يوسف القرضاوي شيخي وشيخ ملايين المسلمين حول العالم، واعتز به وأشعر أن كل من يتطاول عليه يمسني شخصيا، وما يصدر عنه من آراء وفتاوى معتبرة لدي، ، وله مصداقية يحترمها الملايين، أما آراؤه السياسية فهي تنبع من رؤية شرعية معتبرة، ولا يلقي كلامه مرسلا بلا دليل، من الممكن أن تختلف معها، لكن هذا لا يغير من قيمته ومكانته العلمية شيئا..
أشعر بأسى عميق وأنا أرى الإعلام وقد امتلأ بشتائم واتهامات لهذا الشيخ الجليل لأنه صدع بكلمة الحق، أو لنقل ما يعتقد أنه الحق، وهذا حقه وليس لأحد أن يسلبه هذا الحق، وله أن يقارعه الحجة بالحجة لا أن يلجأ لشتمه أو رميه بالخيانة، أو صرف ادعاءات غريبة منسلخة عن العقل والمنطق، كقول الممثل حسن يوسف مثلا إنه مستلب ومخترق من قبل اليهود الذين وضعوا له شريحة في مخه!
من يهاجم الشيخ القرضاوي، فئات موتورة بلا استثناء، منهم من لا يؤمن أصلا بالإسلام فهو مارق منه، وقد وجد في «مهرجان» الاجتراء على عالم فاضل وكبير كالقرضاوي فرصة سانحة لتفريغ أحقاده السوداء على هذا الدين وأهله، فوقف يكيل له الشتائم الوضيعة التي تكشف وضاعته وسفالته وحقده على هذا الدين، ومنهم طائفيون متطرفون يرون في أهل السنة فئة من الكفار الضالين، ووجدوا في تصريحات القرضاوي وتحذيره من حملات التشييع في أوساط السنة مناسبة جيدة للانتقام منه وتصفية حسابات قديمة معه، مع أنه لا يكفر الشيعة ويتخذ موقفا معتدلا منهم ومن اشد دعاة التقريب او التفاهم بين المذاهب، وقد اغلظ الشيعة في قولهم ضد الشيخ الجليل، وكشفوا عن طوية سوداء حاقدة على أهل السنة.
ثالث فئات من يهاجم الشيخ هم من «سقط» القوم الباحثين عن الفجور والانسلاخ من أي خلق أو دين، وهؤلاء تفننوا في السخرية منه وشتمه، وبصراحة هؤلاء لا يعتد بهم ناهيك عن رأيهم!
أما آخر الفئات التي تطاولت على الشيخ، فعصابات من الساسة والصحفيين وأشباه الكتاب، ممن باعوا ضمائرهم ورهنوا أقلامهم لخدمة «من يدفع» رغبا أو رهبا، وهؤلاء لا يهمهم من يهاجمون لأنهم كالقتلة المأجورين تماما!
سيبقى الشيخ يوسف عملاقا وكبيرا ورمزا من رموز العلم والاجتهاد المعاصر، مهما تطاول عليه الصغار
[email protected]