قال
حسين مرسي، شقيق الرئيس محمد مرسي في مقابلة معه نشرتها مجلة "نيو ريببلك" إنه سيواصل القتال من أجل عودة شقيقه للحكم، وهي قضية توحّد سكان الأرياف والإخوان معا، مضيفا أن "كل شيء سيعود إلى ما كان عليه".
ويقول إريك تريغر إن تأكيدات حسين مرسي تعكس مواقف قيادات مسؤولين في الجماعة التقاهم في الجيزة (القاهرة) وعبروا "عن ثقتهم من تقديم السيسي للمحاكمة".
ويعترف حسين بارتكاب شقيقه بعض الأخطاء، لأن الرئاسة "مسؤولية كبيرة". وأضاف أن عائلة الرئيس فقدت الكثير من وضعها في القرية، حتى لا يظهر أنها تستغل مركز ابنها الرئيس. "لقد فقدنا الكثير من حقوقنا" يقول حسين. مثلا "عندما كان ابني يتشاجر مع آخر كنا نقاتل عنه، ولكن عندما أصبح مرسي رئيسا توقفنا، لأن الناس سيقولون إنه يفعل ذلك لان شقيقي الرئيس". وتعهد حسين مرسي بمواصلة اتباع الأوامر الصادرة من قيادة الجماعة ومواصلة تحقيق أهدافها السياسية.
وفي زيارة لبلدة الرئيس مرسي (
العدوة) في محافظة الشرقية لاحظ تريغر أن الحياة فيها لم تتغير من ناحية نشاط
الإخوان، وممارستهم لعملهم.
ويقول حسين مرسي إن الإخوان المسلمين وتسلسلهم القيادي في العدوة وما حولها لا تزال عاملة، ولم تتأثر، فلا تزال اللقاءات "الأسر" تعقد بشكل أسبوعي، وتجمع اشتراكات الأعضاء الشهرية بشكل دوري (7-10 في المئة من راتب العضو). وتمارس الشعبة عملها بشكل طبيعي، وتنظم التظاهرات المطالبة بعودة مرسي للحكم.
ويقول حسين إن رؤساء الشعب في المنطقة يلتقون ويناقشون شؤون الجماعة. ورغم اعتقال قادة التنظيم الكبار على مستوى البلد، لا تزال شعب الجماعة في الشرقية تتلقى الرسائل وتوزعها على أفرادها. فبعد المواجهات بين الإخوان والمواطنين العاديين في تشرين الأول/ أكتوبر صدر أمر من الجماعة يدعو أعضاء الجماعة إلى ضبط النفس والامتناع عن الرد حتى عندما يهاجمهم الناس العاديون.
ويقول الكاتب إن "حقيقة كون الجماعة تعمل في المناطق والأرياف في الوقت الذي تلاحق وتقمع في المدن، يقلل من قيمة القول إن الجماعة قد انتهت سياسيا ولا يمكنها البروز من جديد". مضيفا أن "الكثير يعتمد على ما تريد قيادة الأخوان عمله، حتى المستوى المحلي"، كأن تقرر ترشيح أفرادها كمستقلين أو دعم أشخاص من الأحزاب الأخرى في الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها العام المقبل، مما يعني قدرتها على استعادة جزء من التأثير الذي فقدته في الأشهر الخمس الأخيرة".
وقال حسين مرسي إن الجماعة لم تقرر بعد ماذا ستفعل في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن أعضاء الجماعة مستعدون للعودة وممارسة النشاط السياسي.
وعن أثر رئاسة مرسي على العائلة يقول تريغر إنه " لم يتغير الكثير على عائلة الرئيس محمد مرسي في بلدة العدوة، محافظة الشرقية، ولا على شقيقه حسين الذي يشبهه كثيرا، فقد راقبت العائلة ابنها الأكبر يصبح مشهورا، وينتخب كأول رئيس للجمهورية في مرحلة ما بعد مبارك ليتحول إلى أشهر سجين في البلاد بعد عزله في 3 تموز (يوليو). حدث ذلك في 30 شهر فقط".
ويقول التقرير إن حسين خلال هذه الفترة لم يزر القصر الجمهوري حيث كان يعمل شقيقه "دكتور مرسي"، بل زاره في بيته في التجمع الخامس، وهاتفه بشكل دائم. ولا تزال العائلة تعمل في قطعة الأرض ومساحتها فدانين، والتي حصلت عليها بعد تأميم الأراضي الزراعية في عهد جمال عبدالناصر، فيما يواصل حسين عمله كمدرس للرياضيات في مدرسة البلدة.
و"على خلاف المشهد في القاهرة فالحياة في العدوة تبدو معزولة عن التظاهرات فيها، بل وأخبار الملاحقة والقمع لم تصل للبلدة حيث لا تزال معقلا من معاقل الإخوان المسلمين، ولا يُسمع فيها نقد لمرسي، أو لا يتجرأ أحد على النقد، ولا يوجد أي أثر لحركة "تمرد" في البلدة، وتعقد فيها الاجتماعات بشكل مفتوح مقارنة مع القاهرة التي يلاحق فيها الإخوان واجتماعاتهم".
وينقل إريك تريغر عن ناشط في الإخوان في الجيزة- القاهرة، أن هواتفهم تتعرض للمراقبة، ولهذا يعتمد القادة الذين لم يلق القبض عليهم على التواصل من خلال إرسال رسائل عبر العائلة.
وبسبب طبيعة وموقع حسين مرسي غير القيادي في الجماعة، فهو لا يعرف بالضبط الكيفية التي تقوم من خلالها الحركة بتوصيل الرسائل واتخاذ القرارات، وكيف يتواصل قادة الجماعة على مستوى البلد بمسؤولي المناطق. ولكنه يقول إن بعض المسؤولين في مكتب الإرشاد جاءوا للشرقية لتوزيع الأوامر الصادرة من القيادة.
ويختم تريغر قائلا "نؤكد أن جماعة الإخوان عانت من استنزاف شديد، كما أن منظمتها غير قادرة على العمل في المدن الرئيسية، ولكنها تحتفظ بعدد كبير من الأعضاء الملتزمين ببرنامجها للوصول للسلطة، ولديها خلايا ناشطة في الأرياف. طبعا، جماعة الإخوان المسلمين ليست على أعتاب عودة مثيرة للحكم، لكن حقيقة كونها لم تمت يعني أن المعركة على مستقبل
مصر لم تنته بعد".