اختارت مجلة "تايم" الأمريكية العريقة صورة التقطها مصور وكالة "الأناضول"،
مصعب الشامي، بين أفضل 10 صور من أرجاء العالم لعام 2013، بحسب الموقع الإلكتروني للمجلة الإثنين.
الصورة التقطها الشامي لعدد من أنصار الرئيس
المصري المنتخب، محمد مرسي، يوم 28 يوليو/ تموز الماضي، وهم يحملون قتيلا مدرجا في دمائه، وقد أطلق أحدهم صرخة، خلال ما يعرف في مصر إعلاميا بـ"
أحداث المنصة"، قرب ميدان "
رابعة العدوية"، شرقي العاصمة القاهرة.
وقال الشامي للمجلة الأمريكية: "ذهبت إلى (ميدان) رابعة العدوية بعد وقت قصير من منتصف ليل 28 يوليو (تموز الماضي) عقب معرفتي بأن قوات الأمن كانت تهاجم أنصار مرسي (عند المنصة)، الذين كانوا يعتصمون (في الميدان) منذ شهرين".
ومضى قائلا: "طيلة الليل، كنت اتنقل بين خط المواجهة وبين مستشفى (ميداني) مؤقت وغرفة يتم فيها الاحتفاظ بالموتى، موثقا هذا المستوى من العنف الغاشم والرعب الذي لم يسبق أن شاهدته قبل تلك الليلة".
وبحسب الشامي، "كان هناك تدفق مستمر من سيارات الإسعاف والدراجات النارية (التي تحمل الضحايا) في مكان الاعتصام.. كان هناك اختلاط بين صوت صافرات الإنذار وصيحات مذعورة وأصوات (إطلاق) ذخيرة حية، والهواء كان ممتلئ بالغاز المسيل للدموع والدخان الأسود".
وبعد 12 ساعة، يضيف مصور "الأناضول"، "وضعت الكاميرا جانبا بعد أن حل بي الإرهاق، وتوجهت عائدا إلى المنزل. وفي طريقي للخروج (من ميدان رابعة) سمعت صرخات، ولاحظت وجود مجموعة كبيرة من الناس. رجلان يحملان شابا كان قد أصيب للتو برصاص في الرأس. كان الرجل (عن اليمين) في حالة من الصدمة. غير مدرك أن الرجل الذي يحمله ميتا. استغاث: إسعاف.. إسعاف.. يا الله.. يا الله. بسرعة، أخرجت الكاميرا، والتقط تلك الصورة. كانت تلك آخر صورة التقطها في ذلك اليوم الرهيب، لكنها تبقى الأكثر تميزا".
واتهم "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، المؤيد لمرسي، قوات الشرطة بقتل أكثر من 100 وجرح المئات من مؤيدي الرئيس المنتخب أثناء تظاهرهم قرب ميدان رابعة العدوية ضد ما يعتبرونه "انقلابا عسكريا"، وهو ما رد عليه وزير الداخلية المصري، اللواء محمد إبراهيم، في مؤتمر صحفي، بقوله إن الشرطة لم توجه "رصاصة واحدة تجاه أي متظاهر"، في "أحداث المنصة" بمحيط منطقة "رابعة العدوية".
وفور نشر "تايم" قائمة الصور العشرة الأفضل في العالم، قال نشطاء مصريون على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" إن القتيل، في الصورة، يدعى "
أحمد محروس"، وهو من مدينة القصير في محافظة البحر الأحمر جنوب شرقي مصر، بحسب صفحة على "فيس بوك" بعنوان "كلنا أحمد محروس".
أما صفحة "إحنا (نحن) شباب القصير" على موقع التواصل الاجتماعي، فكتب القائمون عليها: "سبحان الله.. قدر الله أن تكون صورة الشهيد بإذن الله أحمد محروس من مدينة القصير رمزاً في كل بلاد العالم لما حدث في حادث المنصة".
أما بقية صور قائمة "تايم" لأفضل 10 صور في العالم عام 2013، فالتقطها مصورون عن تفجيرات مارثون بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية (15 أبريل/ نيسان الماضي)، وانهيار مبنى على مشارف العاصمة البنغالية دكا (24 أبريل/ نيسان)، وعائلة متضررة من حرائق غابات في أستراليا (4 يناير/ كانون الثاني)، واحتجاجات في مدينة إسطنبول التركية (1 يونيو/ حزيران)، وصورة لسمكة قرش على سواحل جنوب أفريقيا (26 يوليو/ تموز).
إضافة إلى الهجوم الدموي على مركز تجاري في العاصمة الكينية نيروبي (21 سبتمبر/ أيلول)، وصورة لجندي أمريكي مشوه أصيب في الحرب على العراق (12 يونيو/ حزيران)، ومتضررين من الإعصار "هايان" في الفلبين (18 نوفمبر/ تشرين الثاني)، وأخيرا صورة من الحرب في سوريا (31 أغسطس/ أب)، وفقا لترتيب عرض الصور على موقع مجلة "تايم" على الإنترنت.