ملفات وتقارير

يعيشون وسط الجحيم.. أي قوانين دولية لحماية الأطفال بغزة؟ (شاهد)

سلسلة طويلة من إجرام الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال- جيتي
سلسلة طويلة من إجرام الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال- جيتي
"وجدوا أنفسهم، قسرا، قد عايشوا ست حروب متتالية، وحصارا خانقا منذ عام 2007 مسّ كل شبر في القطاع، ناهيك عن حرب -الإبادة الجماعية- الجارية عليهم الآن" هذه نبذة مختصرة، عن الأطفال في غزة، البالغين هذه السنة 17 عاما.

بالإضافة إلى البرد القارس والمطر المُتهاطل، جحافل من دبّابات الاحتلال الإسرائيلي ومدرّعاته، تأخذ راحتها في الذهاب يُمنة ويسارا، لتقصف المدنيين، خاصة منهم الأطفال، أمام مرأى العالم، وأحيانا بتقنية المُباشر.

وأوضح المفوض العام لوكالة "الأونروا"، فيليب لازاريني، أنّ: "أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب نقص المأوى والبرد القارس". فيما دعا عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إلى وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بتدفق الإمدادات الأساسية الضرورية لفصل الشتاء، بما في ذلك الغذاء والأغطية والمواد الطبية.  

في هذا التقرير، تسلّط "عربي21" الضوء، على سلسلة طويلة من إجرام الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال وانتهاك مباشر لحقوق الإنسان واتفاقيات حقوق الطفل.


أي قوانين تحمي الأطفال؟ 
"ما الذي اقترفه الأطفال ليتم قتلهم بأبشع الطرق؟" بمثل هذا السؤال، أعرب عدد مُتسارع من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لأكثر من عام كامل، عن حزنهم المصحوب باليأس والغضب، من انتهاك حُرمة الطفولة بقلب القطاع الذي يشكّل فيه الأطفال 55 في المئة، استشهد منهم الآلاف، لحدود اللحظة.

وبموجب القانون الدولي الإنساني وقانون الحرب، يجب ألاّ يكون الأطفال هدفا للهجمات بأي حال من الأحوال في النزاعات والحروب، وأيضا فإن: "المدنيين الواقعين تحت سيطرة القوات المُعادية يجب أن يُعاملوا معاملة إنسانية في جميع الظروف، ودون أي تمييز ضار، ويجب حمايتهم ضد كل أشكال العنف والمعاملة المهينة.." غير أن الاحتلال يضرب كافة القوانين والاتفاقيات الدولية، عرض الحائط.

وفي انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان، رصدت "عربي21" عددا لا متناهيا من مشاهد الأطفال، التي تُزلزل الخاطر، وتجعل دقات القلب في سباق مع الزمن، إذ أن أطفال غزة، باتوا بين شهيد أو مصاب.



إلى ذلك، يعايش الأطفال، داخل القطاع المحاصر، ويلات الحرب التي لم تعد كلمة "قاسية" تصفها. فمن ينجو من الاستهداف المُباشر وغير المباشر، لا ينجو من فُقدان منزله، وربّما كامل أهله. 

كذلك، فإن من يصل منهم إلى المستشفى يصل وهو إمّا في وضع مُروع، أو يرتعش من الرّعب، وفي أهون الحالات تكون الدماء تغطي ملامحهم وأجسادهم الصغيرة. وهو ما يشكّل بدوره "جريمة حرب" وفقا للقوانين الدولية التي تنتهكها دولة الاحتلال الإسرائيلي. وهو ما أكّدته أيضا عدة منظمات دولية، تُعنى بحقوق الأطفال، من قبيل: "يونيسيف".


آلام لا تنتهي 
الطفل الذي يعيش في غزة، يعايش بشكل قسري، سلسلة مُتواصلة من الصدمات النفسية الدائمة والمتتابعة، وذلك في ظل انعدام الأماكن الآمنة للاختباء إلى أن تتوقف الهجمات.

وخلال الأشهر الأولى، من توالي الحرب الهوجاء للاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر، قال الطبيب النفسي في غزة، فاضل أبو هين، إنّ: "التأثير النفسي للحرب على الأطفال بدأ يظهر".


وأوضح أبو هين: "بدأوا يطوّرون أعراضا تتعلق بالصدمات النفسية الشديدة، مثل التشنجات، والتبول في الفراش، والخوف، والسلوك العدواني، والعصبية، وعدم ترك والديهم أبدا"، مردفا في حديثه لعدد من المواقع الإخبارية، أن: "الأطفال هم الأكثر تضررا، إثر عدم وجود أي مكان آمن".

"بعض الأطفال أعربوا عن مخاوفهم في العلن. وعلى الرغم من أنهم قد يحتاجون إلى تدخل فوري من قِبل الأطباء والخبراء النفسيين، فإنهم قد يكونون في حالة أفضل من الأطفال الآخرين الذين احتفظوا بالرعب والصدمة بداخلهم" بحسب الطبيب، خلال الأشهر الأولى، فكيف هو الوضع في اليوم الـ 460 على استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي، عليهم.

اظهار أخبار متعلقة


خلال 24 ساعة.. إليك الواقع 
بحسب الدفاع المدني ووزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، فقد استُشهد 25 فلسطينيا على الأقل، بينهم سبعة أطفال، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على خانيونس، وجباليا البلد، في قطاع غزة. 

وأعلن الدفاع المدني، عن: "استشهاد أربعة أطفال ونقل عشرين إصابة؛ إثر غارة من مسيرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين غربي مدينة خانيونس"؛ فيما قال شهود عيان لوسائل إعلام، إن مسيّرة إسرائيلية قصفت خيمة تؤوي نازحين في "مخيم وجدان" في مواصي خانيونس، ما أسفر عن استشهاد 4 أطفال وإصابة عدد كبير بجراح.


وفي بيان آخر، قبل ساعات قليلة، أعلن الدفاع المدني، عن: "انتشال جثث خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال إثر قصف الاحتلال لمنزل سكني بمنطقة قيزان، جنوب خانيونس".

وبدعم أمريكي، تواصل دولة الاحتلال الإسرائلي، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، اقتراف إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
التعليقات (0)