استعرض الوزير الاسرائيلي الأسبق يوسي بيلين جهود وزير الخارجية الامريكي للدفع بتسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ويخلص بيلين في مقالته المنشورة اليوم في صحيفة "اسرائيل اليوم" الى أن
كيري أنهى جولته الحادية عشرة "تاركا خلفه طرفين يبتعد بعضهما عن بعض. ولأنه لا يوجد أمل في التوصل إلى اتفاق دائم مفصل بين الطرفين حتى الربيع القريب، يجب عليه أن يبت الأمر بين الاكتفاء بـ "اتفاق إطار" يعالج جميع القضايا في مستوى مبدئي ولا يتناول التفاصيل من نوع خطة ألين الأمنية، وبين مسار تدريجي نحو اتفاق دائم تكون خطة ألين فيه تسوية مؤقتة، إلى جانب دولة فلسطينية في حدود مؤقتة".
وفيما يلي نص المقال:
لم يستسلم جون كيري لحالة الجو الشديدة والتقى في نهاية الأسبوع الأخير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. لكن يوجد في محيطه القريب من يُشبه الخطة الأمنية التي يحاول بها إقناع الطرفين، برجل الثلج. فهو يبدو من بعيد بواسطة الجزرة في وسط وجهه مثل إنسان لكنه يذوب ببساطة في الأيام التالية.
إن محاولة عرض ذلك على أنه "أفكار" الجنرال ألين، وليس خطة أمنية يعرضها الأمريكيون على الطرفين، قد فشلت. فالجانب
الإسرائيلي يرى أن الاقتراح أساس للتباحث ينبغي أن تُعدل فيه سلسلة أشياء طويلة، أما الجانب الفلسطيني فيراه خطة إسرائيلية في رداء أمريكي، تثير أفكارا لا يستطيع أي زعيم فلسطيني التسليم بها. ولا يريد أحد أن يمس الأمريكيين وسيحاول كل طرف أن يلقي على الطرف الآخر تهمة رفض الخطة، لكن الحديث كما يبدو عن خطأ قاتل للوساطة الأمريكية.
ليست المشكلة في الجانب الفلسطيني طلب أن تمكث قوة إسرائيلية كبيرة مدة عشر سنوات بعد توقيع الاتفاق في ارض الدولة الفلسطينية في غور الأردن فقط، بل أن هذه القوة بعد نهاية هذه الفترة ستترك المنطقة فقط إذا ثبت الفلسطينيون لامتحان التنفيذ؛ ولما لم يُقل من الذي يحدد هل نجح الفلسطينيون في مهمتهم فمن الواضح لهم أن الحديث عن أن عمل الحَكَم سيُمنح لإسرائيل.
وتستطيع القوة الإسرائيلية أن تمكث في فلسطين إلى الأبد إذا لم تُظهر إسرائيل الرضا عن الأداء الفلسطيني. وليس الجانب الإسرائيلي سعيدا لأن الخطة تتحدث عن مكوث جهة عسكرية متعددة الجنسيات في فلسطين، برغم أن الحديث عن أن دورها كله سينحصر في اعداد قوات الأمن الفلسطينية، وهو ليس راضيا أيضا عن تحديد بقاء الجيش الإسرائيلي في غور الأردن عشر سنوات خشية أن يوجد بعد انتهاء هذه الفترة ضغط دولي ثقيل لإخراج الجنود من المنطقة.
لم ينجح كيري في إقناع الفلسطينيين بقبول اقتراح توحيد إجراءي الإفراج عن السجناء وتأجيله إلى موعد كان يفترض أن يتم فيه الإفراج الأخير. فهم يعتقدون أن الحديث عن نية اشتراط الإفراج عن المجموعتين (يوجد في المجموعة الأخيرة فلسطينيون من سكان إسرائيل) بالتوقيع على اتفاق الإطار، في حين يرون أن الإفراج عن السجناء هو عوض عن عودتهم إلى طاولة التفاوض من غير تجميد البناء في المناطق، وليس هو عوضا عن التوقيع على اتفاق مع إسرائيل. وقد تراجع كيري عن الفكرة آخر الأمر.
لكن كانت ذروة التوتر بين كيري وعباس حينما قال وزير الخارجية الأمريكي للرئيس الفلسطيني في نهاية الحديث بينهما إن نتنياهو ينوي أن يبني ألفي وحدة سكنية أخرى بدل الشقق التي جُمد بناؤها في 2010. وابتسم عباس في البدء وظن أن الحديث عن فكاهة غير ناجحة، لكن حينما فهم أن كيري ينقل رسالة جدية قال إن هذا قلب تام للطاولة.
ماذا يكون الآن؟ ينهي كيري جولته الحادية عشرة تاركا خلفه طرفين يبتعد بعضهما عن بعض. ولأنه لا يوجد أمل في التوصل إلى اتفاق دائم مفصل بين الطرفين حتى الربيع القريب، يجب عليه أن يبت الأمر بين الاكتفاء بـ "اتفاق إطار" يعالج جميع القضايا في مستوى مبدئي ولا يتناول التفاصيل من نوع خطة ألين الأمنية، وبين مسار تدريجي نحو اتفاق دائم تكون خطة ألين فيه تسوية مؤقتة، إلى جانب دولة فلسطينية في حدود مؤقتة