رأت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" أن رئيس
جنوب أفريقيا الراحل
نيلسون مانديلا كان رمزا يستحق التمجيد الذي كيل له من كل أنحاء العالم، لكن على الجميع ان ينظروا بقلق لما بعد مانديلا لأن القادة الذين جاؤوا بعده بدأوا يتخلون شيئا فشيئا عن فكرة الوعاء الذين يشمل الجميع، والتضحية والاعتدال.
وقالت الصحيفة: إن "السنوات التي تبعت سقوط نظام التمييز العنصري كانت مليئة بالأمل، فقد نظمت جنوب أفريقيا انتخابات حرة ونزيهة والتي انتخب فيها مانديلا رئيسا، ونظمت لجنة للمصالحة والحقيقة والتي كانت ثورية في طريقة إدارتها، وأقامت نظاما قضائيا حظي باحترام، وسمحت للإعلام العمل بحرية ونشاط. وبفضل مانديلا، تم تجنب العمليات الانتقامية ضد البيض، والتي كانت منتشرة في الدولة الجارة في زيمبابوي. وبسبب هذا بدأت الطبقة المتوسطة السوداء بالنمو".
كل هذا لا يعني ان البلاد بدأت تنحدر من الأحسن للأسوأ، "فقد مثلت مشاكل البلاد الاقتصادية، الاجتماعية والعرقية تحد للديمقراطية الناشئة بشكل تمت فيه مساءلة قدرة وكفاءة الحكومات المتعاقبة للحزب الوطني الأفريقي".
كما أشارت الصحيفة إلى معدلات الجريمة التي أخذت بالزيادة "خاصة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، وانتشرت اتهامات الفساد، وزادت معدلات الوفيات بين المواليد الجدد في الفترة ما بين 1998 -2011".
وبحسب ما تنقله الصحيفة عن زميلتها "واشنطن بوست"، "ربع الجنوب إفريقيين لا يملكون مساكن، وربع بدون كهرباء. وارتفعت معدلات البطالة، واتسعت الفجوة بين الأغنياء منذ بداية نهاية التمييز العنصري". و"اتهمت قادة البلاد بالفشل للتصدي لصعود نسبة المصابين بالإيدز، حيث عاش ثابو أمبيكي، الرئيس السابق، حالة من النكران حول مسببات الإيدز، وعرقل وسائل توزيع الأدوية المضادة للمرضى الذين يقدر عدد من مات منهم بالمرض بحوالي 330 الف شخص"، فيما يواجه الرئيس الحالي اتهامات بالفساد والرشوة". ومن هنا فيجب أن يذكرنا موت مانديلا "بالأسباب التي كرس حياته لها".