بناء مجتمع موحد وسلمي. وشدد على أهمية صمود الشعب السوري في إرساء مسار نحو مستقبل أفضل للبلاد.

اظهار أخبار متعلقة


الصين: نأمل باستعادة الاستقرار
وفي الموقف الصيني أعربت بكين، الأحد، عن أملها في أن تستعيد سوريا الاستقرار في أسرع وقت ممكن. وأفادت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها أن بكين تتابع عن كثب تطور الأوضاع في سوريا، وتأمل في تحقيق الاستقرار في البلاد بأسرع وقت ممكن.

فرنسا ترحب بسقوط النظام 

علق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون،  الأحد، على تخلي بشار الأسد عن حكم دمشق. وكتب عبر منصة "إكس" في تدوينة باللغة العربية: "لقد سقطت دولة الهمجية، أخيراً".

وتابع ماكرون: "أعبر عن تقديري لشعب سوريا لشجاعته وصبره. في هذه اللحظة المليئة بالشكوك، أتمنى لهم السلام، والحرية، والوحدة".

وأضاف الرئيس الفرنسي: "ستظل فرنسا ملتزمة بالأمن والاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

كما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان،  الأحد، أن فرنسا "ترحب بسقوط نظام بشار الأسد" بعد "أكثر من 13 عاماً من القمع العنيف ضد الشعب السوري".

وأضاف في بيان: "فيما لم يتوقف نظام بشار الأسد عن تحريض السوريين ضد بعضهم البعض، وفيما سوريا مقسمة ومشرذمة، حان وقت الوحدة". وأكد أن باريس "تحض جميع السوريين على الوحدة والمصالحة ونبذ كل أشكال التطرف".

وأوضح لوموان أن فرنسا تدعو إلى "احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها"، وعلى المستوى الداخلي، إلى "انتقال سياسي سلمي يحترم تنوع الشعب السوري ويحمي المدنيين وجميع الأقليات".

وتابع أن باريس تؤكد أنها "ستقوم بدورها كاملاً لمساعدة السوريين على إيجاد طريق المصالحة والإعمار عبر حل سياسي شامل، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي 2254".

اظهار أخبار متعلقة


ويضع هذا القرار، الذي أقر في 18 ديسمبر 2015، خارطة طريق مفصلة لحل النزاع السوري عبر عملية سياسية بقيادة السوريين وبتيسير من الأمم المتحدة، وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة.

ألمانيا تدعو  لحماية الأقليات
دعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، جميع الأطراف في سوريا إلى حماية الأقليات الدينية والعرقية في البلاد. وأكدت بيربوك،  الأحد، أن البلاد لا ينبغي أن تسقط في أيدي متطرفين آخرين، بغض النظر عن الهيئة التي يظهرون بها، مشددة على الحاجة إلى حماية شاملة للأكراد والعلويين والمسيحيين وغيرهم من الأقليات، وضرورة عملية سياسية تخلق توازنًا بين المجموعات المختلفة.

وأضافت بيربوك أن المجتمع الدولي مدعو الآن إلى مساعدة سوريا على الخروج من دائرة الحرب والعنف، مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية تجري تنسيقًا مكثفًا في هذا الشأن مع الأمم المتحدة، وشركائها في الاتحاد الأوروبي، وكذلك مع الأطراف الإقليمية الفاعلة والدول المجاورة لسوريا.

وتابعت بيربوك أن نهاية الأسد تعني بالنسبة لملايين السوريين أول تنفس كبير للصعداء بعد فترة طويلة من فظائع نظام الأسد، لافتة إلى أن مئات الآلاف من السوريين قُتلوا منذ عام 2011، فيما تم تهجير الملايين. واتهمت الوزيرة الألمانية الأسد بالقتل والتعذيب واستخدام الغازات السامة ضد الشعب السوري.

اظهار أخبار متعلقة


سوريا تحررتوفي فجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها بالكامل، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد.

وسبق ذلك، في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اندلاع معارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة في الريف الغربي لمحافظة حلب، حيث استطاعت الفصائل بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب. وفي الأيام التالية، حققت المعارضة تقدماً وسيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص، وأخيراً دمشق.
التعليقات (0)