حول جهاز المخابرات
الإسرائيلية الداخلية "
الشاباك" معبر "إيرز"، الذي يصل قطاع
غزة بإسرائيل إلى مصيدة لاعتقال الفلسطينيين وابتزازهم.
ونظراً لأن الغزيين الراغبين في التوجه للضفة الغربية يضطرون للمرور عبر إسرائيل من خلال هذا المعبر، فإنهم ملزمون بالحصول على تصريح مسبق من سلطات الاحتلال وهو ما يسمح لـ "الشاباك" بابتزازهم.
وتدلل الكثير من الشهادات التي أدلى بها الغزيون الذين حاولوا التوجه للضفة الغربية عبر إسرائيل - وجلهم من المرضى – أن عناصر "الشاباك" حاولوا ابتزازهم بتخييرهم بين قبول العمل معهم كمخبرين والسماح لهم بالمغادرة أو العودة من حيث أتوا.
وقال جمال بريك (34 عاماً)، الذي يقطن مدينة غزة إنه تقدم قبل شهرين بطلب للحصول على تصريح بالسفر للضفة لإجراء عملية في القلب، مشيراً إلى أنه عند وصوله إلى معبر "إيرز" اقتاده اثنان من الجنود إلى مبنى تحت الأرض بجوار المعبر، حيث استجوبه عناصر "الشاباك"، وحاولوا ابتزازه.
وقال جمال لـ "عربي 21" إن عناصر "الشاباك" اتهموه بالبداية بأنه ينتمي إلى إحدى حركات المقاومة وأنه "متورط" في تنفيذ عمليات ضد الاحتلال، وعندما رفض هذه الاتهامات، انتقل عناصر "الشاباك" لابتزازه.
وأوضح أنهم عرضوا عليه العمل معهم كمخبر لتقديم معلومات حول قيادات وعناصر حركات المقاومة في منطقة سكناه، مقابل السماح له بالمغادرة، وهو ما رفضه على الفور، فما كان من أحد عناصر "الشاباك" إلا أن أبلغه بعدم "مجرد الحلم" بإمكانية مغادرة القطاع عبر "إيرز".
وقد يكون جمال "محظوظاً" إلى حد ما، حيث أن بعض الغزيين الذين يستجوبهم "الشاباك" في "إيرز" يتم اعتقالهم لعدة أيام وتعذيبهم من أجل دفعهم للموافقة على أن يصبحوا مخبرين.
ويقول خالد بليمي (20 عاما)، الذي يقطن مدينة "خانيونس"، جنوب القطاع إنه بعد صدور نتائج الثانوية العامة رغب في الالتحاق بإحدى جامعات
الضفة الغربية، وقدم طلباً للحصول على تصريح، لكنه فوجئ بقيام جنود الاحتلال باعتقاله وإيداعه سجن "عسقلان".
وقال خالد لـ "عربي 21" إنه أودع في زنزانة، وكان يستدعى للتحقيق من أجل ابتزازه ودفعه للقبول بالعمل كمخبر، حيث كان يتعرض للتعذيب، منوهاً إلى أن تعامل المحققين تفاوت بين العصا والجزرة، حيث ينكب بعضهم عليه بالضرب، ثم يأتي آخر ليعاود مجدداً طرح فكرة التخابر.
وأشار خالد إلى أنه تم إطلاق سراحه بعد ثلاثة أيام بعد أن أيقن عناصر "الشاباك" استحالة موافقته على عرضهم.
ويوظف "الشاباك" معبر "إيرز" لاعتقال الأشخاص، بزعم أنهم يشكلون خطراً أمنياً.
فقد اعتقلت سلطات الاحتلال الناشط الشبابي علاء مقبل (30 عاماً)، مدير مكتب الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب، عندما توجه أواخر آب/ أغسطس الماضي في معبر "إيرز" في طريقه للضفة الغربية، حيث تم ترشيحه للمشاركة في ورشة عمل تنظمها مجموعة الاتصالات الفلسطينية.
وقال إسلام شهوان، الناطق بلسان وزارة الداخلية في حكومة غزة، إن الأجهزة الأمنية تتابع أساليب الاحتلال في ابتزاز المواطنين الذين يضطرون لاستخدام معبر "إيرز".
وأضاف أن الكثير من المواطنين الذين تعرضوا لهذه المواقف، أبلغوا الأجهزة الأمنية بما حصل معهم، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من رصد وتحديد الأساليب التي يستخدمها الاحتلال لمواجهتها.
واستدرك أن عدداً قليلاً من المواطنين استجاب لابتزاز الاحتلال، مشيراً إلى أنه تم الكشف عن هذه الحالات وتم العمل على معالجتها بشكل هادئ وبدون التشهير بهم.