قررت وزارة النقل والمواصلات في
الحكومة الفلسطينية في
غزة بالتنسيق مع وزارتي الاقتصاد والداخلية منع استخدام
غاز الطهي كوقود لتشغيل السيارات كبديل للسولار المصري المفقود.
وقالت الوزارة في بيانٍ وصل "الأناضول" نسخةً عنه اليوم السبت إن تفاقم أزمة نقص غاز الطهي دفعها لملاحقة السائقين الذين يستخدمون الغاز كوقود لتشغيل مركباتهم.وأضافت وزارة النقل أن هذا المنع سيخفف من حدة تفاقم الأزمة، والتي وصلت لحد غير مسبوق في الآونة الأخيرة.
وأشارت الوزارة إلى أنها ستتابع موزعي الغاز في كافة محافظات قطاع غزة، لضمان وصول الغاز إلى السكان بشكل عاجل، وستمنع وبشكل نهائي استخدام الغاز كوقود للسيارات بهدف الحد من الأزمة القائمة.
ولجأ أصحاب المركبات بغزة مؤخرا لاستخدام الغاز في تشغيل سياراتهم لانقطاع
الوقود المصري، ونفاده من محطات التعبئة والأسواق، إضافة لعدم قدرة الكثير منهم على التزود بالوقود "الإسرائيلي" المرتفع التكلفة.
وتدخل يوميا إلى القطاع كميات محدودة من الوقود "الإسرائيلي" عبر معبر كرم أبو سالم، ويتم ضخ هذه الكميات للقطاعين التجاري والخاص في غزة.ويتم بيع لتر الوقود "الإسرائيلي" بسبعة شواكل، على عكس البنزين المصري الذي كان سعر اللتر الواحد منه يبلغ ثلاثة شواكل ( ما يعادل دولار واحد).
وكانت حركة دخول البضائع والسلع المختلفة من مصر إلى القطاع قد توقفت بعد تعرض الأنفاق الحدودية لحملة هدم مكثفة ومستمرة من قبل الجيش المصري.وقال مدير دائرة الاتصال والإعلام في وزارة الاقتصاد في حكومة غزة المقالة " طارق لبد" إن وزارته بدأت بتنفيذ قرار وقف استخدام غاز الطهي في السيارات، بعد تفاقم الأزمة داخل المنازل وشح الغاز بشكل متسارع وملحوظ.
وأضاف لبد في حديثٍ لـ"الأناضول" أن المخالفين للقرار من السائقين والموزعين سيتعرضون لمخالفات، وتابع:" نحن أمام كارثة حقيقية، وما يدخل من الجانب "الإسرائيلي" عن طريق كرم أبو سالم لا يلبي الاحتياجات اليومية لأهالي القطاع، ومع شح وقود السيارات وارتفع ثمن "الإسرائيلي" المتوفر بكميات قليلة كان لا بد من الحزم في هذه المسألة من أجل ضمان وصول الغاز للمنازل."
وطالب مدير عام الهيئة العامة للبترول بغزة " عبد الناصر مهنا" بزيادة كميات ضخ الغاز عن طريق معبر كرم أبو سالم لسد احتياجات القطاع.وقال مهنا في حديثٍ لـ"الأناضول" إنه لا توجد أي زيادة في الكميات المدخلة من المعبر "الإسرائيلي" لغزة حتى اللحظة رغم ما يبذله القطاع الخاص والمؤسسات الدولية في هذا الاتجاه.
وأشار مهنا إلى أن الكميات المدخلة يومياً تقدر بـ"120" طن في حين يحتاج القطاع كحد أدنى من 250 _300 طن يوميا .وفاقمت أزمة الكهرباء من شح غاز الطهي، كما يؤكد موزع الغاز "نائل زياد" "42 عاما" والذي قال في حديثٍ لـ"الأناضول" إن بيوت غزة باتت تعتمد بشكل أساسي على الغاز في ظل انعدام الكهرباء، فتسخين المياه وأغلب استخدامات الكهرباء تحولت إلى غاز الطهي.
وأضاف أن استخدام الغاز في الشتاء يزداد، ومع قلة الكميات المُدخلة من الجانب "الإسرائيلي" فإن شح الغاز يتفاقم. وتبقى أسطوانة الغاز كما يؤكد الخمسيني "أبو أنور صبيح" لمدة تتجاوز الثلاثة أسابيع، وهو الأمر الذي حول حياة الغزيين إلى لوحة من البؤس كما يصف في حديثه لـ"الأناضول". وأضاف صبيح أن غزة لم تعد قادرة على تعداد الأزمات التي تلاحقها بشكل يومي.
وتابع: "لا غاز، ولا كهرباء، ولا ماء، ولا مواصلات لقد غدت الحياة هنا بلا حيـاة. "وللأسبوع الرابع على التوالي، لا تزال محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة متوقفة عن العمل بشكل كلي.ويصل التيار الكهربائي حاليا ست ساعات يوميا لكل بيت حسب جدول تعدّه شركة توزيع الكهرباء معتمدة في ذلك على الخطوط المصرية و"الإسرائيلية".