غادر الرئيس الفلسطيني محمود
عباس القاهرة مساء أمس الاثنين، بعد ما التقى عددًا من المسؤولين في الحكومة
المصرية المؤقتة، هم الرئيس المؤقت عدلي
منصور، ووزير الدفاع عبد الفتاح
السيسي، ونبيل فهمي وزير الخارجية، ونبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، وأنهى زيارته للقاهرة بلقاء شيخ الأزهر أحمد الطيب.
وطالب عباس خلال لقائه شيخ الأزهر بـ"استمرار مساندة الأزهر للقضية الفلسطينية"، مشددًا خلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء على تفعيل دور الأزهر في العالمين العربي والإسلامي باعتبار أن دوره مؤثر في تحديد مسار القضايا العربية والإسلامية ونشر الإسلام السمح الوسطي.
وأضاف الرئيس الفلسطيني أنه تم الاتفاق على عدد من الثوابت التي لا خلاف عليها، ومنها أن القدس عاصمة فلسطين.
ووفقًا لبيان مشيخة الأزهر، الصادر أمس الاثنين وتلقت الأناضول نسخة منه، فإن شيخ الأزهر أكد خلال اللقاء على أنه لا يجوز التنازل عن القدس، وأنها ستظل مدينة إسلامية عربية وأنه لابد من الاستمرار والنضال من أجل القدس والحصول على الحقوق المشروعة للفلسطينيين.
وأضاف البيان، أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية للعالم العربي عمومًا، ومصر خصوصًا.
وكان الرئيسان المصري المؤقت عدلي منصور، والفلسطيني محمود عباس، قد بحثا جهود المصالحة الفلسطينية والمفاوضات مع الكيان الإسرائيلي، خلال لقائهما أمس الأحد بقصر الرئاسة المصري، شرقي القاهرة.
واستأنف الجانبان، الفلسطيني والإسرائيلي، أواخر تموز/ يوليو الماضي، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية في واشنطن، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام.
وبينما لم يعلن رسميا، حتى اليوم، عن نتائج تلك المفاوضات التي يفترض أن تستمر لمدة تسعة أشهر، وتتمحور حول قضايا الحل الدائم، وأبرزها قضايا الحدود، والمستوطنات، والقدس، وحق العودة للاجئين، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، مؤخراً، إن المفاوضات بين الجانبين، وصلت إلى "طريق مسدود"، جراء خلافات جوهرية حول قضية الحدود.
وأعرب عباس عن تطلعه إلى استئناف مصر لدورها الحيوي على مستوى تلك المسيرة.
وتم استعراض الجهود المبذولة لتحقيق المُصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
وتشهد العلاقة بين حركتي فتح وحماس توترا شديدا خلال الفترة الأخيرة، لاسيما منذ الانقلاب العسكري على الرئيس المصري، محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين المقربة من حماس، يوم 3 تموز/ يوليو الماضي.
وعلى الصعيد الإقليمي، استعرض الرئيسان الأزمة السورية، والأوضاع في العراق، وليبيا، فضلاً عن تطورات الأزمة الإيرانية.
وفي سياق متصل، التقى وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس الفلسطيني والوفد المرافق له.
وقال الجيش المصري في بيان إن اللقاء تناول التطورات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة وانعكاسها على عملية السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
واستعرض الجانبان الموقف السياسي الراهن والجهود المبذولة لتوحيد الصف وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وقال السيسي إن مصر ستظل دائماً تدعم المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة.
وقدم عباس الشكر على الدور الرئيس الذي تقوم به مصر في دعم القضية الفلسطينية لتحقيق المصالحة بين الأطراف الفلسطينية.
واستقبل عباس، في مقر إقامته بالقاهرة، السبت الماضي، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية محمد التهامي، وتناول الجانبان الوضع العام في الأرض الفلسطينية، والأنشطة الإسرائيلية الاستيطانية المكثفة في القدس والضفة الغربية، إضافة إلى المشاورات المستمرة لتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وكان عباس، وصل القاهرة السبت الماضي في زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام، التقى خلالها عددًا من كبار المسؤولين المصريين.