يحبس المهندس أحمد أنفاسه خوفا من توقف راتبه الذي تدفعه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في قطاع
غزة.
وأعرب الشاب العشريني، الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملا، عن تخوفه من إلغاء عقد عمله نهاية الشهر الجاري بسبب
الأزمة المالية للأونروا.
وأحمد هو واحد من 95 مهندسا يعملون وفق نظام العقود، تفكر الوكالة في إلغاء عقودهم في الأيام القليلة القادمة، وفق تأكيدات اتحاد موظفي الأونروا بغزة.
ويقول أحمد إن فكرة إلغاء العقد تصيبه بالذعر ، فراتبه هو من يتكفل بإعالة أسرته المكونة من 13 فردا بعد أن أجلس المرض والده منذ سنوات.
وكان موظفو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين قد نفذوا اليوم الثلاثاء إضرابا جزئيا عن العمل في كافة مرافق الأونروا. وتظاهر العشرات من الموظفين أمام المقر الرئيسي للوكالة في مدينة غزة، احتجاجا على ما وصفوه بـ"التقليص الواضح" للخدمات والمشاريع وعدم مراعاة تكاليف غلاء المعيشة.
ويضع مدرس الرياضيات "أمجد" يده على قلبه خوفا من تفاقم أزمة الوكالة المالية، وعدم قدرتها على دفع رواتب الموظفين.
وأضاف الأب لثمانية أطفال في حديث لـ"الأناضول":" بعد تقليص المساعدات المالية والاجتماعية للاجئين، والحديث مؤخرا عن أزمة مالية تواجهها الأونروا بتنا نخشى تأخر أو حتى فقدان الراتب."
وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جفري فيلتمان قد أكد مؤخرا أن الوكالة الأممية تواجه وضعا ماليا بالغ الصعوبة.
وقال في تصريحات صحفية إنه وفي حال لم تستطع
الأنروا حتى نهاية العام الحالي سد العجز في ميزانيتها والمقدر بـ 36 مليون دولار، فإنها لن تتمكن من دفع رواتب شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري لموظفيها.
ويقدر مختصون موازنة الوكالة الأممية بقيمة تتجاوز 2.1 مليار دولار سنويا تؤمنها بشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي، وبعض الدول العربية.
ويزداد الوضع المعيشي سوءا يوما بعد آخر، كما يؤكد رئيس اتحاد موظفي الوكالة في غزة سهيل الهندي والذي اتهم الأونروا بالتنصل من مهامها الإنسانية والحقوقية.
وقال الهندي إن الأونروا لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه مؤخرا من زيادة الأجور، وتحمل فرق العملة على الراتب نتيجة انخفاض سعر الدولار، والذي وصل لخسارة بنسبة 7% بعد إجراء مسح دوري على رواتب الموظفين
وأضاف: "وهناك ما هو أخطر من ذلك فالوكالة ستعمل على إيقاف 95 مهندسا عن العمل بحجة عدم وجود مواد بناء لاستكمال المشاريع الدولية، إلى جانب التوقف عن تمويل مشاريع صغيرة لـمئة موظف".
وأكد الهندي أن الوكالة مطالبة بتنفيذ مهامها في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين دون التحجج بقلة الموارد المالية. واستطرد بالقول: "هناك تقليص واضح للخدمات المقدمة من قبل الأونروا، وهو الأمر غير المقبول في ظل ما تعيشه غزة من كارثة اقتصادية وإنسانية غير مسبوقة في الوقت الراهن".