أثار اختيار مجلة "تايم" للبابا فرنسيس الأول ردود أفعال غاضبة في مصر، بعد أن فاز الفريق أول عبدالفتاح
السيسي بغالبية الأصوات في التصويت الشعبي.
وسارع المعلقون في الصحف والإذاعات والتلفزيون إلى شجب المجلة والدعوة لمقاطعتها، واتهامها بمعاداة الإرادة الشعبية المصرية الديمقراطية، وبأنها أداة في يد الدولة الأمريكية.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها إن "منح البابا فرنسيس لقب
شخصية العام ربما كان إشارة لتقواه وللعدالة الاجتماعية، لكن الكثير من المصريين اعتبروا القرار خرقا للأعراف الديمقراطية"، والسبب أن السيسسي هزم في التصويت شخصيات كبيرة مثل طيب رجب أردوغان، رئيس الوزراء التركي.
وتضيف الصحيفة أن قرار "تايم" "أدى إلى ظهور توجهين معروفين بين الطبقات المصرية الثرثارة، توجه يتعامل مع السيسي حد العبادة، وآخر ربط التصويت بالمؤامرة الأمريكية المستمرة على مصر".
وأضافت أن " البرامج الإذاعية والتوك شو والمقالات الصحافية نشرت سيلا من التعليقات شجبت ما اعتبرته فشلا متعمدا في الاعتراف بالتصويت الشعبي".
ونقلت الصحيفة تعليقا لمصري اسمه عبد الرحمن محمد في تغريدة له قال فيها "ليس عدلا. الفريق أول السيسي هو رجل العام، فلماذا إذا طلبت منا التصويت؟! أنتم كذبة مثل رئيسكم".
وتضيف الصحيفة "لم يكن مهما ما أكده محرو مجلة "تايم" طوال الوقت؛ من أن شخصية العام يتم اختيارها بناء على معايير تتعلق بالرجل الذي كان مؤثرا في سياسة العالم سلبا أو إيجابا".
وتقول الصحيفة "لكن الخيال الجمعي المصري يشير إلى مفارقة ساخرة، فمؤيدو الجنرال السيسي، وما أكثرهم في مصر، يقومون بحملة دعم للرجل الذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطيا من منصبه، محمد مرسي في 3 تموز/ يوليو".
وتصيف أنه "في الأيام التي تبعت الانقلاب ناقش معارضو مرسي أن "الديمقراطية ليست الانتخابات فقط"، وأن فوز مرسي فيها عام 2012 لا يكفي لأن يظل في السلطة". وهي تشير هنا إلى أن المصريين من مؤيدي السيسي يتباكون على "الديمقراطية" في الوقت الذي يدعمون فيه رجلا قتل التجربة الديمقراطية بالانقلاب عليها. لكن ومع "ذلك، فالكثير من الغضب تجاهل هذه المفارقة الساخرة".
وأشارت الصحيفة إلى مقال في صحيفة الوطن المعادية لمرسي ورد فيه أن "تايم" تجاهلت التصويت الشعبي، في اختيار البابا فرنسيس. وفي صحيفة أخرى مثل الدستور ورد أن "هناك سؤالا كبيرا لعدم وجود اسم السيسي في قائمة المرشحين لنيل اللقب، رغم الأصوات التي حصل عليها".
وتقول الصحيفة الأمريكية إن "بقية محرري الصحف دعوا المصريين لمقاطعة المجلة التي لا يوزع منها سوى عدد قليل في مصر".
وبنفس المقام فقد هاجمت الإذاعة والتلفزيون الرسمي المجلة، وما قالت إنها "أشكالا من التحيز ضد مصر الذي يعبر عن أجندة خارجية".
وكدليل على معاداة المجلة للمصريين، أشار بعض المعلقين المصريين إلى غلاف عدد المجلة بعد الإطاحة بمرسي، حيث وضعت تعليقا على صور الاحتجاجات جاء فيها "أحسن متظاهرين في العالم وأسوأ ديمقراطيين في العالم".
وأشارت الصحيفة إلى ما كتبه الصحافي المعروف إبراهيم عيسى، حيث قال إن قرار المجلة شطب اسم السيسي من القائمة النهائية يظهر عداء المجلة للجنرال المحبوب، والمثير للجدل في الوقت نفسه. وكتب يقول "يجب أن لا يصدق أحد قيام "تايم" باختيار السيسي رجل العام"، ملمحا إلى أن الإعلام الأمريكي موجّه من قبل الدولة، أي إدارة أوباما.