كشف أهالي المحبوسين في السجون
المصرية من مؤيدي الرئيس المنتخب محمد مرسي، عن شكاوى ذويهم عن سوء الأحوال التي يعيشونها داخل السجون خاصة، في ظل أزمة البرد القارس التي تشهدها البلاد، وتساقط الأمطار.
وفي تصريحات للأناضول، نقل ذوو المحبوسين عنهم خلال زيارتهم في السجن، أن سقف وحوائط السجن لم تمنع عنهم مياه الأمطار التي أغرقت كل محتويات الزنازن ومتعلقات المحبوسين، فيما رد مصدر أمني بمصلحة السجون، فضل عدم ذكر اسمه أنه لم تصلهم شكاوى رسمية من ذلك مؤكدا أن إدارة السجون وزعت أغطية إضافية لمواجهة موجه البرد.
وروت سارة ابنة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، ما سمعته من أخيها سعد داخل سجن طرة، وقالت: "تخيل أن تكون جالسا في زنزانة انفرادية تفترش الملاءة وتنام على الأرض في هذا الجو البارد، فتمطر السماء فتجد أن المطر -رغم السجن والزنزانة- يغرق المكان كله فلا تستطيع الوقوف حتى".
وأضافت: "كل شيء يغمره الماء، ومن شدة البرد لا تدري ماذا تفعل فتبحث بين الملابس لعلك تنقذ ما تستطيع وترتديها فوق بعضها البعض لعلك تشعر بالدفء".
الأمر نفسه، أكدته عائشة نجلة الشاطر عن والدها وزادت: "السجان ليس بإنسان، كي يملك قلبا فيرحم المسجونين من قسوة البرد أو شدة الأمطار".
وقالت جويرية نجلة الداعية صفوت حجازي، رئيس مجلس أمناء ثورة 25 يناير، إن والدها أخبرها أن سقف الزنزانة ترشح منه مياه الأمطار كلما تساقطت عليه، مشيرة إلى أن كل أمتعتهم غرقت بالمياه يومي الخميس والجمعة الماضية.
وأشارت إلى أن المسجونين عانوا طوال هذين اليومين من قطع الكهرباء من قبل إدارة السجن، خوفا من التسبب في حدوث ماس كهربائي، وأضافت: "المسجونون وجدوا عدم مبالاة من الضباط والعساكر جراء مناشدتهم إيجاد وسيلة لمنع تساقط الأمطار عليهم بالسجن".
أما سمية نجلة عبد الرحمن الشواف طبيب المستشفى الميداني باعتصام ميدان نهضة مصر، الذي تم اعتقاله أثناء عمليات الفض في 14 آب/ أغسطس الماضي، فقالت إن أباها اشتكى من قسوة البرد في سجن
وادي النطرون.
وأضافت: "عندما تساقطت الأمطار نزلت على أرضية الزنزانة وامتلأت بالمياه لعدم جاهزية أبنية السجن لمثل هذه الظروف".
وكشفت أنهم طلبوا من إدارة السجن حلا لهذه الأزمة ولكن دون جدوى، مشيرة إلى أن والدها هددها برفض استلام التعيين (طعام السجن) والدخول في إضراب بسبب سوء المعاملة.
وأضافت أن والدها أخبرها أن هناك ثلاثة من المحبوسين في السجن، تم تعذيبهم بوضعهم في حبس انفرادي بالملابس الداخلية بعد أن جردوهم من ملابسهم الشتوية، ولم يرحموهم من هذا البرد القارس.
وفي السياق نفسه، أكد عزت المصري محامي بعض المحبوسين، أنه "قام ضابط بسجن (وادي النطرون) بممارسة التعذيب بحق ثلاثة من المحبوسين على ذمة فعاليات 6 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهم: محمد عبد الرؤوف، وأحمد علي عبد البصير، وثالث لم يتم التعرف إلا على اسمه الأول ويدعى جابر.
وأضاف: "تم تجريد المحبوسين الثلاثة من ملابسهم، دون الملابس الداخلية، وحرق ضابط يدعى إسلام باقي الملابس أمامهم رغم موجة البرد القارسة التي سيطرت على السجن".
وأشار إلى أن موجة البرد تضرب السجون بشدة، في ظل إهمال شديد، من إدارة السجون تجاه المحبوسين، وتركهم يعانون أشد المعاناة، دون تطبيق للقانون.
وروت شيماء عبد الله زوجة محمد صابر، الذي اعتقل في فض اعتصام النهضة والمحبوس بسجن وادي النطرون، أن زوجها محبوس في عنبر به 40 من مؤيدي مرسي، ولكن هذا العنبر به تسعة نوافذ علوية مفتوحة دون زجاج أو خشب.
وأضافت: "السجن الموجود في منطقة صحراوية يعاني من فيه من المحبوسين قسوة البرد، ومن هطول الأمطار عليهم من هذه النوافذ"، مشيرة إلى أن زوجها أبلغها بعدم القدرة على حل تلك المشكلة، حتى بعد شكوى تقدموا بها لإدارة السجن.
أما رقية نجلة القيادي الإخواني حمزة صبري أمين إعلام الحرية والعدالة في كفر الزيات والمحبوس على ذمة قضية التحريض على العنف، فقالت إن إدارة السجن رفضت إدخال بطاطين (أغطية) لوالدها.
وأضافت: "واصلت الأجهزة الأمنية التعنت مع والدي، فكما ألقوا القبض على والدي وهو يرتدي الشبشب (الخف) ورفضوا السماح له بارتداء حذائه، فقد منعوا عنه الأغطية في هذا البرد القارس وينام حتى الآن على أرضية السجن دون فرش".
من جانبه، قال مصدر أمني مسؤول بقطاع السجون، أن إدارات السجون المحبوس فيها قيادات الإخوان لم تتلق أي شكاوى منهم بخصوص التقصير في توفير ملابس ثقيلة وبطاطين (أغطية) تقيهم البرد.
وأشار إلى أن إدارة السجون قامت بتوزيع بطاطين وملابس إضافية على النزلاء في موسم الشتاء، خاصة في الموجة شديدة البرودة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية.