وصل وزير الخارجية الأميركي جون
كيري اليوم السبت، إلى جنيف للانضمام إلى المفاوضات الجارية بين القوى العظمى وإيران للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها
النووي المثير للخلاف، كما أفاد مراسل لوكالة فرانس على متن رحلة الوزير الأميركي.
وقبل وصول كيري بقليل، وصل وزير الخارجية الفرنسي لوران
فابيوس، للانضمام إلى المفاوضات الجارية حول البرنامج النووي
الإيراني، وعبر مجددا عن أمله في التوصل إلى اتفاق على أن "يكون اتفاقا متينا".
ويبدو أن المفاوضات تقدمت بشكل كبير، إلا أن بعض النقاط بقيت عالقة، وقرر وزراء خارجية الدول الكبرى المعنية بهذا الملف الجمعة الانضمام إلى المفاوضات.
ومن المفترض أن يلتقي وزراء خارجية الدول الست الكبرى مجددا اليوم السبت في جنيف، لوضع كل ثقلهم في المفاوضات الجارية مع طهران من أجل التوصل الى اتفاق مرحلي بشأن برنامجها النووي بعد عشر سنوات من محاولات باءت بالفشل.
ويبدو أن سيناريو المفاوضات السابقة التي أُجريت في السادس والتاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر في جنيف، يتكرر على النحو نفسه مع محادثات شاقة مكثفة بين دبلوماسيي القوى العظمى وإيران، وأمل بحدوث اختراق ومجيء الوزراء في نهاية المطاف لترجيح كفة الميزان. الا ان الجولة الاخيرة من المفاوضات لم تثمر رغم ذلك عن اتفاق.
ويُذكر أن التقدم الذي أنجز في المفاوضات -والذي يبقى محاطا بسرية كبيرة- دفع على الأرجح وزراء الخارجية، إلى العودة إلى جنيف، حتى وإن لم يصرح أحد عن أي اختراق في هذه المفاوضات الصعبة والمكثفة.
ولفت عدد من الدبلوماسيين الغربيين، إلى أن الحذر يبقى سيد الموقف.
وقد وصل الوزراء الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ والألماني غيدو فسترفيلي والصيني يانغ يي، تباعا صباح اليوم السبت إلى جنيف.
وسيلتقون نظيرهم الروسي سيرغي لافروف الذي وصل بشكل مفاجئ الجمعة، إلى سويسرا، حيث التقى المفاوضين الرئيسين، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد
ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي تترأس المفاوضات.
وصرح مساء الجمعة، كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، بأن مواقف إيران والدول الست تقترب من اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. ونقلت عنه وكالة الأنباء "مهر" قوله: "اقتربنا إلى حد كبير من اتفاق، لكن رغم التقدم المحرز اليوم (الجمعة) لا تزال هناك قضايا هامة" يتوجب تسويتها.
وتتناول المفاوضات نصا طرحته مجموعة الدول 5+1 في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر، أثناء الجولة السابقة من المحادثات.
وينص مشروع "الاتفاق المرحلي" لستة أشهر قابلة للتمديد قبل التوصل إلى اتفاق شامل، على وضع حدود للبرنامج النووي الإيراني، مقابل تخفيف محدود في العقوبات المفروضة على طهران.
ولم تعرف تفاصيل المشروع، لكن مايكل مان الناطق باسم كاثرين آشتون، قال إن "الجميع يعلم ما هي الرهانات الأساسية" مشيرا بشكل خاص إلى تخصيب اليورانيوم الذي يعتبره الإيرانيون "حقا"، لكنه مرفوض من قبل الغربيين الذين يتهمون طهران بالسعي إلى حيازة سلاح نووي.
لكن عراقجي "لم يؤكد كما لم ينف" المعلومات الصحافية الإيرانية التي تشير إلى أن مجموعة الدول الست (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) وافقت على حق طهران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.
ومن جهته، صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية، بأن الطرفين "دخلا في مرحلة صياغة" تلك النقاط التي قال إن عددها "ثلاثة أو أربعة (...) واحد أو اثنان منها أكثر أهمية"، دون مزيد من التفاصيل.
ومن النقاط الأخرى المطروحة على النقاش مصير مخزون اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة عشرين بالمئة -وهي النقطة الحساسة التي تساعد على الوصول بسرعة إلى نسبة تخصيب بنسبة 90%- ما يمهد الطريق لصنع السلاح النووي، وكذلك مفاعل "أراك" الذي يعمل بالمياه الثقيلة ويعتقد أنه ينتج البلوتونيوم وهي مادة أخرى تدخل في صنع القنبلة الذرية.
ولم يتسرب الكثير من المعلومات حول وضع المفاوضات في ما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية التي ترهق الاقتصاد الإيراني.
وأفادت تقديرات أميركية بأن إيران تخسر خمسة مليارات دولار شهريا بسبب هذه العقوبات، وقد تكون خسرت منذ بداية تطبيقها نحو 120 مليار دولار.
ويشار إل أن هناك مئة مليار دولار من الأرصدة الإيرانية مجمدة حاليا في عدة مصارف في العالم. وقد يترجم تخفيف "محدود" للعقوبات بالإفراج عن بعض هذه الأرصدة.