أمريكا وإسرائيل بحاجة للتوافق حول إيران

 واشنطن بحاجة لطمأنة حلفائها في المنطقة

أمريكا وإسرائيل بحاجة للتوافق على الملف النووي الإيراني

لندن- عربي21:

ترى صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها أن الخلافات الأمريكية – الإسرائيلية، وإن وصفها البعض بأنها الأسوأ بين البلدين منذ ثلاثين عاماً  لكنها تعكس الاختلاف في  المصالح بينهما. والصحيفة لا تقلل من الشرخ الواقع بين البلدين فيما يتعلق بالملف الإيراني، لكنها تدعو إلى التوافق بين إسرائيل وأمريكا، فهي تقول إن صفقة تأمل واشنطن المتعبة من الحروب، بالتوصل إليها نهاية هذا الأسبوع، مقابل رفع جزئي للعقوبات عن طهران، ستخفف بشكل كبير من إمكانية  قيام إدارة أوباما بتوجيه ضربة عسكرية لإيران خلال الشهور المقبلة.

وترى الصحيفة أن مخاطر الحرب تتزايد لأن إيران قامت بتركيب جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، ولقرب الانتهاء من إنشاء مفاعل نووي قد يكون قادرا على انتاج البلوتونيوم. وتقول إنه في حالة التوصل لصفقة خلال المفاوضات المخطط لها على مدى الأشهر الستة القادمة فسيتم تجنب حرب جديدة في الشرق الأوسط وتجنب أنتاج قنبلة إيرانية.

وتعتقد الصحيفة أن إسرائيل تريد تجنب الحرب هي الأخرى، لكن لدى قادتها مخاوف أكثر من  التوصل لصفقة تترك الجزء الأكبر من البنية التحتية النووية الإيرانية في مكانها، حتى لو كانت مؤقتة. فهي ترى أنه في حال  الفشل في التوصل لتسوية نهائية وتداعي نظام العقوبات، فستخرج إيران من الأزمة بقنبلة نووية وإقتصاد منتعش. وعليه تطالب إسرائيل بالإبقاء على نظام العقوبات حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي، لأنها صمام أمان.

وترى الصحيفة أن إسرائيل لن تكون راضية عن اتفاق نهائي إذا كان هذا يعني تراجع أمريكا عن لعب دور في نزاعات المنطقة التي تسببت بها محاولات إيران عبر العقود الماضية تأكيد نفوذها وهيمنتها في المنطقة. ولا تريد إسرائيل مثل السعودية والدول السنية الأخرى، أن  تُترك لوحدها كي تواجه "العدوان الإيراني في العراق، سورية ولبنان أو نشاطاتها الإرهابية في المنطقة". وترى الصحيفة أنه لا يوجد هناك أي طريقة لرأب الصدع بين أمريكا وإسرائيل إلا في حالة قررت إيران رفض "العرض الكريم من الولايات المتحدة وحلفائها الخمسة".

 وفي الوقت الحالي رفضت إدارة، وبشكل واضح رفض إسرائيل للاتفاق المرحلي، ومن المتوقع ألا يستجيب الكونغرس الأمريكي للوبي الإسرائيلي الذي يطالب بفرض عقوبات جديدة على إيران قبل اجتماعات جنيف المقبلة. وترى الصحيفة أنه قد يكون من الحكمة قبول نتنياهو الإتفاق المرحلي وترك إيران تتحمل مسؤولية الفشل إن رفضت العرض.

ودعت الصحيفة كلاً من إسرائيل وأمريكا إلى العمل من أجل التوصل لإجماع حول الشروط المقبولة لأية تسوية مع إيران، بدلا من الجدل العلني وتبادل الاتهامات،  خاصة أن الاختلافات بين البلدين ليست كبيرة، فمن جهة يدعو نتنياهو إلى  وقف لتخصيب اليورانيوم، وتخفيض كبير لقدرات إيران النووية مع تفتيش دولي صارم مما يجعل إسرائيل آمنة، ومقابل ذلك يجب على إدارة واشنطن التأكيد لإسرائيل وحلفائها العرب على استمرارية رفضها للهيمنة الإيرانية في المنطقة واستعداد واشنطن للرد على أي فعل عدواني، ودعم طموحات الإيرانيين الديمقراطية وبهذه الطريقة يتم التعامل مع الخلاف الأمريكي- الإسرائيلي.