أعلنت جبهة "
النصرة" وعدد من الفصائل الإسلامية المعارضة لنظام بشار الأسد أنها وجهت رسالة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "
داعش" تدعوه فيها للتحكيم والنزول عند حكم الشرع.
وفي رسالة وجهتها ونشرتها مواقع قريب لتلك التنظيمات على شبكة الانترنت الجمعة، قالت جبهة "النصرة" المدرجة على لائحة الإرهاب، و"الهيئة الشرعية" المركزية بالمنطقة الشرقية، و"جيش الإسلام"، وحركة "أحرار الشام" الإسلامية، إنها تدعو مجلس الشورى في تنظيم "داعش" للتحكيم والنزول عند حكم الشرع فيما يخص حق السيطرة على حقل غاز "كونكو" في منطقة خشام بريف محافظة دير الزور الشرقي (شرق
سورية).
ويعد معمل غاز "كونكو"، أكبر معمل للغاز في سورية، ويقوم بتغذية محطات توليد الكهرباء في المنطقة بالغاز، وسيطرت عليه عدد من الجماعات المسلحة مؤخراً قبل أن تقوم "الهيئة الشرعية" في المنطقة الشرقية، بدعم من "النصرة" وعدد من الفصائل الإسلامية، منتصف الشهر الجاري بإصدار قرار بفرض السيطرة على المعمل وعملت على تطبيقه فوراً، إلا أنه بعد أيام قام مقاتلون موالون لـ"داعش" بتطويق المعمل وطرد العناصر التي كانت تسيطر عليه، وذلك بحسب مصدر في "الهيئة الشرعية".
وتشكلت في عدد من المناطق السورية التي سيطرت عليها قوات المعارضة بعد اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011، "هيئات شرعية" لتحل محل مؤسسسات النظام في الإشراف على تسيير أمور الأهالي في تلك المناطق وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بحق من ينتهكها، ومن هنا كانت تسميتها بـ"الهيئة الشرعية".
وجاء في نص الرسالة، "بعدما تمت السيطرة على حقل غاز (كونكو) وطرد اللصوص وتجار الدم حصلت بعض الإشكالات مع الأخوة في الدولة الإسلامية في العراق والشام هناك، علماً بأن الحقل لم يكن تحت يد أي فصيل من الفصائل المقاتلة في محافظة دير الزور بما فيها داعش وإنما كانت تحت سيطرة اللصوص".
وحذّرت الرسالة من "الانجرار وراء أي صدام قد يجر الساحة الشامية إلى ما لا يحمد عقباه ويهدد بانقطاع الكهرباء عن المنطقة بأسرها"، مشيرة إلى أن "كثيرا من الأطراف حاولت حل الإشكال لكن دون جدوى"، على حد وصفها.
وناشدت الجهات الموقعة على الرسالة، مجلس الشورى في "داعش" ومن أسمته أميرها "أبو بكر البغدادي" بإرسال مندوب عنهم والنزول إلى حكم الشرع وفض
النزاع "وفق الكتاب والسنة". وقالت الرسالة إن النزول إلى الشرع هو "الحل الأسلم والأحكم لهذه الأزمة وبهذا تحقن الدماء وتحمى الثغور ويوحد الصف"، وإلا فإن الأمر "ينذر بسوء"، معتبرة أن داعش "أهل لذلك". وقالت: "نأمل منهم الإسراع في ذلك لوأد الفتنة وقطع الطريق على المغرضين؛ لأن الأمر لا يحمل التأخير".
ولم تحمل الرسالة تاريخاً محدداً لإصدارها، إلا أنها ذيلت بأختام الجهات الموقعة عليها، فيما لم يتم التأكد من صدقيتها من مصدر مستقل.
ويسيطر "الجيش الحر" على كامل مساحة الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، (يحوي أكبر حقول
النفط والغاز في سورية)، الممتد من أطراف مدينة دير الزور إلى الحدود العراقية شرقا، أي على امتداد مساحة تبلغ حوالي 130 كم، كما يسيطر على معظم أحياء المدينة التي تقصفها قوات النظام في محاولة لاستعادة تلك المناطق.
ويتقاسم السيطرة على آبار النفط في المنطقة الشرقية تنظيمات مثل النصرة وداعش، إضافة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.