حزب الله يشغّل طائرات من دون طيار فوق سورية

لم يستبعد خبراء عسكريون أن يكون حزب الله يستخدم طائرات من دون طيار على الحدود اللبنانية - السورية لاستطلاع المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، إلا أنّهم شككوا في معلومات أوردتها في وقت سابق صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية عن أن الحزب بات يملك أسطولا من 200 طائرة من دون طيار.

وكانت الصحيفة الأمريكية نقلت في عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي، عن مصادر لبنانية، أن الحزب يشغّل حوالي 200 طائرة من دون طيّار خاصة فوق سهل البقاع شرقاً على طول الحدود السورية، لافتة الى أن استخدام هذه الطائرات تكثّف عام 2013 بالتزامن مع الحرب الدائرة في سورية ومحاولة المعارضين السوريين التسلل إلى لبنان.

ولفتت المصادر اللبنانية الى أن الجزء الأكبر من الطائرات من دون طيّار المملوكة من "حزب الله" هو من إنتاج إيران التي تتولّى أيضاً تزويد الحزب بها.

واعتبر مدير مركز "الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري" رياض قهوجي أن الحديث عن 200 طائرة "أمر مبالغ فيه"، لافتاً الى أن استخدام هذا العدد من طائرات من دون طيار على جبهة واحدة "امر غير منطقي، اضافة الى ان الحزب ليس بحاجة لذلك".

وقال قهوجي في اتصال من دبي مع وكالة "الأناضول" إن امتلاك حزب الله لهذا النوع من الطائرات "حقيقة مثبتة، وهو يستخدمها للاستكشاف واستطلاع مواقع الخصم كونها تقدم نتائج ممتازة في هذا المجال"، لافتاً الى أنهّا تساعده في "الكشف الجوي على الخطوط الخلفية للخصم سواء لمساعدته في اطار عملياته الهجومية أو الدفاعية".

وكان أمين عام حزب الله حسن نصرالله أعلن الشهر الماضي أن حزبه أصبح "قوة إقليمية"، وأن ذهابه إلى سورية أحبط "مؤامرة لإسقاط النظام بخياراته السياسية"، ومنع تحول لبنان إلى "عراق ثانٍ".

ورفض قهوجي وصف حزب الله بأنّه "قوة اقليمية"، معتبراً أنّه إذا صح هذا الكلام لكان وضع حداً للحرب الدائرة في سورية، والتي يساند فيها حليفه النظام السوري منذ مدة، لافتاً الى أن الحزب اليوم "أكبر وأقوى من ميليشيا وهو أقرب للجيش في دولة ضمن الدولة"، وقال: "يمكن وصفه بالقوة الاقليمية فقط في حالة واحدة إذا كان يعتبر نفسه امتدادا لغيران".

أما الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط، المقرب من حزب الله، فاستغرب الحديث عن 200 طائرة من دون طيّار تشغّل على الحدود مع سورية، لافتاً الى أن المنطقة هناك لا تستوعب أصلاً هذا الكم من الطائرات.

وأشار حطيط لوكالة "الأناضول" الى أن "الطيارات من دون طيار تستخدم عادة لاستطلاع الأماكن التي يصعب الوصول اليها وخاصة في أراضي العدو كما هي الحال بالمواجهة مع "إسرائيل"، لافتاً الى أن هذا السيناريو لا ينطبق على الوضع السوري اليوم حيث كل شيء معروف للحزب كما للنظام السوري". وأضاف: "محاولة إشاعة معطيات من هذا النوع في الصحيفة الأمريكية المذكورة أو غيرها يهدف أولا لنوع من التهويل والاستفزاز وثانياً لاستدراج ردة فعل حزب الله تأكيداً أو نفياً للموضوع بإطار خدمة استعلامية لطرف محدد".

وأكّد حطيط امتلاك الحزب طائرات من دون طيار، لافتاً الى ان ما لا يمكن تأكيده هو عدد هذه الطائرات باعتبار أن ذلك يندرج بإطار "اسرار المواجهة مع إسرائيل".

ولم تتوافق معطيات العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، المقرب من قوى 14 آذار المناصرة للمعارضة السورية، مع معطيات حطيط عن عدم حاجة حزب الله لاستخدام هذه الطائرات بعملياته القتالية في سورية.

 ولفت قاطيشا الى أن هذه الطائرات "تكشف لحزب الله مناطق تسلل المقاتلين السوريين، كما تؤمن له معلومات استطلاعية تسمح له بالتدخل السريع".

وقال إن حزب الله قد يكون يشغّل طائرة أو اثنتين من النوع المذكور على الحدود اللبنانية السورية باعتبار أن مساحتها لا تتطلب عدداً أكبر.

وتمتد الحدود اللبنانية السورية في الشمال والشرق على مسافة 337 كلم. وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلن نصر الله مسؤولية الحزب عن إرسال طائرة بدون طيار أسماها "أيوب" إلى المنطقة التي يقع فيها مفاعل ديمونا الإسرائيلي، رداً على آلاف الخروقات الاسرائيلية اليومية للسيادة اللبنانية.