لم يعد
حزب الله بعد خمس سنوات من اغتيال
عماد مغنية كما كان بسبب غرقه في الوحل السوري وسوء سمعته بين الجماهير العربية في العالم العربي والإسلامي.
هذا ما يحاول الكاتب الاسرائيلي البروفيسور إيال زيسر إثباته في مقاله المنشور اليوم الخميس في صحيفة "
إسرائيل اليوم".
وفيما يلي نص المقال:
لم يكن اسم حسان اللقيس، مسؤول حزب الله الكبير الذي اغتاله مجهولون أول أمس بالقرب من مكان سكنه في بيروت، لم يكن معروفا تقريبا خارج صفوف المنظمة. فهو لم يُعد في قادته السياسيين الذين يُكثرون الظهور على شاشات التلفاز وهم معروفون في لبنان وخارجها.
ومع كل ذلك يدل رد حزب الله على أن المنظمة تلقت باغتيال اللقيس ضربة قاسية مؤلمة. لأن المنظمة تأتي في كل يوم بمحاربيها الذين يُقتلون عشرات بل مئات في معارك في سوريا، ليُدفنوا. وبرغم ذلك لم يحظ أولئك القتلى بالتكريم الذي حظي به اللقيس في قنوات إعلام حزب الله.
ذكّر رد حزب الله لبنانيين كثيرين لم يسمع عدد منهم حتى أمس باسم اللقيس، بصورة رده على اغتيال قائده العسكري عماد مغنية قبل خمس سنوات في شباط 2008 في قلب دمشق.
بيد أن اغتيال مغنية في دمشق جاء بعد انتهاء حرب لبنان بسنة ونصف وهي التي قاد فيها قتال منظمته لإسرائيل. وفي ذلك الوقت كان حزب الله في ذروة مجده يحظى بإجلال الجماهير في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي. فلا عجب من أن إصبع اتهام حسن نصر الله ورفاقه وُجهت إلى إسرائيل بصفتها المشتبه بها الرئيسة في القتل. ومع ذلك امتنعت المنظمة إلى اليوم عن الثأر لقائدها الجليل خشية رد إسرائيل.
بيد أنه بعد ذلك بخمس سنوات في الوقت الذي تدفن فيه منظمة حزب الله حسان اللقيس، أصبح الحديث عن منظمة مختلفة. فحزب الله غارق في الوحل المغرق في سوريا وهو يخسر هناك كما قلنا مئات المقاتلين. وتحولت هذه المنظمة في العالم العربي إلى هدف للهجمات والانتقاد الشديد اللذين لا مثيل لهما، وهي لا تتلقى في داخل لبنان النقد فقط بل الشحنات المتفجرة أيضا وقذائف الكاتيوشا بل عمليات انتحارية في المدة الأخيرة توقع قتلى وجرحى كثيرين من مؤيديها. وتقف وراء الهجمات على حزب الله منظمات إسلامية متطرفة تريد أن تثأر لإخوتها ورفاقها الذين يقتلهم مقاتلو حزب الله في سوريا.
ومع كل ذلك اختار مسؤولو المنظمة الكبار اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن قتل اللقيس. وهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا سوى ذلك، لا مع إسرائيل التي ما زالت تردعهم ولا مع معارضيهم في لبنان الذين سارعوا بالمناسبة إلى تحمل مسؤولية عن الاغتيال.